خاص العهد
الصحَّة اللبنانية للمواطنين: التزموا لوقف تمديد الإقفال
يوسف جابر
الإقفال العام في لبنان الذي من المفترض سريانه حتى 30 تشرين الثاني/نوفمبر، لمكافحة الانتشار السريع لفايروس كورونا، يُقابل بعدم التزامٍ من المواطنين الذين فتحوا محالهم من ضيق الحال، ورغم التراجع الملحوظ الذي سجله عدَّاد كورونا في البلاد، إلا انه ارتفع بشدة نسبةً لعدد الفحوصات قبل الإقفال.
ويفتح لبنان ذراعيه مع نهاية الحظر ليستقبل شهر الأعياد، حيث شكَّل الإغلاق خطوة استباقيةً لتفادي الأسوأ، كما أنَّ وزير الصحَّة في حكومة تصريف الاعمال، حمد حسن، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الداخلية محمد فهمي، أعلن أن الأمر منوطٌ بالسلوك الفردي والمجتمعي لتقييم الواقع الوبائي خلال الأسبوعين الماضيين، فماذا لو أظهرت النتائج تفاقمًا بانتشار الوباء رغم الحجر؟ وهل ستُتَّخذ تدابير خلال فترة الاعياد؟
حول هذه التساؤلات، قالت مصادر وزارة الصحة لموقع "العهد" الإخباري، إنها ننتظر نهاية الإقفال لتقييم المرحلة، والتي تتمنى أن تكون إيجابيةً للتخفيف من نسبة الإصابات بفايروس كورونا، كما دعت المصادر المواطنين للالتزام بالإجراءات الوقائية لكي ينعم لبنان بمسارٍ صحيٍّ جيد، يمنع تمديد الإقفال خلال فترة الأعياد القادمة.
بدوره، الدكتور عبد الرحمن البزري، عضو اللجنة الوطنية للأمراض الجرثومية، وفي حديثٍ لموقع "العهد" الإخباري، أكَّد أنَّ نجاحنا أو فشلنا يحدِّده مدى استعدادنا لمرحلة ما بعد الإقفال، مشيرًا إلى أنَّ على الانسان ان يعتاد خلال دورة حياته على معايير جديدة حتى انتهاء أزمة كورونا.
وأضاف البزري: "الإنسان كائن مجتمعي، يريد أن يتعلم ويبيع ويشتري، ويقيم العلاقات الاجتماعية، وعلى سبيل المثال إن كان التجار يريدون الحفاظ على السوق التجاري مفتوحًا، فعليهم التقيُّد بشروط معينة من عدد الزبائن لارتداء الكمامة، كذلك المطاعم والمدارس، وكل الحياة الاقتصادية يجب ان تنتظم وفق هذه الأسس".
كما استبعد عضو اللجنة الوطنية للأمراض الجرثومية، حصول اقفالٍ جديدٍ، أو تمديد الحالي، مشيرًا أنَّ البلد لا يتحمل ذلك، خصوصًا أنَّ تبعات الإقفال الاقتصادية كانت عالية.
وتابع في حديثه لـ "العهد": "إذا لم يعطِ الاقفال نتائج فليس لأن الاقفال ليس جيدًا، بل إن الدولة والشعب لم يتعاملا مع الإقفال بالشكل المطلوب"، متسائلًا عن الضامن أن تكون نتيجة الإقفال الآخر أو التمديد انجح.
كذلك شدَّد البزري، على أنَّ المطلوب بمرحلة الإقفال أُنجز بشكلٍ كبير، وذلك من تقليلٍ لعدد الإصبات، وإراحة القطاع الصحي، بالإضافة لتحسين أداء لجنة الترصُّد الوبائي، وتوسيع سعة المستشفيات العامة والخاصة عبر رفع عدد الأسرَّة، لافتًا إلى أنَّ التزام المواطنين وتقيدهم بالإجراءات وحدهما يكفلان عدم تكرار السيناريو ذاته بعد شهرٍ أو شهرين.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية اعتبرت الاحتفال المصغّر بالأعياد هو "الخيار الأمثل" بعيداً من التجمّعات العائلية الموسّعة في زمن جائحة كورونا.