خاص العهد
ضربة جدة.. رسائل حزمٍ يمني
ياسمين مصطفى
عملية نوعية جديدة هزّت العمق السعودي فجر اليوم. صاروخ مجنح يحمل اسم "القدس2" استهدف محطة توزيع نفطية لـ"أرامكو" شمال جدة، بتوقيع القوة الصاروخية اليمنية. "الهجوم" أعقب لقاءً سريًا بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على مشارف البحر الأحمر. فما هي أهمية ودلالات الاستهداف الجديد؟
في سلسلة من العمليات النوعية، تنفذ حركة "انصار الله" اليمنية وعيدها بضرب بنك أهداف سعودية حيوية، طالما العدوان متواصل ويحصد الأرواح. يشهد على ذلك استهداف المنشآت النفطية التابعة لـ"أرامكو" في منطقتي بقيق وخريص بطائرات درون العام الماضي، الى دك وزارة الدفاع والاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية في الرياض وجيزان ونجران ضمن عملية "توازن الدرع الرابعة"، ثم استهداف منشآت نفطية في جازان وخميس مشيط بصواريخ وطائرات مسيرة، وصولًا الى الضربة التي مني بها النظام السعودي فجر اليوم عبر الصاروخ البالستي "قدس 2 المجنح".
ضربة اليوم تُقرأ على مستويات عدة، عسكريًا، وسياسيًا، واستخباراتيًا، وفق ما يؤكد في حديث لموقع "العهد الإخباري" مدير البرامج السياسية في قناة "المسيرة" حميد رزق.
عسكريًا، ومن حيث الموقع، يمثل وفق رزق، استهداف منشأة حيوية لـ"أرامكو" النفطية في جدة -العاصمة الاقتصادية للسعودية- والمسافة التي قطعها الصاروخ المجنح "قدس2"، والتي تقارب الـ850 كلم تقريبًا ضربًا للعصب الاقتصادي للرياض، في رسالة مفادها أن اليد اليمنية قادرة على أن تطال المنشآت الحيوية السعودية وتعطلها، وقادرة على ضرب أهداف أكثر حيوية واستراتيجية، وهو ما ستجنيه الرياض من استمرار عدوانها.
الصاروخ البالستي الجديد "قدس2 المجنح" إنجاز نوعي بحد ذاته، يؤكد رزق، ويوضح أنه "نجح في إصابة هدفه بدقة في أول استخدام له، ورغم صمت الرياض المطبق حتى الآن، إلا أن الحرائق المندلعة من خزانات النفط في محطة توزيع جدة شاهدة على الإنجاز اليمني".
سياسيًا، يرى رزق أن "الضربة تأتي بعيد اختتام قمة "مجموعة العشرين" التي أطلقتها السعودية افتراضيا، وتأتي في وقت لا يزال فيه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو موجوداً في السعودية برفقة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، الذي وصل سرًا في وقت متأخر أمس الى المملكة".
في هذا السياق، يشدد رزق على أن ثمة جهدًا يمنيًا استخباريًا في توقيت العملية وتزامنها مع اجتماع ابن سلمان ببومبيو ونتنياهو، ويضيف: "تحمل العملية رسالة أبعد من الرد على العدوان السعودي، بمناصرة القضية الفلسطينية، والتأكيد على أن خيانة الرياض لقضايا الأمة وعلى رأسها فلسطين لن تمر مرور الكرام، وفي اسم الصاروخ "قدس2" دلالة على ذلك".
"النظام السعودي مربك"، يجزم رزق، ويضيف: "أولا لجهة خسارة دونالد ترامب لرئاسة أميركا، وثانيًا لكون توجه الرئيس المنتخب جو بايدن غير واضح تجاه دعم العدوان السعودي على اليمن".
وفي الختام، يرى محدّثنا أن "تأثير الضربة سيكون كبيرا لصانع القرار السعودي، أما مصير العدوان فرهن الساكن الجديد في البيت الأبيض وإدارته، له الكلمة الأعلى والأخيرة".