خاص العهد
آخر محاولات ترامب.. حربٌ لعرقلة فوز بايدن بالرئاسة الأميركية
يوسف جابر
فاز الرئيس الأمريكي المنتخب جون بايدن، في عملية إعادة الفرز في ولاية جورجيا بفارق 12 ألف و670 صوتاً على مُنافسه دونالد ترامب، وبذلك يَحسم سباق الرئاسية الأمريكية، بحصوله حسب المتوقع على 306 أصوات مقابل 232 لترامب من أصوات المجمع الانتخابي.
الطعون القانونية التي قدمتها إدارة ترامب بسبب هزيمته في ثلاث ولايات أخرى (بنسلفانيا، ميشيغن، وأريزونا)، والتي كانت رصاصة ترامب الأخيرة، تلاها حُزمة إقالات لمسؤولين أمريكيين، وسط تخوفٍ من إمكانية إطلاق ترامب عملياتٍ عسكرية علنية أو سرية خلال الشهرين المتبقيين له في البيت الأبيض.
مستجدات الانتخابات الرئاسية الأمريكية
وفي هذا السياق، قال الكاتب المتخصص بالشأن الأميركي علي مراد في حديثٍ لموقع "العهد" الإخباري، إن "إدارة ترامب سلمت بخسارته في الانتخابات، خصوصا أن الأحكام الصادرة عن المحاكم الفدرالية لم تكن على خاطر ترامب، وذلك في الدعاوى القضائية التي كان قد رفعها في الولايات المشكك بنتيجتها، لا سيما في بنسلفانيا، ميشيغن، جورجيا، وأريزونا".
وأوضح أنَّ "ذلك لا يعني استسلام إدارة ترامب وحملته الانتخابية، إذ سيحاولون عبر مشرعي الولايات من الجمهوريين تسمية مؤيدي ترامب ليكونوا ضمن المجمع الانتخابي، وذلك قُبيل كانون الأول/ديسمبر حين سيُنتخب أعضاء المجمع"، مشيرا إلى أنَّ "هذا الأمر غير مضمونٍ بسبب الانقسام الحاصل داخل الحزب الجمهوري حول ترامب".
عرقلة فوز بايدن
مراد أضاف لـ"العهد" أنَّ "ترامب بدأ باتباع مسارٌ يعرقل فوز بايدن في حال انحسم دخوله إلى البيت الأبيض، يتمثل بإرباك السياسة الخارجية وسحب الجنود، وتصريح وزير الحرب الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر عن عزمه تسريع سحب الجنود الأميركيين من أفغانستان والشرق الأوسط"، لافتا إلى أن "ترامب سيمضي قُدمًا بتنفيذ الوعد الانتخابي بسحب الجنود عبر تقليص العدد إلى أقل الممكن، اي 2500 جندي في أفغانستان، 2500 في العراق، فيما يدور الحديث عن سحب كامل للقوات من الصومال".
وصنَّف مراد طلب ترامب من وزارة الحرب االأمريكية البحث في مسألة "قصف موقعٍ نوويٍ إيراني" في سياق "الحرب النفسية"، مشيرا إلى أن "هذه المسألة تأخذ حيزا من أولوياته بالتوازي مع جهوده لإعاقة وصول بايدن إلى الرئاسة رئيسًا"، وأكد أن "لا مؤشرات تدل على أن ترامب بصدد اتخاذ هكذا قرارٍ متهورٍ يستهدف ضرب منشآتٍ إيرانية نووية".
وتابع أن "أمام ترامب خياران، الانسحاب أو شنُّ ضربةٍ عسكريةٍ تُدحرجُ الأمور في المنطقة نحو الحرب، والأسهل على ترامب نسبةً لقوانين الدستور الأمريكي والكونغرس، هو قرار سحب الجنود"، معتبرا أن "ترامب لن يكون بصدد الشروع بحرب، والإيحاء بذلك فقط لممارسة ضغوط في الداخل".
وذكر مراد أنَّ "جزءًا كبيرًا من القاعدة الشعبية الداعمة لترامب لا تريد الحرب، بل يطالبونه بإعادة الجنود انطلاقًا من الوعد الذي قطعه بإنهاء "الحروب التي لا تنتهي" على مبدأ "أمريكا أولًا"".
إتمام العملية الانتخابية
وأوضح مراد تفاصيل إتمام العملية الانتخابية، قائلًا إن "أمام الولايات موعِدٌ نهائي في 8 كانون الاول/ديسمبر المعروف بـ"الملاذ الآمن" للتّصديق على انتخاباتها واختيار النّاخبين الذين سيختارون الرّئيس الجديد، ولكن إذا وصلنا إلى هذا اليوم ولم تختر ولاية أميركية مندوبين للمجمع، سيقوم "الكونغرس" الحالي باختيار مندوبي هذه الولاية، خصوصا أنه في 14 الشهر المقبل يجب أن يجتمع المندوبون عن كل ولاية في مقر الولاية لانتخاب الرئيس".
كما ذكر أنَّ "الظروف تُرسل مُغلقة للكونغرس الأمريكي الجديد، الذي سيلتئم في 3 كانون الثاني/يناير لانتخاب رئيسٍ لمجلس النواب ورؤساء وأعضاء اللِّجان، ليعود وينعقد في 6 من الشهر نفسه، بغرفتيه الشيوخ والنواب، برئاسة رئيس مجلس الشيوخ ونائب الرئيس مايك بنس، وتفتح الظروف"، معتبرًا أن "الأمر سيكون بمثابة شدٍّ وجذبٍ للضغط على الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية".
ورأى مراد أننا "وصلنا إلى مرحلةٍ اقتنع فيها ترامب بعدم فوزه بولاية ثانية"، مشيرا إلى أنَّ "لديه هدفًا بالحد الأدنى يريد تحقيقه، وهو انتزاع عفوٍ عنه، وعن عائلته، وفريقه الخاص، لأن هناك عشرات إن لم يكن مئاتٌ من الدعاوى القضائية التي رُفعت على ترامب وعائلته ومساعديه، ويريد العفو تجنبا للملاحقة القضائية خلال مرحلة ما بعد 20 كانون الثاني/يناير".