خاص العهد
#أربعون_ربيعاً.. الثورة الإسلامية في خدمة القضية الفلسطينية
غزة ـ العهد
إن ""اسرائيل" غاصبة، ويجب ان تغادر بأسرع وقت وطريق الحل الوحيد هو ان يقوم الاخوة الفلسطينيون بالقضاء على مادة الفساد هذه بأسرع وقت".
قاعدة سنّها الإمام روح الله الموسوي الخميني منذ انتصار الثورة الاسلامية في إيران. فبعد أن كانت إيران الشاه من أبرز داعمي كيان الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة، جاءت ثورة الإمام لتشكل انتفاضة فعلية على هذا الواقع. الثورة الإسلامية التي أقفلت باب العلاقات مع أميركا وأغلقت سفارة واشنطن، شرّعت أبوابها في ذلك الوقت للرئيس الراحل ياسر عرفات، مفتتحة السفارة الفلسطينية في الجمهورية الاسلامية بنزع علم الكيان الغاصب ورافعة بيد واحدة مع منظمة التحرير الفلسطينية علم فلسطين عليها.
يقول الامام الخميني "قدس سره": "يجب ومن أجل تحرير القدس، الاستفادة من المدافع الرشاشة المتكلة على الايمان وقدرة الإسلام، وترك اللعب بالسياسة التي يُشم منها رائحة الاستسلام، والتخلي عن فكرة إرضاء القوى الكبرى".
من هنا، كانت إيران ومنذ انتصار الثورة الاسلامية داعماً أساسياً لفصائل المقاومة في فلسطين المحتلة، على اختلافها.
في هذا الإطار، يؤكّد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين خضر حبيب أن الثورة الإسلامية نقلت ايران الى مربع الانحياز لقضايا الامة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ويشير حبيب في حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري إلى أن "مصطلحات الامام الخميني (قده) حينما كان يقول إن "اسرائيل" غدة سرطانية يجب استئصالها حتى تعود العافية للمنطقة والأمة العربية والإسلامية، هذه التصريحات والمصطلحات تقاطعت تماما مع ما آمنت به حركة الجهاد الإسلامي في زمن انطلاقة الثورة الإسلامية في ايران ولا زالت متمسكة بهذه المنطلقات الفكرية".
"ايران أصبحت بعد الثورة داعماً أساسياً للمقاومة الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني"، يقول حبيب، مضيفاً "إن ايران أدركت بقيادة الإمام الخميني ولا زالت حتى اللحظة أن وجود الكيان الصهيوني في المنطقة العربية والإسلامية خطر كبير على المنطقة ويجب أن يكون الجهد منصباً لاستئصال هذا الورم السرطاني من جسد الأمة".
ويلفت إلى أن ايران حافظت على سياساتها المنحازة للقضية الفلسطينية وهي الداعم الأساسي للمقاومة الإسلامية وغير الإسلامية في فلسطين.
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي يقول "منذ أن انتقلت ايران من مربع الاستلاب الروحي والسياسي والفكري الى مربع الانحياز للامة وثقافتها واسلامها العظيم، ومنذ اللحظات الأولى أعلن الامام الخميني دعمه وتأييدة للمقاومة الفلسطينية وترجم ذلك من خلال انزال العلم الاسرائيلي عن السفارة ورفع العلم الفلسطيني تأكيداً لمرحلة جديدة عنوانها الدعم الكامل لقضية فلسطين".
يشدد حبيب على أن الجمهورية الاسلامية داعم أساسي للقضية الفلسينية ولم تبخل في دعمها، ويتابع "لم نشعر يوماً أن هذا الدعم هو من أجل الهيمنة على فصائل المقاومة أو أنه مشروط.. ايران تدعم فلسطين لايمانها أن فلسطين يجب أن تعود الى أهلها ليعيشوا فيها بأمن وأمان قبل وجود المشروع الصهيوني".
وحول صفقة القرن، يؤكد حبيب أن "مواقف حركة الجهاد الإسلامي تتقاطع تماما مع موقف الجمهورية الإسلامية من الصفقة"، موضحا أن صفقة القرن هي فرض الهيمنة الاميركية والاسرائيلية والغربية على المنطقة، ويختم "إن الكل مستهدف من الصفقة، ايران والأمة العربية والإسلامية، ونحن نعمل على افشالها وستفشل بالثبات والمقاومة التي يجسدها شعبنا الفلسطيني كرأس حربه الامة في مواجهة المشروع الصهيوني، والمقاومة اللبنانية وكل المقاومة الرافضة للهيمنة الاميركية والإسرائيلية".
* الغول: الثورة الإسلامية شكلت تحولاً في دور ايران المحوري
من جهته، يرى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول أن "الثورة الإسلامية شكلت تحولاً في المنطقة وفي دور ايران المحوري فيها، فبعد أن كانت حكومة ونظام الشاه معادية للشعب الفلسطيني وشعوب الأمة ومتحالفة مع العدو الصهيوني، أصبحت الجمهورية الإسلامية تشكل نقيضها، لسياسة داعمة للشعب الفلسطيني والأمة وتقدم الدعم لقوى المقاومة وفي ذلك دعم واسناد للشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الصهيوني".
وفي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري، يوجه الغول التهنئة والتحية للجمهورية الإسلامية قيادة وحكومة وشعبنا بالذكرى الأربعين للثورة الإسلامية، مضيفاً "أحد المنطلقات الرئيسية للثورة الإيرانية هو الموقف الصارم بعدم الاعتراف بالعدو الصهيوني واعتباره عدوا ليس فقط للامة العربية وانما لإيران وللشعوب الإسلامية، من هذه القاعدة تصرفت ايران في تعاملها ودعمها للشعب الفلسطيني في نضاله وسعية من أجل نيل حقوقة كاملة".
الغول يوضح أن "إيران شكلت دعما للفلسطينيين، ليس بالمعنى السياسي والإعلامي بل وبالمعنى المادي، حيث دعمت قوى المقاومة التي تواجه الاحتلال بالعمل المسلح وعززت كثيراً من قدرة شعبنا والمقاومة في مواجهة العدو"، مردفاً "نحن في اطار التجربة مع ايران لم نشعر أن هناك ضغوطا خاصة على الجبهة الشعبية باتجاه أخذ سياسات معينة، وانما كانت ايران تؤكد أن دعمها ينطلق من وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة".
بحسب القيادي في الجبهة الشعبية، فإن "وجود مواقف سياسية مشتركة بين محور المقاومة هو إدراك من كل الأطراف لخطورة صفقة القرن التي تستهدف في المحصلة تصفية قضية الشعب الفلسطيني وحقوقة الوطنية وتكريس التطبيع الرسمي ما بين البلدان الرسمية والعدو الصهيوني، لذلك هناك مواقف سياسية مشتركة وتنسيق، لكن لم نصل الى وجود خطة موحدة لكيفية مجابهة الصفقة".
يشير الغول الى "أننا ندرك الحاجة الى تنظيم جهود مختلف القوى بالمعني القطري في كل بلد من البلدان العربية لمواجهة مخاطر الصفقة على صعيد البلد ذاته وثم على مصالح الأمة والقضية الفلسطينية".
ويختم الغول مؤكداً "أننا بحاجة إلى تشكيل اطار من مختلف القوى في البلدان العربية لتكوين جبهة تواجه صفقة القرن بالاستناد الى كل حلفائنا وأصدقائنا، سواء في محور المقاومة أو في غيرها من القوى على الصعيد الإقليمي أو الدولي".