معركة أولي البأس

خاص العهد

معرَكة الأسير الأخرَس .. جهادٌ وانتِصار
29/10/2020

معرَكة الأسير الأخرَس .. جهادٌ وانتِصار

يوسف جابر

"الحريّة تُنتزَع انتزاعاً من الإحتلال"، قالها الأسير الفِلسطيني في سُجون العدوّ الصّهيوني ماهر الأخرس، ويُترجِمها عمليّاً بإصرارِه على مُواصلةِ الإضراب عن الطّعام لليوم الـ95، وسطَ تحذيرات من استشهادهِ في أيّ لحظَة، في حين رفضَت المَحكمة الإسرائيليّة العُليا التماساً جديداً للأسير الأخرس للإفراج عنهُ، أو حتّى لنَقلهِ إلى مُستشفى المَقاصِد في القُدس المحتلّة. رفضٌ لا يُمكن تفسيرَه إلاّ بِمَثابة قرار إعدام بحقّه، ومع ذلك فإرادة الأسير الأخرس بالمُواجهة مستمرّة وكلمَته الفَصل سلاحه "حرّيتي أو الشّهادة".

في ظلّ هذا الوضع، كان لا بُدّ من تسليط الضّوء على آخر المُعطيات عن وضعهِ الصحّي، وهذا ما كشَفه مسؤول ملف الأسرى والشّهداء في حركة "الجِهاد الإسلامي" الدّكتور جميل عليّان، لمَوقع "العهد" الإخباري، حيث قال أنَّ "الأخرَس يُعاني إغماءاتٍ مُتواصلةٍ، وصعوبةٍ في حركتهِ، وفُقدانِه القُدرة على النّطق السّليم والتّركيز، كما لا يُبارِحه الصّداع على مدى 24 ساعة، بالإضافة إلى فُقدانه أكثر من 30 كيلوغرامًا من وزنهِ"، وذلك نقلًا عن المُحامين الذين يتردّدون لزيارته، مُشيرًا إلى أنَّ قرار المَحكمة العُليا الصّهيونيّة الأخير، مُحاولةٌ صهيونيّة لقتل الأسير البَطل ماهر الأخرَس.

ولفت عليّان إلى أنَّ هذه ليست المرّة الأولى التي ترفُض فيها محكمَة الإحتلال العُليا التماس طلب إطلاق سَراح الأخرس، مؤكّدًا أنّه لا وجود لمؤسّسة قانونيّة أو أمنيّة أو سياسيّة لدى العدو، بل جميعهم يشكّلون منظّمة صهيونيّة واحدة مُتكاملة، تُحاول طمس الهويّة الفلسطينيّة.

عليّان تحدّث عن "عزيمة وإرادة الأسير الأخرَس على الحياة والإنتصار"، وقال "لا يُصدِّق عقلٌ طبّي إضراب شخصٍ لـ 95 يومًا عن الطّعام، بعيدًا عن كلّ المدعّمات والعَوامل المُساعدة سوى المَاء فقط، وهذا ما يؤكّد أنّ هُناك تحديًّا لا مثيلَ لهُ لدى الأسير الأخرس في مُواجهة الإحتلال حتّى الإنتصار".

عليّان أكَّد أنَّ من حقّ الفلسطينيين و"الجهاد الإسلامي" إستخدام كلّ الأدوات وكل ما يملِكون من وسائِل للإنتصار في معركتِه، وحسم هذه القضيّة لتحقيق حلمَه بالحريّة العاجِلة، مشدِّداً على أنَّ المَعركة مفتوحة مع العدوّ، وأنّها تَظهر اليوم في صورة صدّام بين الأسير ماهر الأخرس وبين العدوّ الصّهيوني بكافّة مؤسّساتِه.

وتابع مسؤول ملف الأسرى في حركةِ "الجِهاد الإسلامي" القول "الأخرس انموذجًا للفلسطيني الحقيقي، الذي يُضرِب عن الطّعام مضحيًا بجسَدِه وأعضائِه وآلامِه التي لا تُبارحه وبكلّ ما يَملك، من أجلِ أن يُثبت أنّ الإنسان الفلسطيني إنسانٌ يَرغب في الحياة، ويُطالب بحقّه باستعادة أرضِه وهويّته واستقلالِه"، ولفتَ إلى تزامن معركة الأسير الأخرس مع انهيارٍ منظومَة الأخلاق والقِيَم والحقّ والبَاطل والإنسانيّة عندَ بعض العرب الذين ارتموا في أحضانِ المشروعِ الصّهيوني بين تنسيقٍ وتطبيع.

واعتبر القيادي في حركةِ "الجِهاد الإسلامي" أنَّ قضية الأخرس شكَّلت حالةً شعبيةً تتمدّد في الضفّة، واصفًا القضيّة بـ "كرة الثّلج" التي كبرت بصورة ماهر، قفزَت خارج الحُدود الوطنيّة والعربيّة إلى العالميّة، كذلك أوضَح أنّه في ظلّ عدَم توقّف الصّهاينة عن الإعتقال الإداري فإنّ هُناك من سيَخلف ماهر في هذه المعرَكة المُستمرّة، آمِلًا من العالم أجمع الضّغط لإلغاء هذا المَلف الذي يُظهر العَنجهيّة الصّهيونيّة في مُقابِل المَظلوميّة الفِلسطينيّة.
 

السجون

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل