خاص العهد
فيزيائي سوري يبدع في تجديد المنهاج ووزير التربية يتلقف الفكرة
محمد عيد
عرض الفيزيائي السوري باسل سلطان أفكاره الخلاقة على وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص مخابر وزارة التربية السورية وإمكانية إنشاء ما يحاكي منها أعظم المخابر على مستوى العالم ودول الخليج العربي بتكلفة بسيطة لا تحتاج لأكثر من ورشة صيانة تحتويها أية مدرسة صناعية تابعة للوزارة وبشكل يفسر بطريقة علمية ومبسطة كل أفكار المنهاج. اثر ذلك، فوجئ باتصال من قبل وزارة التربية السورية يبلغه بتحديد موعد له مع الوزير دارم الطباع الذي التقى الرجل وأصغى مليًا لأفكاره الخلاقة قبل أن يأمر بتسخير كل الإمكانيات لتحويل هذه الأفكار إلى واقع ملموس قد يغير من أسلوب التعاطي الجامد مع مادة الفيزياء فضلًا عن فوائد مادية كبيرة سيعود نفعها على البلد كما يقول سلطان لموقع "العهد" الإخباري.
هذه هي أفكاري
يعرف باسل سلطان عن نفسه بأنه خريج قسم الفيزياء من جامعة تشرين ومتابع ببرنامج الدراسات العليا. امتهن تعليم مادة الفيزياء ضمن القطاعين الخاص والعام بشقيه (الثانوي والجامعي).
يقول سلطان لموقع "العهد " الإخباري إن الاحتكاك مع هذه الشريحة من الطلاب المتطورين فكريًا جعله يفكر مليًا بتطوير أساليب تعليمية تقنع المتلقي وبخاصة أنه يعمل في مجال صيانة الأجهزة الإلكترونية والميكانيكية منذ أن كان في مرحلة الثانوية، وهذا الجانب العملي أكسبه أدوات إضافية سهلت المهمة التي أقدم عليها. ويوضح: "الفكرة كانت عبارة عن جزئين طرحتها على مواقع التواصل الاجتماعي وتفاجأت بكثرة المشاركات والتعليقات والمبادرات التطوعية التي حركها المنشور حتى أن عشرات المهندسين والمدرسين أعلنوا عن تطوعهم لانجاز هذه الفكرة بشكلها الأمثل، والفكرة كانت عبارة عن انشاء مخبر فيزيائي يحتوي افكار المنهاج المطروحة بشكل واضح وبدون تكلفة تذكر".. ولكن كيف؟
التعليم بالإبهار
يؤكد الفيزيائي السوري أن القضية كلها مرتبطة بالاستفادة من النفايات الإلكترونية والدارات المستهلكة وإعادة تدويرها وصناعة دارات وهياكل منها لتخدم أفكار المنهاج "ولكن هل هذه هي حدودنا؟ بضع دارات فقط؟". الأمر بالنسبة لسلطان أبعد من ذلك بكثير: "لن نكتفي بذلك بل سيتم تصنيع اجهزة فيزيائية (الكترونية وميكانيكية) من نفس المواد لتكون عاملآ مدهشًا ومحرضًا لفكر الطالب وليتم جذب الطالب الذي ابعدته السنوات العجاف عن شغف الفيزياء. نعم يجب ابهار الطالب أولًا لجعله شغوفًا بالمادة ولجعله ينجذب لها كما ينجذب لأفلام الخيال العلمي أو كما ينجذب لمعارض الهواتف النقالة والأجهزة الإلكترونية. ولم لا ونحن نمتلك الأدوات والمواد والعقول؟".
يشير سلطان إلى أن المرحلة الأهم تكمن في انشاء ورش تصنيع تقوم بجذب الطلاب المميزين والشغوفين لتنفيذ أفكارهم على أرض الواقع ودعمهم بالمواد والأدوات والمشورة فـ"المشروع طموح جدًا ويرمي أيضًا لتحويل قطاع التعليم لقطاع منتج اقتصاديًا ليرفد العملية التعليمية وليغطي احتياجات المدرسين التي يجب ان تتكافأ مع عملهم المضني فورشات المدارس والمعاهد الصناعية تكافئ في قدرتها معامل جبارة وبالفعل هي مجهزة لأي عمل صناعي ونشاط علمي اقتصادي. بإمكاننا الاستفادة من هذه المصانع والورشات والخبرات الموجودة فيها لإنتاج غزير يمكن أن يكون مردوده مفاجئًا للجميع فبإمكاننا تغطية حاجة القطر بالكامل من بعض المنتجات المنزلية (مدافئ كهربائية_ سخانات_ مراوح_ مقاعد وكراسٍ حديدية_ طاولات_ اجهزة باور_ الخ..) أيضآ يمكن ان تقدم هذه المدارس خدمات مهمة (صيانة الأجهزة الالكترونية _ تصليح السيارات والمعدات الهندسية).. وكلنا يعلم معنى هذا الكلام اقتصاديا".
الوزير يصغي ويوجه
يؤكد الفيزيائي السوري أن وزير التربية السوري دارم الطباع استمع جيدا وبعناية شديدة لكل هذه المقترحات "ناقشني فيها بدقة متناهية حتى أني تفاجأت بسعة اطلاعه وإلمامه بمعظم هذه الأمور"، مضيفًا أن الدكتور دارم بعد أن درس الفكرة والمقترح جيدًا قام بإعطاء التعليمات لتسهيل المهمة ووضع كل امكانات الوزارة تحت تصرف المبادرة ضمن فترة تجريبية قبل تعميم التجربة لتصبح واقعا، ايضًا السيد الوزير حرص على المتابعة الشخصية لهذه المبادرة والاطلاع على سيرها يوما بيوم، فإن نجحت التجربة سيصار لاعتمادها وإلا فسوف نعمد مع الوزارة لترميمها ومعالجة اي خلل فيها".