ابناؤك الاشداء

خاص العهد

استهداف
27/10/2020

استهداف "فيلق الشام" في إدلب.. رسالة موسكو النارية إلى أنقرة

محمد عيد

تعرف موسكو بدقة كيف ومتى توجه رسائلها النارية إلى أنقرة حين تتخاذل هذه الخيرة عن تطبيق التزاماتها المتعلقة بتطبيق اتفاقيات آستانا وسوتشي. وحين تقرر موسكو الرد تلجأ إلى استهداف أكثر الفصائل قربًا من أنقرة وولاء لها كعقاب على تنصل الأتراك من التزاماتهم. وما الاستهداف الأخير لأحد معسكرات "فيلق الشام" في شمال غرب إدلب والذي أدى إلى مقتل عشرات المقاتلين في هذا التنظيم سوى ترجمة روسية عملية لفشل الاجتماع الذي عقد قبل عدة أيام بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره التركي خلوصي آكار.
 
ليست المرة الأولى

تلقى فصيل "فيلق الشام" المقرب من تركيا خسائر بشرية فادحة بعد استهداف طيران حربي يعتقد أنه روسي لأحد معسكرات التدريب التابعة له شمال غرب حلب، الأمر الذي فسره المراقبون برغبة موسكو في إيصال رسائل النار إلى أنقرة في سوريا بعد تمنع تركيا عن الالتزام بتعهداتها التي أبرمتها في آستانا وسوتشي ولم تف بها حتى الآن.

وفي حديثه لموقع "العهد" الإخباري، يعرف الباحث المختص في شؤون الجماعات الإسلامية حسام طالب فصيل "فيلق الشام" بأنه عبارة عن  تحالف لعدة مجموعات مسلحة ينتمون لتنظيم "الإخوان المسلمين" ومن أبرزهم "لواء الفاتحين" و"لواء الإيمان" و"لواء سهام الحق "، موضحًا أن "التنظيم من أكثر الفصائل الموالية لتركيا.

وبحسب طالب فإن أعضاء الفصيل "يرددون في اجتماعاتهم شعار الولاء للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عكس "النصرة" التي تعتبر نفسها حليفًا لتركيا وليست تابعة كليًا لها، وهي مارست ضغوطات كثيرة كورقة اللاجئين كي لا يصنف الفصيل إرهابيًا".
 
ويؤكد الباحث المتخصص في الشؤون الإسلامية أن فيلق الشام يعتبر الفصيل الأبرز الذي يجند مرتزقة ليستخدمهم النظام التركي للقتال في ليبيا واذربيجان، ولذلك فإنه مع كل محاولة تركية للتفلت من اتفاقياتها في آستانا وسوتشي توجه روسيا رسالة بالنار تستهدف الفصيل الأقرب والأكثر ولاء لتركيا. ففي عام 2017 بعد هجوم فصائل الغوطة الشرقية على إدارة المركبات والموارد المائية في حرستا بخرق واضح لاتفاق آستانا 2017 حول الغوطة الشرقية وجهت روسيا ضربة لـ"فيلق الشام" في بلدة تل مرديخ قرب سراقب قتل على أثرها العشرات. واليوم، وبعد المراوغة التركية بفتح طريق "أم فور" تنفيذًا لاتفاق ملحق سوتشي، تعيد موسكو توجه الرسالة النارية لتركية في إشارة منها لنفاد صبر الجيش السوري وحلفائه تجاه الخروقات التركية ومجموعاتها المسلحة ورغبة في التأكيد أن الجيش السوري لن يكون وحيدًا في المعركة.

مفاوضات تحت النار

طالب أشار إلى أن الرد التركي على مثل هذه الضربات كان يتمثل بالهجوم على مواقع الجيش السوري وتوسيع الجبهة الأمر الذي كان يتطور إلى عمل عسكري واسع من الجيش السوري وحلفائه كما حصل بالغوطة والجنوب، كما أن الضربة الروسية تشكل ساعة الصفر لبدء معركة  طريق "ام فور" اذا لم يقدم التركي تنازلات خلال ساعات.

الخبير في الشؤون الإسلامية أكد أن "هذا التصعيد يأتي إثر فشل اجتماع بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره التركي خلوصي آكار عقد قبل أيام وسط مخاوف من عودة المواجهات مجددا إلى إدلب بعدما لاحظ الجيش الروسي أن تركيا تتحضر لهذه المواجهة بعد تسجيل إعادة انتشار لقواتها بالمنطقة خلال الأيام الأخيرة".

ولفتت الى أن "الضغط على تركيا جاء بعد عجز الأخيرة عن ليّ ذراع روسيا وإيران في ناغورنو قره باخ وعجزها عن المقايضة بين قره باخ وإدلب".

ادلب

إقرأ المزيد في: خاص العهد