خاص العهد
هذا ما حصل في البداوي ليلًا.. هل عادت المجموعات الارهابية؟
محمد ملص
عند الساعة الحادية عشرة ليلًا، داهمت قوة من الجيش اللبناني أحد المباني في جبل البداوي وعملت على تطويقه اثر ورود معلومات عن وجود أحد المتهمين بجريمة كفتون ويدعى خالد التلاوي، وهو أحد الذين شاركوا في قتل ٣ اشخاص من البلدة الواقعة في قضاء الكورة.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع "العهد" الاخباري، فقد قام المدعو التلاوي بتحصين نفسه داخل احدى الشقق في جبل البداوي وكان برفقته شخصان، يعملان على تزويده بحاجاته الشخصية بما فيها كميات من الأسلحة والقنابل. وفيما لم تعرف أسماء الارهابيين الذين ساندوا التلاوي، كانت معلومات أمنية كشفت أنه وبعد وقوع جريمة كفتون، أقدم الموقوف محمد مرعي على نقل التلاوي الى منطقة البداوي ليتوارى بعدها عن الانظار، أما الموقوف طارق محمد عيسى فأقدم بعد يومين من الجريمة على تأمين دراجة نارية ومسدس حربي للتلاوي وبعض القنابل وسلمه اياها.
وتشير معلومات "العهد" الى أنه وفور وصول قوة من مخابرات الجيش الى المكان المذكور عمد التلاوي نفسه الى القاء قنبلة ما أدى الى سقوط 4 شهداء للجيش اللبناني، فيما أصيبت احدى السيدات وابنتها بجروح خطرة استدعت نقلهما الى المستشفى، وعلى الفور استقدم الجيش تعزيزات أمنية الى المنطقة وعمل على تطويقها، فيما عمدت القوة الفلسطينية المشتركة في مخيم البداوي الى اغلاق كافة المداخل لمنع أي من المطلوبين من الدخول الى المخيم.
في المقابل، لفتت معلومات خاصة لموقع "العهد" الى أن الارهابيين تمكنوا من الهروب نحو مناطق الضنية وزغرتا، بعدما أحدثوا عدة فجوات بحائط الشقة وانتقلوا الى المباني القريبة منها، ومنها عبر البساتين، الا أن عناصر الجيش تمكنوا من تحديد مكان الخلية الارهابية بقيادة "خالد التلاوي" في أحد بساتين المنطقة الواقعة بين الضنية وزغرتا وتسمى "سهل دنحي" حيث اشتبك مع العناصر الـ٣ المطلوبين، الى أن تمكن من قتل قائد الخلية المدعو "التلاوي" واستمر بملاحقة العنصرين الآخرين.
بالعودة الى جريمة كفتون، فإن مرتكبي الجريمة هم أفراد في خلية داعشية أميرها الارهابي خالد التلاوي. وكانت توقيفات الأجهزة الأمنية بيّنت وجود خلايا داعشية عدة مرتبطة بالارهابي التلاوي خاصة أن الموقوفين في تلك الجريمة اعترفوا أن التلاوي أبلغ أفرادها بوجود أهداف محددة ينبغي ضربها عندما يحين الوقت، وهو كان يدعو أفراد الخلية لتنفيذ عمليات إرهابية مشابهة لعملية عبد الرحمن مبسوط العام الماضي.
هذه المعطيات أعادت فتح ملف الخلايا النائمة في الشمال، ومن المستفيد من اعادة تحريكها في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان؟ ولمصلحة من اعادة انهاك الجسم الأمني كما أنهك الجسم الاقتصادي اللبناني؟ ومع طرح هذه الأسئلة بات مؤكدا أن الخلايا النائمة التكفيرية لن تتوقف عن مخططاتها الارهابية، وهي حتما ستكون استكمالا لعملية المبسوط، وما قام به التلاوي أمس.. وربما سيكون في الأيام المقبلة ما هو أخطر وأصعب.