معركة أولي البأس

خاص العهد

معادلة زمن النصر: جيشٌ.. شعبٌ ومقاومة
20/07/2020

معادلة زمن النصر: جيشٌ.. شعبٌ ومقاومة

مهدي قشمر

الجيش هو الضمانة الأكيدة والوحيدة للوطن، والشعب الركيزة الأساسية لبناء الحضارة، ولمّا تحكمت السياسة بالشؤون العسكرية وفرضت القوى الخارجية "فيتو" على الجيش أصبح لا بد من شعب ثائر يقف ويساند بلده إلى جانب الجيش كتفًا لكتف، وهذا ما أرسته حروب لبنان منذ ما قبل تحرير أيار 2000 الى انتصار تموز 2006 فالتحرير الثاني في معارك "فجر الجرود" عام 2017 لدحر العدو التكفيري عن جرود لبنان الشرقية. الجيش والشعب اتحدا مع مقاومة قادرة على أن تكون عماد وطن آمن بعيد عن سجالات وتحفظات البعض لدواعٍ سياسية ومصالح خارجية. أخرجتنا معادلة لبنان الذهبية من الهيمنة والذل والتبعية، وأثبتت في كل المواقف أننا لا نزال على قيد الحرية بكرامة وأمل.

الشهيد عماد قدوح أيقونة معارك الغندورية

يحدثنا تموز عن شعبٍ وبطولاتٍ وصمودٍ وشهداء وتضحيات، فنبحث في طيات صفحاته لنجد شهداء التجؤوا للمقاومة بعزمٍ، للدفاع عن الوطن، وضحّوا بدمائهم ليعيش أبناؤهم بكرامة. يروي لنا محمد قدوح عن شهادة والده "عماد" الذي كان يسكن قرية الغندورية المطلة على وادي الحجير والذي شارك في 21 أيار عام 2000 في تحرير قريته الغندورية كاسرًا حواجز العدو. وفي تموز 2006 عند إعلان المقاومة الإسلامية أسر الجنديين، عزم الشهيد قدوح على تجهيز بندقيته الخاصة التي لطالما كان يمسح عنها الغبار منتظرًا لحظة الذود عن الوطن. لم يرد الشهيد الخروج من قريته حتى عند مرضه إذ أخبرنا ولده محمد عمن رافقه في المعارك أن الشهيد قد تعرض لتسمم حاد وطُلب منه الخروج لتلقي العلاج لكنه رفض ذلك قائلًا إذا أنا لم أبقَ من سيبقى معكم؟! فقد واجه إنزال العدو في الغندورية وصمد تحت زخات نيرانه وآلام جسده حتى وصل الأعداء إلى أطرف بلدة فرون المتاخمة للغندورية. هناك، واجههم عماد ببسالة مع رفاقه، وارتقى شهيدًا بعيدًا عن منزله مسافة ما يقارب الـ 100 متر.

عماد الشهيد يخلد مفهوم شعبٍ يرفض الهوان، ويلجأ إلى المقاومة مقاتلًا الى جانب جيش بلده للعيش بكرامة وبوطن آمن.

إيثار مستمر حتى الشهادة

وعن فقيد الجهاد وأنيس المجاهدين الشهيد أحمد قشمر "أبو طالب" يحدثنا تموز أيضًا. انتمى أبو طالب إلى صفوف المقاومة في تموز، ومع زخات قذائف العدو الأولى، رفض أن يخرج من قريته ديركيفا، واهبًا شاحنته الصغيرة (بيك أب) للعمل الجهادي. يحكي لنا قريبه أن أبو طالب حوّل عمل شاحنته المعتاد من نقل البضائع، الى نقل الغذاء للمرابطين الشرفاء على حدود الوطن، فكان دائمًا عرضة لقذائف عدة نجاى منها، لتُكتَب له المشاركة مع المقاومة إلى جانب الجيش اللبناني في معركة تحرير الجرود عام 2017. عانى أبو طالب لاحقًا من مرض خبيث نال منه، اثر استنشاقه لدخان القذائف السّامة خلال المعارك.

المقاومة ليست بالسلاح فقط

ما بين تحرير أيار 2000 وانتصار تموز 2006 وانتصار الجرود 2017 حكايات رواها شعب قاوم إلى جانب جيش بلاده رافعًا عن وطنه الخضوع. تلك المحن أظهرت إرادة شعب قاوم وصمد. ولأن المقاومة لا تكون بحمل السلاح فقط، يخبرنا "أبو مصطفى" المتطوع في جمع وتوزيع المساعدات الإنسانية خلال حرب تموز عن شرف خدمة النازحين ومساعدتهم وتخفيف معاناتهم، وهو ما لا يقل أهمية عن الجهاد العسكري، إذ إن خدمة النازحين شرف على صدره يعتز ويفتخر به.

تلك بعض من صفحات الانتصار سجّل فيها الشعب أن لا بديل عن المقاومة إلى جانب الجيش اللبناني في ظل منعه الجيش من الحصول على السلاح النوعي لمواجهة العدو الإسرائيلي. تجلت في تلك الصفحات معادلة يحاول العدو إفشالها وكسرها، إنما معركة تلو أخرى تثبت مدى عمق ترابطها ومتانة علاقتها.

حرب تموز 2006عدوان تموز 2006#زمن_النصر

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة