خاص العهد
تويني لـ"العهد": مكافحة الفساد مهمة "صعبة جداً".. لكننا مستمرون
فاطمة سلامة
يُقال أنّ مكافحة الفساد في لبنان عملية صعبة ومعقّدة جداً، نظراً لتجذره في بنية النظام اللبناني. ويُقال أيضاً أنّ رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. اليوم يكثر الحديث عن ملفات فساد تنخر مختلف الإدارات والمؤسسات. حزب الله كان أول من أطلق الصرخة بضرورة "مكافحة الفساد" وجعل هذا الأمر شعاراً للمرحلة المقبلة. لاقاه أفرقاء آخرون الى منتصف الطريق، على اعتبار أنّ الفساد يُشكل "مشكلة المشكلات" وسبباً رئيسياً للأزمات المتنوعة. رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أعلن منذ أيام البدء بمعركة مكافحة الفساد، في ظل الحجم الهائل الذي نشهده. بالنسبة اليه، لا يجوز الاستمرار بالصمت، وهناك شعب يعتمد علينا ويتعذب.
وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني يُشدّد في حديث لموقع "العهد" الإخباري على أنّ عملية محاربة الفساد تكاد تكون من أصعب المهمات، خصوصاً في بلد كلبنان. وفي ظل غياب الدراسات الكافية والقوانين المرعية الإجراء. يلفت المتحدّث الى أنّ هذه العملية لا تتم بين ليلة وضحاها، بل تتطلب وقتاً لاتخاذ الخطوات التنفيذية اللازمة، وجمع الأدلة والشهادات والوثائق وتقديمها على هيئة شكاوى وإخبارات موثقة الى النيابة العامة التمييزية لتمكين القاضي المختص من اتخاذ القرار السليم. وفي هذا الصدد، يلفت الى أننا تقدّمنا بالعديد من الإخبارات بحق فاسدين، بانتظار أن يأخذ القضاء مجراه.
يؤكّد تويني أنّ تسلمه رأس الوزارة المذكورة عام 2016 كان بمثابة تحدياً حقيقياً له وكبيراً، خصوصاً أنه يتسلم وزارة بلا ملاك ولا موازنة ويتم انشاؤها للمرة الأولى منذ عام 1950. وهو في هذا الصدد يُشير الى تراكم ملفات الفساد بدءاً من "هيئة أوجيرو" وليس انتهاء بقضايا الفيضانات والأدوية.
يتوقف تويني عند نقطة يصفها بالهامة جداً في مسيرة الحرب على الفساد، وهي العمل على توفير مظلة قانونية من شأنها أن تساعد كثيراً للقضاء على هذه الآفة المستشرية، فعندما يكون لدينا قوانين تختصر علينا 50 بالمئة من العمل، وتُعبّد الطريق أمام المحاسبة الفعلية. وهنا يوضح المتحدّث أننا نفتقر وللأسف الى قانون توحيد آلية المناقصات الحكومية وآلية التصنيف في الدولة اللبنانية، تماماً كما أننا بانتظار صدور الهيئة العليا لمكافحة الفساد الذراع الاستقصائي لهذه الحرب، وذلك بعد إقرار قانون حماية كاشفي الفساد، وقانون حرية الوصول الى المعلومات.
يُنهي تويني حديثه بالتأكيد على ضرورة تشكيل حكومة اليوم قبل الغد ما يُساهم بالحد من نسبة النهب والهدر والفساد.