معركة أولي البأس

خاص العهد

عن مفاوضات جنيف بين المغرب والبوليساريو
08/12/2018

عن مفاوضات جنيف بين المغرب والبوليساريو

تونس ـ روعة قاسم

عاد ملف الصحراء الغربية إلى واجهة الأحداث مغاربياً بعد عودة المفاوضات بين الطرفين المتنازعين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب التي تختصر باللغة الإسبانية من خلال الحروف الأولى بـ"البوليساريو"، وذلك في جنيف السويسرية برعاية منظمة الأمم المتحدة. ولعل اللافت هو حضور الجزائر وموريتانيا كمراقبين دون معارضة من المغرب الذي كثيرا ما انتقد مواقف الدولتين من هذه القضية التي تعيق البناء المغاربي وتشل مؤسسات إتحاد المغرب العربي.

فالجزائر هي التي تستضيف اللاجئين الصحراويين على أراضيها في المخيمات المحيطة بمدينة تندوف جنوب غرب البلاد وهي تعترف بـ"الجمهورية العربية الصحراوية" المشكلة من البوليساريو والتي تتمتع بكامل العضوية في الإتحاد الإفريقي، ويؤكد الخطاب الرسمي الجزائري أن دعمه للبوليساريو هو دعم مبدئي من منطلق دعم حق الشعوب في تقرير المصير. أما موريتانيا وإن كان خطابها الرسمي يؤكد في كل مرة على التزام الحياد في هذا الصراع، إلا أنها بدت في السنوات الأخيرة أكثر ميلا ومساندة للطرف الصحراوي الذي يشترك مع ساكنتها في الإنتماء إلى القبائل الحسانية أو ما يعرف بـ"البيضان".

سند مغاربي

وتؤكد الناشطة الحقوقية الصحراوية والقيادية في جبهة البوليساريو النانة لبات الرشيد في حديثها لموقع "العهد" الإخباري في اتصال هاتفي من مخيمات تندوف، أن القيادة الموريتانية الحالية ومن خلال ما تقوم به من دعم للقضية الصحراوية أنست الشعب الصحراوي في الحرب التي خاضها الرئيس الأسبق المختار ولد داده ضد الصحراويين تنفيذا لرغبات الجنرال الإسباني فرانكو الذي رغم قبل خروج إسبانيا من الصحراء الغربية سنة 1975 أن يمنحها مناصفة لموريتانيا والمغرب. فموريتانيا وبحسب محدثتنا هي الأقرب إلى الصحراويين من الناحية العرقية ودعمها لهم جد هام خصوصا وأنها تعترف إلى جانب الجزائر ودول كبرى في إفريقيا منها نيجيريا وجنوب إفريقيا بالجمهورية العربية الصحراوية.

وتضيف الرشيد قائلة: "يبدو البوليساريو مدعوما من جيرانه المغاربيين في مفاوضاته مع المغرب، فحتى تونس، التي وإن كانت لا تساند الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، إلا أنها لا تعترف أيضا بمغربية الصحراء الغربية وقد رفض سابقا رئيس حكومتها أن يتم استقباله من قبل العاهل المغربي محمد السادس بمدينة العيون المحتلة عاصمة الصحراء الغربية حتى لا يقال أن تونس تعترف بسيادة المغرب على الأراضي الصحراوية المحتلة. فتونس مع الشرعية الدولية و موقفها داعم لإجراء الإستفتاء حول مستقبل الصحراء الغربية وهو في الحقيقة موقف جبهة البوليساريو في مقابل موقف مغربي يعطل إجراء هذا الإستفتاء".

تعنت مغربي

وتؤكد الرشيد على أن الطرف المغربي يتعنت في جنيف ويرفض تقديم أية تنازلات ويكتفي بما قدمه سابقا اي الحكم الذاتي للصحراويين داخل الدولة المغربية في حين أن الطرف الصحراوي أكد سابقا أنه في حال تم تنظيم الإستفتاء دون المغاربة الذي تم توطينهم في الصحراء الغربية، و عبر الصحراويون عن رغبتهم في الإنضمام إلى المغرب فإن الكل سينخرط مع الرباط في دولة واحدة. لكن محدثتنا على يقين أن الصحراويين سيرفضون الإنضمام إلى المغرب و لا أحد يملك الحق، برأيها، على إجبارهم على الخضوع إلى سلطة مغربية لا يستسيغونها.

وتضيف عضوة البوليساريو قائلة: "لقد بلغ السيل الزبى فيما يتعلق بمعاناة الصحراويين في مخيمات تندوف الجزائرية و في أراضينا المحررة في الصحراء الغربية، و لا بد للمجتمع الدولي أن يرفع هذه المعاناة و في أقرب الآجال. فالأمر لا يتعلق بانفصاليين يرغبون في الإستقلال عن الرباط مثلما يحاول المغرب و حلفاؤه أن يوهموا، بل يتعلق الأمر باحتلال دولة عربية لدولة عربية دون أي وجه حق لأن الصحراء الغربية لم تكن يوما أرضا مغربية و لو كانت كذلك لما قبل المغرب مقترح الجنرال الإسباني فرانكو با قتسامها مع موريتانيا.   

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل