معركة أولي البأس

خاص العهد

تصريحات
27/06/2020

تصريحات "شيا" إفلاس أميركي.. وعز الدين لـ"العهد": تمادٍ مرفوض وعلى الحكومة أن تتصرّف

فاطمة سلامة

لم يعد خافياً على أحد أنّ الحرب التي تُشن على لبنان واللبنانيين، هي حرب أميركية المُراد منها رأس المقاومة. نعم، رأس المقاومة فقط لا غير. منذ بداية أزمة 17 تشرين الأول وركوب واشنطن موجة الحراك -بعد أن حرفت المطالبات عن معناها الحقيقي-، والحرب الأميركية الاقتصادية المالية على لبنان لم تهدأ. طبعاً، كانت واشنطن تُعد العدة للمواجهة قبل محطّة 17 تشرين الأول، وهي في سبيل ذلك خطّطت ودرّبت ودفعت لاستغلال الفرصة المناسبة. لم توفّر الادارة الأميركية وسيلة أو حيلة إلا وابتدعتها لمهاجمة حزب الله وتقليب بيئة المقاومة عليه، ذلك الحلم المستحيل. وصل الأمر بها الى حد العمل على "تجويع" الشعب اللبناني لمعاقبته على خياراته الانتخابية. ضغطت باتجاه استقالة حكومة سعد الحريري لبث الفوضى في محاولة للانتقام من لبنان ليس لأنّه لبنان، بل لالتفافه الرسمي والشعبي حول المقاومة. فرضت العقوبات على بعض المصارف. أوعزت لوكلائها بتهريب العملة الصعبة وكنسها من السوق اللبنانية، لعلمها جيداً أنّ الدولار هو نقطة ضعف لبنان. مارست عدواناً مالياً واقتصاديا غير مسبوق على لبنان، وآخر بدعها كان قانون "قيصر" لخنق لبنان عبر السعي لقطع أوصاله مع سوريا. 

تلك الخطوات العملانية، لطالما ترافقت مع تصريحات "وقحة" بحق حزب الله ولبنان يُدلي بها المسؤولون الأميركيون. تصريحات تحريضية تسعى لبث الفتنة والتفرقة بين اللبنانيين، وآخرها ما جاء بالأمس على لسان السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا التي أرست في تصريح إعلامي جملة أكاذيب لا تعبّر سوى عن واشنطن وديدنها الأعوج بعد أن بلغ الإفلاس الأميركي ذروته.

تمادٍ مرفوض والمطلوب من الحكومة أن تتصرف 

عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الشيخ حسن عز الدين يُشدّد في حديث لموقع "العهد" الإخباري على أن تصريح شيا بالأمس ليس جديداً لا عليها ولا على سيدها وزير الخارجية مايك بومبيو ورئيسها دونالد ترامب. هؤلاء خرجوا عن جميع الأعراف الدبلوماسبة وعن القانون الدولي الذي يحكم وينظّم العلاقات بين الدول، فضلاً عن المنظومة الاخلاقية التي تحكم علاقة الشعوب ببعضها البعض، ظناً منهم بأنهم وعبر العنصرية والعنجهية يستطيعون أن يفرضوا توجيهاتهم وآراءهم على الدول والشعوب. هذا التفلت والتمادي من قبل شيا ومعلميها بالتأكيد يشكّل تهديداً للسيادة الوطنية -يقول عز الدين- وهو مرفوض ومدان بجميع المعايير والمقاييس القانونية والدبلوماسية والأخلاقية، وفي هذا السياق، بالتأكيد المطلوب من الحكومة أن تتصرف بما يناسب المقام. 

لبنان يعاني من إفساد أميركا 

ويُعلّق عز الدين على اتهام شيا حزب الله باستنزاف المليارات من الخزينة اللبنانية، لافتاً الى أنّ  هذه المعزوفة التي نسمعها كثيراً تؤكّد أن الادارة الأميركية هي الجهة التي تحرض وتحرك وتمول كل الشعارات التي تدخل في إطار هذه المقولة ضد حزب الله والمقاومة. أما قولها إن لبنان لا يعاني من أميركا بل من الفساد، فهذا لعله يكون صحيحاً -يقول عز الدين- لأن الفساد هو جزء من معاناة اللبنانيين، ولكنّ الأصح -برأيه- أن لبنان يعاني من إفساد الإدارة الاميركية لهذا البلد من خلال إثارتها للفتن بين اللبنانيين وتأليبهم على بعضهم البعض وتحريك بعض أدواتها في الداخل، ليس فقط في لبنان بل في جميع الدول التي تناهض سياسية الادارة الاميركية. 

ما تقدمه واشنطن للبنان من مساعدات لا يليق بمكانته 

ويتوقّف عز الدين عند ما قالته السفيرة الأميركية لجهة أن الولايات المتحدة هي "من أكبر الداعمين مالياً للبنان"، فيقول "مرةً أخرى تخطئ في تحديد البلد الذي يتلقى الدعم الأكبر من قبل إدارتها سواء على المستوى المالي أو العسكري أو الاقتصادي". برأيه، فإن الكيان الصهيوني هو أكثر المدعومين من قبل واشنطن، وما تقدمه الادارة الأميركية للبنان هو عبارة عن مساعدات لا تليق لا بمكانة لبنان ولا موقعه ولا كرامة أهله وشعبه. 

حزب الله لا يهدد استقرار لبنان بل "إسرائيل" 

وحول كلام شيا عن تهديد حزب الله لاستقرار لبنان، يقول عزالدين "إن الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله وحزب الله إنما يهددان الكيان الصهيوني الذي اغتصب فلسطين والمقدسات"، برأيه، فإنّ حزب الله يشكّل تهديدا لعدو لبنان ولعدو شعوب هذه المنطقة بأكملها والصحيح أن السيد نصر الله حمى استقرار لبنان وسيادته واستقلاله كما حمى حدوده وثرواته من الأطماع "الاسرائيلية" التي يضغط الأميركي جاهداً من خلالها لأجل ربيبته "إسرائيل". كما عمل ويعمل حزب الله بكل ما يستطيع وبمسؤولية لمنع انهيار البلد واستسلامه للإدارة الأميركية والعدو الصهيوني والرضوخ لسياسة الاذلال. 

أما التصويب على الحكومة الحالية بذريعة سيطرة حزب الله عليها، فيؤكد عز الدين أنه بات واضحا من التصويب من قبل الادارة الأميركية كما فعل من قبل وزير خارجيتها، أن أميركا والمجتمع الدولي جاهزان لمساعدة وإنقاذ الاقتصاد اللبناني بشرط تحريض اللبنانيين على حزب الله، وتؤكد ذلك معادلة تجويع الناس وإذلالهم مقابل سلاح حزب الله الذي هو سلاح الدفاع عن هذا الوطن. ذلك السلاح المستهدف منذ أكثر من ثلاثة عقود، وما تزال واشنطن تصر على شعار "سحبه" بعد أن خاب أملها لعدم تجاوب الشعب اللبناني معها. ذلك الشعب متمسك بهذا السلاح على اعتبار أنه سلاح الوطن.

سلاح "لقمة العيش" لن يُفلح 

ويرى عز الدين أنّ أميركا إنما تريد من خلال التصويب على الحكومة إيصال البلد الى الفوضى والفراغ السياسي لأنّ هذه الحكومة تشكّل فرصة للبنانيين الذين عليهم أن يتحدوا فيما بينهم لأجل إنقاذ لبنان مما هو فيه على المستوى المالي والاقتصادي والاجتماعي. ويدعو عز الدين الى ضرورة أن يتنبه الجميع ويتحمل مسؤوليته حتى لا نصل الى المحظور. وفق قناعاته، لعل الادارة الأميركية تريد من خلال إيصال البلد الى الفراغ السياسي إرباك الساحة السياسية وممارسة المزيد من الضغوطات على الناس وتجويعهم وإذلالهم ظناً منها أنها تستطيع أن تحقّق في الاقتصاد وتجويع الناس وارتفاع سعر الدولار الشروط "الاسرائيلية" والأهداف والمطامع الصهيونية بعد أن فشلت في كل أنواع الحروب. برأي عز الدين فإنّ أميركا اليوم تظن أن سلاح "لقمة العيش" سيحقّق أهدافها، ولكن نقول لها "إنك لن تستطيعي الى ذلك سبيلا لأن لبنان وشعب لبنان والحكومة بكل ما تجمع من قوى سياسية تعمل على منع انهيار لبنان واستسلامه". 

أما بعد، أما آن الأوان لإيقاف هذه السفيرة ومن يلف لفها عند حدها ومساءلتها عما تتفوّه به حفاظاً على ما تبقى من كرامة لهذا البلد؟ يسأل مواطن مسؤول.

واشنطن

إقرأ المزيد في: خاص العهد