معركة أولي البأس

خاص العهد

جديد الاعتداءات التركية: أتاوات تفرض على مزارعي نبع السلام
04/06/2020

جديد الاعتداءات التركية: أتاوات تفرض على مزارعي نبع السلام

محمد عيد

عادت ممارسات المجموعات الإرهابية الموالية لتركيا لتتصدر المشهد الرهيب مجددًا في ريفي الرقة والحسكة الشماليين والتي فرضت فيهما تركيا سلطة احتلال أطلقت عليها عملية "نبع السلام"، آخر ما جادت به مخيلة الفصائل المرهونة لقرار أنقرة في هذه المنطقة كان فرض أتاوات على المزارعين هناك تقدر بعشرة في المئة من قيمة المحصول معقبين ذلك بتهديد شديد لكل من يحاول رفض هذه الأوامر.

"نحنا حررناكم ورح تدفعوا غصب"

كانت هذه الجملة المقتضبة المخالفة لكل معايير المنطق بعدما حولت المحتل بجرة لسان  إلى "محرر" هي كلمة السر التي ستفتح معها وبها مغارة الفصائل الموالية لتركيا على أتاوات فرضت بالقهر على المزارعين السوريين في ريفي الرقة والحسكة الشماليين أي مناطق ما يعرف بنبع السلام التي سيطرت عليها تركيا هذه الفصائل أواخر العام الفائت.

مصادر محلية في ريفي الرقة والحسكة الشماليين أكدت لموقع "العهد" الإخباري أن فصائل تركيا في هذه المنطقة حددت قيمة هذه الأتاوات بعشرة في المئة من إجمالي المحصول متوعدة كل من لا يدفع بمصادرة المحصول والصاق تهمة العمالة للـ "بي كي كي".
 
المصادر ذكرت أن مهمة فرض الأتاوات أوكلت إلى الفصائل بحيث يتولاها كل فصيل ضمن القطاع الجغرافي والزراعي الذي يسيطر عليه مؤكدة علم قادة هذه الفصائل بالأمر ورضاهم به خلافًا لما يحاول البعض إشاعته في حين تتركزهذه العمليات بريف مدينة رأس العين شمالي الحسكة بشكل كامل وصولًا لحدود تل تمر وفي بلدة سلوك ومدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي.

المصادر المحلية أشارت إلى أن الفصائل المسؤولة عن عمليات فرض الأتاوات هي الجبهة الشامية وفيلق الشام وجيش الشرقية وأحرار الشرقية ولواء السلطان سليمان شاه "العمشات" في تل أبيض وفرقة الحمزة "الحمزات" والسلطان مراد وفرقة المعتصم برأس العين وشمال الحسكة.

وزودت المصادر المحلية موقع "العهد" الإخباري بالعديد من الأسماء التي ارتبط بها فرض الأتاوات في المنطقة بشكل لافت ومشهور وهم المدعو أبو محمد اقتصادية "جيش الشرقية" وشقيق أبو حاتم شقرة "أحرار الشرقية" في تل أبيض، حسان الديري "فرقة السلطان مراد"، مجموعة الموالي حمزات "ريف رأس العين".

تجاوزات لا تنتهي

ورغم أن ما يحصل يعتبر سرقة موصوفة من قبل هذه الفصائل للمزارعين وقوت عيالهم المحدود أصلًا، فإن الفصائل الموالية لتركيا آثرت أن تجمل هذه السرقة بوصفها "جباية لصالح اقتصادية الفصيل".

جباية تقول المصادر المحلية بأنها تزامنت مع عدة حرائق "مفتعلة" شهدتها الأراضي الزراعية التابعة للمنطقة بقصد ترهيب المزارعين الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر وحيد لرزقهم  وإيصال رسالة لهم بأننا قادرون على حرمانكم من هذا الرزق " غذا لم تدفعوا بالتي هي أحسن " فضلا عن أن هذه الحرائق "المفتعلة" حاولت تبرير هذه الأتاوات لاحقًا على اعتبار أن هذه الفصائل تبدو الوحيدة القادرة على وقف هذه الحرائق بحكم أنها هي المتسببة بها.
 
يشار إلى أن فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا في مناطق "نبع السلام " وغيرها من الجغرافيا السورية التي تسيطر عليها ترتكب بشكل يومي العديد من التجاوزات بحق الأهالي تتراوح بين السطو على البيوت وسرقة أثاثها والقتل والإعتداء على كرامات المواطنين إلى جانب "الإنتشار العسكري" بشكل عشوائي داخل الأحياء السكنية فضلًا عن الإقتتالات الداخلية التي تدور بين هذه الفصائل بشكل دوري ولأتفه الأسباب  دون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه المدنيين الذين يدفعون الثمن من أرواحهم وسكينتهم واستقرارهم.

إقرأ المزيد في: خاص العهد