خاص العهد
مياه لبنان الجنوبي تنتفض على الخسارة بدخل اضافي: 12 مليار ليرة
نور الهدى صالح
رُشىً ورواتب من دون موظفين فاعلين، أرباحٌ هائلةٌ على حساب المواطنين. أغطيةٌ سياسية، ومحسوبيات لا دين لها. إنها سماتُ بعض المؤسسات اللبنانية، التي لا تجد رادعًا لحجم الفساد الذي يشكل وباءً يطال نظامها وينهش هيكلها الاداري.
لم ترضَ مؤسسة مياه جبل لبنان الجنوبي أن يستمر حجم النهب على ظهرها. انتفضت منذ تسلّم الدكتور وسيم ضاهر إدارتها، وباشرت بعزل المختلسين ومحاسبتهم. هدفٌ أوّل أعلن عنه الأخير، يقضي بمحاربة الفساد كي تصبح المؤسسة "نموذجًا للخدمة العامة في لبنان."
أرقامٌ هائلة سطرتها دوريات لفرق تابعة للمؤسسة انتشرت لرصد التعديات والمخالفات أيضًا، توزعت على البلدات الجنوبية. واللافت أن هذه الاجراءات لم تشمل المواطنين المعتدين والممتنعين عن دفع الاشتراكات المحقة وحسب، بل نوابا ووزراء سابقين.
الأهداف التي تسعى إليها مؤسسة مياه لبنان الجنوبي
"إصلاحُ الإدارة وتعزيز ثقة المشتركين بأدائها يمثلُ هدفًا أساسيًا بالنسبة لضاهر" يقول استشاري تطوير أنظمة الجودة في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي الدكتور محمد حمدان. يتحدث حمدان لـ"العهد" عن الأهداف التي يسعى إليها ضاهر والتي "تتمثل بمكننة الإدارة وتحويل المعاملات من ورقية إلى مبرمجة يستفيد منها المشترك بسهولة". كذلك "يمثل تطوير محطات الانتاج والضخ، ووقف الهدر في النفقات مع متابعة المشاريع بأدق المواصفات والأسعار كذلك أهدافًا مهمة لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي".
ويبدو أن الهدف الأخير حُقّق بنجاح منذ استلام ضاهر الادارة، إذ "عُززت الجباية وسُجّل دخلٌ اضافي بقيمة 12 مليار ليرة. وقد ارتفع خلال هذه الفترة عدد المشتركين إلى نحو 5000 مشترك".
الانجازات
عملية التطوير السريع للادارة وإخضاع الموظفين والمهندسين لدورات تخصصية بالتعاون مع شركائهم، تعتبر أيضًا انجازًا مهمًا للمؤسسة. بالاضافة إلى وضع دراسة شاملة لكل المحطات التي تملكها وتقييم عملها وتطويرها، والتأكد من سلامة وجودة المياه بوجود 4 مختبرات متخصصة لذلك. ويعتبر تعزيز دور فرق الصيانة في معالجة مشاكل المواطنين المشتركين، حتى في أيّام العطل والعاصفة وتنشيط الصيانة ومتابعة مشاكل المشتركين، أمراً يميز المؤسسة التي تعمل عملاً دؤوبًا خدمةً للمواطنين بحسب حمدان. ويتابع "وضع المشاريع بالاشتراك مع شركاء عدة سواء على مستوى بنت جبيل بمشروعها النموذجي أو في مشروع منطقة جزين، وربط المشتركين بعدادات ذكية يعتبر انجازًا آخر".
صعوبات وتحديات
في ظل الانجازات تظهر بعض الصعوبات والتحديات التي تواجهها مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، منها وجود بعض المشاكل المزمنة بالمحطات والشبكات لا سيما في القرى القديمة والتي تحتاج تكلفة عالية لتصليحها ما يدفع المؤسسة لابتكار وسائل صيانة لاصلاح الاعطال، في حين أنّ الأخيرة تواجه تحدياً آخر في هذا الاطار وهو عدم وجود اعتمادات مالية، ما يضطرها بحسب حمدان للصرف من الجباية والاعتماد على نفسها لتأمين المشاريع وإصلاح هذه الاعطال.
ويوضح حمدان "للعهد" أنّ "اعتقاد الناس أن المياه مجانية يجعل المؤسسة تواجه صعوبة في مكان ما. فنقل المياه وضخها وتكريرها مع ما تحتاجها من معدات بالاضافة الى الطاقة الكهربائية المستخدمة من مولدات خاصة ومازوت تشكل مصاريف شتّى تقع على عبء المؤسسة في حين يتلكأ بعض المواطنين بتسديد اشتراكاتهم لتغطية هذه التكلفة؛ بالرغم من التسهيلات التي قدمتها المؤسسة في سبيل دفع المتوجبات".
علاقة المؤسسة بالبلديات والأحزاب
يصف د.حمدان علاقة مؤسسة مياه لبنان الجنوبي بالبلديات والأحزاب "بالممتازة"، مشيراً الى "تعاون وتواصل مع البلديات واتحادات البلديات بشكل اسبوعي أحيانًا، كذلك هناك تنسيق فيما بيننا بما يخص حملة ازالة التعديات ومنع المخالفات، فالمؤسسة تسعى جاهدة لتطوير خدماتها في الجنوب وتقديم أفضل نوعية للمياه بأفضل خدمة ممكنة وبالتعاون مع الجميع، وتضع منذ الآن برامج لتأمين التغذية خلال موسم الشح وانقطاع المياه، وتسعى لتأمين مصادر بديلة".