ابناؤك الاشداء

خاص العهد

ماذا يجري في طرابلس؟ ومن هم المتورطون؟
30/04/2020

ماذا يجري في طرابلس؟ ومن هم المتورطون؟

محمد ملص

تمر طرابلس، لليلة الثالثة على التوالي، بقطوع أمني خطير، بعدما تحولت التحركات المطلبية والمعيشية، لموجة من المواجهات العنيفة، وقعت بين عدد من "المتظاهرين" وعناصر من الجيش اللبناني. لكن الخطير في الموضوع، هو ما تكشّفَ من أن ما يجري "هي أعمال منظمة" معروف وجهتها وغايتها واهدافها .

فماذا يحصل ليلاً في طرابلس؟

تعيش طرابلس أسوأ لياليها الرمضانية، فلا يكاد أهالي طرابلس ينهون فطورهم، حتى تبدأ التحركات، التي قيل إنها تاخذ طابعًا مطلبيًا معيشيًا احتجاجًا على الارتفاع الجنوني للأسعار. عشرات الشبان نزلوا الى ساحة النور في طرابلس، وسرعان ما تحددت وجهتهم في اليوم الأول، نحو منزل النائب فيصل كرامي. فور وصول هؤلاء الى وجهتهم بدأت أعمال الشغب وتكسير مدخل المنزل الذي يقطنه كرامي، ووقعت مواجهات بين المتظاهرين وحراس المنزل ما دفع بقوة من الجيش اللبناني الى التدخل ومنع الأمور من التفاقم، إلا أن المتظاهرين أصروا على التعرض للمنزل وعمدوا الى رمي عناصر الجيش بالعبوات والحجارة التي كانت بحوزتهم.

تساؤلات عديدة طرحت حينها، عن سبب التظاهر أمام منزل كرامي، دون باقي نواب طرابلس. البعض رأى في خلفية المشهد ما تم إعلانه على لسان وزير الاتصالات طلال حواط، حول استرجاع قطاع الخلوي لصالح الدولة اللبنانية، والتغريدة التي هنأ فيها كرامي اللبنانيين بالانتصار في استرداد الخلوي، معتبرًا أنها كانت من أبرز الأسباب التي دفعت أنصار "المستقبل" الى التظاهر حصراً وافتعال المشاكل، وهو ما يعد علامة واضحة عن الهوية السياسية لهؤلاء المتظاهرين.

إشكال منزل كرامي، سرعان ما انتقل الى ساحة النور، بعد عملية كر وفر بين الجيش والمتظاهرين، وتفاقمت الأحداث، بعدما عمد أشخاص الى استهداف آليات الجيش بالمفرقعات وقنابل المولوتوف، ما أدى الى احتراق احدى الآليات العسكرية، واستمرت أعمال الكر والفر بين الجيش والمتظاهرين حتى ساعات متأخرة من ليل أمس.

الصورة بدت مكشوفة من اليوم الأول. المتظاهرون يسارعون الى تحوير وجهة التحركات المطلبية والمعيشية الى مواجهات مع عناصر الجيش اللبناني، وهو ما شهدته مدينتا الميناء والبداوي، بعد أن اعتدت عناصر حزبية على آليات الجيش وعناصره، الذين أصيب العشرات منهم. بالإضافة الى ما أعلنه الجيش اللبناني في أكثر من بيان حول ما يجري في طرابلس، من توقيف ما يقارب الخمسين شخصاً، لقيامهم بأعمال شغب وتكسير واعتداء على اليات للحيش ورشق عناصره بالحجارة، الا أن المفاجأة كانت في المضبوطات التي وجدت مع الموقوفين، من زجاجات حارقة (مولوتوف)، ورمانات يدوية، وقد ضبط مع أحدهم كمية من حشيشة الكيف وذخيرة عائدة لسلاح حربي، كما ضبطت مع شخص آخر 5 قنابل مسيّلة للدموع. وهو ما يبرهن أن ما يجري في طرابلس أعمال مشبوهة ومعروفة التوجهات السياسية والغايات والأهداف.

وتكشف معلومات أمنية من طرابلس، لموقع "العهد" الاخباري أن الصورة التي يحاول بعض المندسين رسمها على أرض المدينة، كانت مغايرة تماماً للواقع الذي حاولت نقله بعض الوسائل الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، عن أن ثورة الجوع قد بدأت من طرابلس، فبحسب المصادر "تحضيرات باتت مؤكدة لتحركات سينفذها عناصر وأنصار من تيار "المستقبل" بهدف زعزعة الوضع الأمني وتزامنه مع الوضع الاقتصادي الصعب".

وتفيد المعلومات بأن "ما يحصل في طرابلس، هو رسالة سياسية واضحة المعالم والكلمات، يوجهها "تيار المستقبل" وبعض من انصار "حزب سبعة" الى الحكومة اللبنانية، بأن الهدف هو افشال عمل الحكومة ومنعها من تحقيق أي أهداف اصلاحية".

إقرأ المزيد في: خاص العهد