خاص العهد
بعد "كورونا".. هل يضرب لبنان زلزالٌ مدمّر أو "تسونامي"؟
ياسمين مصطفى
شعر اللبنانيون أمس في عدد من المناطق بهزات أرضية، ما أثار مخاوف لدى الكثيرين وخلّف تساؤلات عدة عن احتمال أن تضرب هزة أرضية كبيرة لبنان، أو أن تحدث "تسونامي" في البحر، مع تركز الهزات والزلازل مؤخرا في المناطق الساحلية، ما يخلق أزمة جديدة في بلد هو أصلا غارقٌ في أزماته، من الحرائق إلى الحراك الشعبي إلى تحليق سعر صرف الليرة بالنسبة للدولار، وأخيرًا فيروس كورونا الذي حل ضيفا ثقيلا ونشر الخوف بين المواطنين.
ومع تواتر الحديث في المسألة منذ يوم أمس وما صاحبه من شائعات وأقاويل غير دقيقة، كان لا بد من استقاء المعلومات الصحيحة من مصادرها. موقع "العهد" الاخباري تواصل مع الأمين العام لمركز البحوث العلمية في مركز بحنّس معين حمزة.
حتى الساعة الثانية عشرة من منتصف ليل أمس سجّل المركز بحسب حمزة 25 هزة أرضية في البحر في المنطقة المقابلة للاذقية السورية، ومن أصل الـ25 هناك 16 هزة تزيد قوتها على 3 درجات على مقياس ريختر، 5 منها وصلت إلى 4.7 على مقياس ريختر.
يشرح حمزة لموقعنا أن ما حصل هو عبارة عن "كريزا" أو "نوبة زلزالية"، بمعنى نشاط زلزالي كثيف على فالق اللاذقية، الممتد من منتصف البحر المتوسط ويمر بجنوب قبرص ويصل إلى اللاذقية وشمال سوريا ومنطقة الاسكندرون وجنوب تركيا. يتحرك عادة هذا الفالق بحسب حمزة بشكل كثيف ونشط ويسجل عادة مئات أو حتى آلاف الهزات الأرضية الصغيرة، التي لا نشعر بها.
حمزة قال إن الهزات الأرضية على هذا الفالق والتي تتأثر بها مناطق جنوب اليونان وجنوب تركيا وشمال قبرص وشرق سوريا نسبتها إلى حد ما عالية سنويا، ما يعني أن هذا الفالق هو من الفوالق الكبرى النشطة عمليا.
لم يستبعد حمزة أن تخلف الهزات على هذا الفالق إصابات بشرية، لكنه أوضح أن ذلك لا يحصل مع تسجيل هزات أرضية على مستوى 3 وما دون على مقياس ريختر، إذ إن الأضرار تبدأ مع وصول الهزة إلى 5 و5.5 على مقياس ريختر.
وعلى الرغم من أن الناس في لبنان شعروا بها بقوة وسجلها مرصد حاصبيا في المركز الوطني للبحوث العلمية، إلا أن حمزة أكد أنها حتى في سوريا لم تسجل أضرارا تُذكر.
ما مدى احتمال حصول "تسونامي" في البحر؟
بحسب حمزة، من الصعب أن ينتج عن الهزات التي وقعت أمس "تسونامي"، السبب أن "تسونامي" أو الموجات العالية في البحر لا تتكون سوى مع هزات أرضية بدرجات عالية تفوق الـ5.5 على مقياس ريختر وعمليا مع تسجيل هزات بـ6 درجات على مقياس ريختر نستطيع الحديث عن "تسونامي" محتملة.
وعن احتمال تمهيد الهزات الأرضية الصغيرة لهزة كبيرة في لبنان، جزم حمزة أن من المستحيل لأحد أن يجيب عن هذا السؤال، لأن التنبؤ بحصول الهزات هو أمر غير ممكن، وأضاف: "يمكننا القول إن هذا النشاط الزلزالي المسجل في البحر والذي تشعر به دول المنطقة من الممكن أن يستمر لكن بالحدود التي وصل إليها مع هزات الأمس، ما يحصل عندها أنه يكون تنفيس للطاقة المجمعة ضمن الفالق، أما أن يصل الأمر إلى حدث زلزالي أكبر فهو ما لا يمكن الجزم به، قد يحدث وقد لا يحدث، وقد ينطفئ النشاط الزلزالي نهائيا ضمن هذا الفالق فكل شيء وارد".
يتمنى حمزة على وسائل الإعلام "كافة أن تُبقي التوقعات والتكهنات بشأن النشاط الزلزالي خارج التداول"، مؤكدا انه لو كان لأحد القدرة على التوقع كنا تحاشينا الكوارث الكبرى التي حصلت في جنوب آسيا وفي هايتي وفي أميركا الجنوبية وحتى بالولايات المتحدة الأميركية وفي المكسيك".
هل تشير هجرة الطيور إلى كوارث طبيعية؟
حمزة لفت إلى أنه من المعروف والبديهي أن الطيور في هذا الموسم من السنة تهاجر إلى مناطق أكثر دفئا، وكذلك حركة الأسماك في البحر والزواحف في الأرض، ولذلك لا يوجد ظواهر علمية كافية لبناء نظرية دقيقة استنادا إليها في هذا الخصوص، مشيرا إلى أن حركة الفوالق تتم على عمق 10 إلى 20 كيلومترا في باطن الأرض ما يعني أن تأثير تردداتها لتؤثر على الطيور هو عمليا غير مُسند ولا وقائع عليه.
ويختم بالقول: "ما حدث حتى الأمس ليس مؤشرا خطيرا ولا بد من التأكيد على أن توقع حديث الزلازل قبل وقت مستحيل، ولا يجوز التهويل على الناس في هذا الشأن".