خاص العهد
حجرٌ منزلي أم فرصة للتنزّه؟
هبة العنان
بدلًا من الالتزام بتدابير الحجر المنزلي التي دعا وزيرا الصحة والتربية حمد حسن وطارق المجذوب كافة الطلاب والعاملين في القطاع التربوي الى اتباعها، والتي بناء عليها أصدرا قرارا بتعطيل المدارس ودور الحضانة لأسبوع كامل قابل للتجديد، لم يترك ذوو الطلاب والأطفال ملاعب مقفلة أو أماكن ترفيهية مكتظة إلّا وزاروها مُعرّضين أبناءهم لخطر انتقال الفيروسات اليهم.
القرار الذي كان قد صدر من أجل حماية الأطفال والعاملين معهم للحدّ من إنتشار"كورونا"، فهمه بعض الأهالي على أنه "عطلة ربيع" مبكرة، إذ شهدت الملاهي والملاعب والمطاعم والمولات وفود عدد كبير ولافت من العائلات، دون اتخاذ أية اجراءات وقائية تحميهم من خطر الإصابة، متذرعين بأن "الأولاد ملَّوا في المنزل".
وفي هذا السياق، تحدثت نقيبة أصحاب الحضانات في لبنان هناء جوجو لموقع "العهد" الإخباري عن مسؤولية يتحملها الأهالي تجاه الحجر المنزلي الذي شدد الوزيران على ضرورة الالتزام به، مشيرة إلى "أننا أقفلنا مؤسساتنا (مدارس وحضانات) لضمان سلامة الطلاب والأطفال على الرغم من الحالة الاقتصادية المتردية، لكن ما يقوم به بعض الأهالي، يشّكل خطرا على المؤسسات التربوية والحضانات ولاسيّما عند إعادة فتحها بعد انتهاء المدة المحددة من قبل الوزيرين"، وأكدت أن "الحجر المنزلي لا يعني زيارة الأماكن المكتظة والحفلات والملاهي والمطاعم، بل يعني تأمين بيئة سليمة للأولاد للتأكد من عدم إصابتهم وحمايتهم من أي إصابة محتملة يمكن ان يتعرضون لها".
جوجو تطرقت إلى عدم التزام بعض الحضانات بقرار وزير الصحة، على الرغم من الأغلبية مقتنعة بعدم مخالفته، فلفتت إلى أن "هذه الحضانات تتذرع بالأوضاع الأقتصادية المتردية وتؤكد للأهالي التزامها ببرنامج شهري وقائي وتعقيمي تبعا لشروط الوزارة كما تشدد على عدم استقبالها اي طفل يظهر عليه عوارض المرض، وهي شروط يومية الزامية تفرضها الوزارة على كل حضانة".
وعليه، طالبت جوجو وزارة الصحة والمعنيين بتأمين جهاز رقابي يضمن التزام الحضانات كافة بالقرار، حفاظًا على سلامة الأطفال وحمايتهم من اي خطر ممكن، ودعت إلى "تقييم شامل للقرار وكيفية تنفيذه ضمن فترة زمنية مدروسة تخوّل أصحاب المهنة التحكّم الموثوق بوعودهم لذوي الأطفال ليتسنى لهم تنظيم معيشتهم وخاصة الام العاملة المتعّلقة بالحضانة".
كيف نبعد أجواء الملل خلال العطلة المفتوحة؟
المشرفة التربوية في ثانوية المصطفى - قصرنبا نبال رعد تحدثت عن "بدائل يمكن للأهالي اللجوء إليها من أجل إشغال أولادهم خلال فترة الحجر المنزلي، وذلك من أجل تجنيبهم قدر الإمكان الخروج إلى الأماكن العامة"، مؤكدة أن على الأهالي أن يكونوا الأحرص على سلامة الأولاد من اي طرف آخر، أي عليهم التزام بالحجر السليم".
وأوضحت رعد أنه "يمكن للأهالي اعداد برامج منوعة تبعد أجواء الملل من المنزل، فضلا عن تأمين غذائهم بالمأكولات والمشروبات الداعمة للمناعة"، مضيفة أن "على الأهالي عرض برامج توعوية على أولاهم للوقاية من الجراثيم، ما يساعدهم على الحفاظ على سلامتهم".
وشددت رعد على ضرورة أن يدرك الاهالي أن الحجر المنزلي يعني التزام الاطفال البيوت وليس الاختلاط بالمناسبات العامة وزيارة الأماكن المكتظة والمحلات التجارية"، وقالت: "عليهم اعطاء الطفل حرية أكبر في المنزل، وعدم حصره في غرفة محددة".