خاص العهد
"وحدة الكورونا" في لبنان.. متطوّعون في وجه الفيروس القاتل
ايمان مصطفى
يبدو واضحًا أن اللبنانيين عازمون على مُحاربة فيروس "كورونا" القاتل بالامكانات المتاحة. وفي سياق المواجهة لهذا الوباء المستجد، أعلن فريق كلية العلوم الطبية في الجامعة اللبنانية استحداث "وحدة الكورونا" في مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي. فما هي هذه الوحدة؟ وما هو دورها؟
رئيس قسم العناية الفائقة وأمراض الرئة بالمستشفى ومدير "وحدة الكورونا" د. محمود حسون أوضح لموقع "العهد" الاخباري أنها تتألف من مجموعة تطوعية تضم 14 طبيبًا، خضعوا لتمرينات عديدة تخولهم التعامل مع مرضى فيروس "كورونا" من الفحص الأولي وصولًا إلى متابعة المُصاب في غرفة العزل، إضافةً إلى دورهم الإرشادي والتوعوي في التعامل مع الوباء وسبل الوقاية منه.
وقال حسون: "عمل هؤلاء الأطباء ينحسر في الفترة الحالية بمرضى "كورونا" في مستشفى رفيق الحريري الجامعي"، مضيفًا: "وهم أطباء حائزون على شهادات في الطب العام وليسوا "تلامذة قيد التدريب كما أشاع البعض".
طابق مخصص في المستشفى الحكومي لمرضى "كورونا"
وفي السياق نفسه، لفت حسون لـ "العهد" الى أن المستشفى الحكومي خصص الطابق الثالث لمرضى "كورونا"، والذي يضم 4 أجنحة، وكل جناح يستطيع احتواء قرابة الـ 32 مريضًا، وبالنتيجة تستطيع المستشفى استقبال 120 مريضًا، الى جانب وحدة العزل المؤلفة من 4 غرف والمخصصة لعزل 4 مرضى والتي تُعتمد كوحدة مركزية للحالات المصابة أو المشتبه بإصابتها.
حسون شدّد على أنه لم يُسجل لبنان حتى الآن الا حالة وحيدة مصابة بفيروس "كورونا"، وهي في وحدة العزل وفي حال مستقرة وتتلقى العلاج اللازم، آملًا أن تبقى الأمور تحت السيطرة، وتوجه الى المواطنين قائلًا: "الخوف من المرض أمر طبيعي ولكن لا داعي للهلع".
الطب رسالة إنسانية
بدوره، تحدّث الطبيب المتطوع في الوحدة د.حسين طفيلي عن مشاركته فيها قائلاً: "لن تخلو ساحة المعركة في وجه "كورونا" القاتل من الجميع، واجبنا أن ندافع عن بلدنا وأهلنا، إن هربنا جميعًا الآن سيفتك المرض بنا جميعًا لاحقًا، فهدفنا الأول والأخير إنساني وهو أن نقدم شيئاً لبلدنا، ورسالة واضحة مفادها أنه يوجد مواطنون قادرون على تحمل المسؤولية في عملهم دون مقابل".
وعن عمل الفريق، يقول طفيلي: "يقوم الطبيب بفحص المرضى، ثم يجري فصل من تثبت عليهم العوارض، وبعد أخذ العينات من هؤلاء يتم عزلهم إما في المنزل مع ارشادهم للطريقة الصحيحة وإما بغرف عزل المستشفى، حيث تتابع حالة المريض بشكل دوري". ويخبرنا: "منذ اعلان أخبار انتشار وباء "كورونا" في الصين بدأت مستشفى رفيق الحريري الجامعي المسؤولة والمتخصصة بالأوبئة في لبنان بدورات تدريبية لكل الطواقم الطبية الى جانب الاجتماعات المكثفة حول كيفية التعاطي مع الفيروس من طريقة العزل واللباس المناسب والتعقيم وغيرها".
ويضيف: "ما إن اكتشفت أول حالة "كورونا" في لبنان، تم استدعاء الفريق الطبي وأُخذ القرار بفصل المستشفى الى قسمين: الأول معزول كليًا عن الثاني، بحيث ينعدم التماس بين مرضى الكورونا والمرضى الأخرين"، ويتابع: "ادارة مستشفى رفيق الحريري طلبت أطباء متطوعين متخصصين ذوي خبرة لديهم القدرة الأكبر على التعامل مع مثل هكذا حالات، والمفارقة أنها لم تجبر أحدًا، البعض رفض التطوّع في القسم الذي استحدثته المستشفى خوفًا، فحياة الطبيب طبعًا في خطر، والبعض تردد، فما كان من الأطباء المتمرنين المنتمين إلى الجامعة اللبنانية (كلية العلوم الطبية) إلا أن أقدموا على التطوع على مسؤوليتهم الخاصة، من دون أي شرط أو مقابل مادي".
ويردف: "تعمل "وحدة الكورونا" التطوعية مجانًا 24 على 24 ساعة في المستشفى، حيث يتناوب الأطباء على مدار الساعة، ولا ينقطع التواصل بينهم فاذا استدعت الحاجة يحضر القسم الأكبر من الفريق الى المستشفى بغض النظر عن دوامه"، لافتًا الى أن الفريق يضم اطباء متخصصين بالأمراض التنفسية والجرثومية.
ويشير طفيلي الى أن المستشفى أمنت التجهيزات بشكل كامل، والادراة تكفلت بالتواصل مع وزارة الصحة العامة ومع منظمة الصحة العالمية لتأمين كافة اللوازم.
زميلة طفيلي د.أماني الخطيب وهي إحدى المشاركات في الوحدة توضح بدورها سبب مشاركتها قائلةً: "ما لا نقبله على أنفسنا وأهلنا لن نقبله على الآخرين، وإن لم يتطوع أحد لمواجهة هذا المرض من سيدافع عنا جميعًا؟". وأضافت: "بناء على رسالتنا الانسانية والقسَم الذي أقسمناه قررنا التطوع بهذه المجموعة".