معركة أولي البأس

خاص العهد

القيادي في حركة
21/02/2020

القيادي في حركة "النهضة" التونسية علي العريض لـ"العهد": لن تضيع القضية الفلسطينية

تونس - روعة قاسم

أكد رئيس الحكومة التونسي السابق والقيادي في حركة "النهضة" علي العريض أن القضية الفلسطينية لن تضيع طالما بقي الفلسطينيون متمسكين بقضيتهم، ولكن يمكن أن تضيع اذا صارت محل بيع وشراء في السوق الدولية، مشيرًا في مقابلة مع موقع "العهد" الاخباري الى أن "صفقة القرن" هي عينة من العينات التي يمكن أن يرتكب فيها ظلم عظيم ضد الأمّتين العربية والإسلامية وضد الشعب الفلسطيني. وقال نحن مع الشعب الفلسطيني في كل أشكال نضاله من أجل التحرر وبناء الدولة المستقلة والمطلوب هو المثابرة ووحدة الصف الفلسطيني.
 
- كيف تنظرون الى "صفقة القرن" وكيفية مواجهتها؟

ان القضية الفلسطينية كما يسميها البعض "مظلمة القرن" العشرين وهي مستمرة في القرن الواحد والعشرين، هي سلبُ شعبٍ أرضَه وإعطاؤها لمن لا يستحق. هذه القضية على قدر ما تكون بيد أصحابها أي الفلسطينيين والعرب والمسلمين بصفة عامة على قدر ما نقترب من الحرية والتحرر من هذا الاستعمار الغاشم الصهيوني، وعلى قدر ما تكون ممسوكة من قوى دولية على قدر ما يبتعد الحل أو ان يكون على حساب هذه القضية العربية والشعب العربي الفلسطيني. في تقديرنا إن العامل الرئيسي الحاسم في موضوع القضية الفلسطينية هم الفلسطينيون أنفسهم والدول العربية بصفة أخص. هذه القضية ينبغي أن تكون دائما ممسوكة من أصحابها الذين هم الشعب الفلسطيني بكل فصائله، ومن الضروري أن يكون الصف الفلسطيني موحدا.

لن تضيع هذه القضية طالما بقي هؤلاء ممسكين بقضيتهم ولكن يمكن أن تضيع اذا صارت محل بيع وشراء في السوق الدولية، وصفقة القرن هي عيّنة من العينات التي يمكن أن يرتكب بها ظلم عظيم ضد الأمة العربية عامة والإسلامية وضد الشعب الفلسطيني. نحن بطبيعة الحال مع الشعب الفلسطيني في كل أشكال نضاله من أجل التحرر وبناء الدولة المستقلة ولا يضيع حق وراءه مطالب والمطلوب هو المثابرة ووحدة الصف.

- كيف تقيّمون العلاقات بين الجمهورية الإيرانية الإسلامية وتونس في أجواء الذكرى الواحدة والأربعين لانتصار الثورة الايرانية؟

بداية نهنئ الشعب الإيراني بذكرى انتصار ثورته ونرجو له التقدم والازدهار والاستقرار والرخاء. أما بالنسبة للعلاقات بين تونس وايران فهي تحتاج الى المزيد من التطوير. فتطوير حجم المبادلات التجارية والسياحية مرهون بإرادة كلا البلدين والأمل موجود في أن تتحسن العلاقات.

- كيف هو الوضع في تونس؟

أتوقع أن تحظى الحكومة بمصادقة البرلمان وأن نأخذ طريقنا.. فقد أطلنا أكثر من اللازم لأسباب عديدة ربما يفسرها البعض بأننا في مرحلة انتقالية وديمقراطية ناشئة وهذا يفسر جزءا من تعقيدات العملية. ولكن هذا لا يخفي النقص في النضج، حيث إن بعض أنواع الصراعات المكثفة وبطء تشكيل الحكومات وحتى كثرة الصراعات يدلل على نقص النضج في هذه الديمقراطية. ولكن هذا لا يعني أن نعود الى الوراء بل يجب ان نطور هذه الديمقراطية ويتطور وعي الشعوب. ونتوقع أن نشهد انفراجة في المدة القليلة القادمة.

- هل تشهد تونس مرحلة جديدة من التوافق بين "حركة النهضة" و"قلب تونس" مثلا؟

لا يوجد الآن توافق بمعنى اتفاق اقتصادي  واجتماعي ولكن طالبنا بتشكيل حكومة وحدة وطنية لها قاعدة سياسية عريضة أي عدة أحزاب تشارك بها، ولها قاعدة برلمانية قوية أي مدعومة من عدة كتل برلمانية، لضمان قدرتها على الحركة وقدرتها على الاستقرار. أما التوافق بالمعنى الصحيح للكلمة فيمكن أن نصل له تدريجيا. ويجب أن تكون هناك ثقة متبادلة بين الأحزاب ولكن هناك اختلافات عديدة. واعتقد أنه إذا دخلت وانصهرت هذه الأحزاب في الحكومة بشكل تدريجي حينها ستصبح قضاياها حقيقية وواقعية وتعالج القضايا الواقعية وسنرى ان خلافاتها أقل مما تتصور. لكن في الصراعات الحزبية عادة نجد الكثير من الأحزاب تغلّب الخلافات ولا تذهب الى قضايا عليها اتفاق. فالتوافق يأتي بالممارسة.

وكان رئيس وزراء تونس المكلف إلياس الفخفاخ قدم قائمة بأسماء وزراء حكومته الجديدة إلى الرئيس قيس سعيد. وقال الفخفاخ إن تشكيلة الحكومة الجديدة ضمت 32 عضوا، ما بين وزير ووزير دولة، وتكونت من "ائتلاف واسع يمثل معظم القوى السياسية في البلاد". هذه التطورات جاءت بعد تهديد الرئيس التونسي بحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، إذا ما فشلت محاولات تشكيل الحكومة.

يشار الى أن الفخفاخ كلّف بتشكيل الحكومة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي بعد عدم حصول مرشح حركة النهضة الحبيب الجملي على ثقة البرلمان.

إقرأ المزيد في: خاص العهد