معركة أولي البأس

خاص العهد

السفير الصيني لـ
14/02/2020

السفير الصيني لـ"العهد": "كورونا" أثّر على الاقتصاد العالمي.. حالات الشفاء تزداد

فاطمة سلامة

يبدو السفير الصيني في لبنان ​وانغ كيجيان مطمئناً ومتيقناً لناحية خروج بلاده من الأزمة التي عصفت بها مؤخراً. الحديث معه يكشف عن ثقة واضحة بإمكانية تخطي امتحان فيروس "كورنا" الذي لم يكن بالحسبان. فالاصرار الصيني على مواجهة المشكلات وتخطيها، ليس جديداً على الدولة التي تعرّضت للكثير منذ تأسيسها حتى اليوم. ومن يتابع التدابير التي اتخذتها بكين منذ بداية الأزمة، يختبر مستوى الجدية التي يتعاطى بها هذا البلد مع الوباء الطارئ على بيئته. وهو الأمر الذي يؤكّده كيجيان في مقابلة مع موقع "العهد" الإخباري حيث يؤكّد أنّ حالات الشفاء في الصين تزداد بشكل كبير جداً، وهناك أمل بالعثور على علاج. وفيما يرفض نظرية المؤامرة التي تتحدّث عن أنّ "كورونا" هو وباء دُبّر من بعض الدول لدفع الصين الى الوراء،  يؤكّد أنّ هذا الفيروس أثّر كثيراً ليس على اقتصاد الصين فقط بل العالم، معيداً التأكيد أنّ الصين واثقة من سيطرتها على هذا المرض قريباً. 

ولا يُهمل السفير الصيني الحديث عن استعداد بلاده  للتشاور مع الحكومة اللبنانية الجديدة بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري على أساس المنفعة المتبادلة. كما يؤكّد أنّ لدى الشركات الصينية اهتماماً بإجراء المزيد من الدراسة عن السوق اللبنانية وإيجاد الفرص بانتظار الخطط والأفكار من الحكومة اللبنانية. 

وهنا نص المقابلة: 

س. في البداية، ما آخر الاحصاءات للإصابات والوفيات بفيروس "كورونا" في الصين؟ وهل تعتبرون هذه الأرقام مقلقة؟ 
 
ج. حتى هذه اللحظة، فإنّ الاحصاء الرسمي الصادر عن المركز الصيني للأمراض يشير الى  63943 حالة إصابة مؤكدة و 10109 حالة اشتباه بإصابة 1382 حالة وفاة. وفي المقابل، يشير الاحصاء الى  6961 حالة شفاء. هذه الأرقام ليست مقلقة نسبة الى عدد سكان الصين الكبير. حتى في العالم فإنّ عدد الاصابات المؤكدة بحدود المئات، بينما الوفيات ثلاثة فقط. يمكننا القول إن هذه الارقام ليست مقلقة للعالم، وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أنه بسبب الاجراءات الصينية القوية، فإنّ مسألة حصر انتقال "الفيروس" قد نجحت والوضع مستقر لأنّ الحالات المصابة والوفيات تقتصر على مقاطعة هوبي. 

ولا بد من الإشارة الى مسألة مهمة، فحالات الشفاء تزداد بشكل كبير جداً، وهناك أمل بالعثور على علاج. هناك عدة عوامل أدّت الى هذا الأمر، يعود بعضها الى تعزيز القدرات الاستيعابية لعلاج المرضى. في بداية ظهور الوباء، كان عدد الاصابات يزداد بسرعة كبيرة، وفي المقابل لم يكن باستطاعة المستشفيات استقبال كل المرضى.  الآن اختلف المشهد بعد أن تم  زيادة الأمكنة المخصّصة لاستقبال  كل الاصابات بحيث يتم علاجهم بطرق تقليدية أو أدوية مساعدة ما يزيد الفرص بالشفاء. 

س. هل باستطاعتنا اذاً القول إنّ انتشار الفيروس في العالم لا يزال تحت السيطرة؟ 

ج. قبل كل شيء يجب الإشارة الى أنّ انتشار الفيروس في العالم لا يزال تحت السيطرة، وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية لأنّ اكثر من 99 بالمئة من العدد الاجمالي من الإصابات حدث في الصين، وأغلبهم في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي. كما أنه لم ينتشر بشكل خطير الى مناطق أخرى في الصين، ناهيك عن الدول الأخرى، الأمر الذي أدى لأن لا يتعدى العدد الاجمالي للإصابات في العالم أي خارج الحدود الصينية بضعة مئات .  

س. البعض يقول إنّ مدينة ووهان كادت ان تنافس كبريات المدن الأميركية، معرباً عن اعتقاده بأنّ وباء "كورونا" دُبّر لهذه المدينة. كيف تعلقون؟ 

ج. لا شك أنّ موقع "ووهان" استراتيجي، بحيث تقع في وسط الصين، وجرى تشبيهها  بشيكاغو الأميركية . انها مدينة تقع في الوسط وتشكّل همزة وصل للعديد من المدن. هي عبارة عن  مركز اقتصادي صناعي وعلمي، ولها أهمية كبيرة، كما أنّ عدد سكانها ليس بقليل بحيث يبلغ  11 مليون نسمة. لكن ورغم كل ذلك، لا اؤمن بنظرية المؤامرة وأعتقد أن لا دليل علميا ومنطقيا يؤكد ذلك.

س. الى أي مدى أثّر وباء "كورونا" على التجارة الصينية؟ 

ج. هناك أثر كبير على الاقتصاد بشكل عام لناحية السياحة والاستهلاك والفنادق والمطاعم والتصنيع. هناك مصانع يصعب إعادة تشغيلها، لكننا نعمل الآن على اعادة تشغيل المصانع مع اتخاذ الاجراءات الاحترازية والتأكد من عدم إصابة العمال، كما نعمل على إعادة تشغيل الشركات بأسرع وقت ممكن. لا بد من الإشارة الى أن هذا الأمر لم يترك أثرا على اقتصاد الصين فقط، بل إن الأثر على اقتصاد العالم. لكن نحن  ثقتنا كبيرة في أننا سوف نسيطر على الوباء قريباً، وبعد ذلك يمكن أن نعيد الاقتصاد الصيني الى النمو المتزن، ونحن متأكدون من ذلك. متأكدون من أنّ الأثر على الاقتصاد الصيني والعالمي سيكون قصير المدى. 

كما أنني لا أصنّف ما تمر به الصين اليوم في إطار أكبر محنة أو اختبار أو انتكاس، لأنّنا  وفي تاريخ الصين مررنا بأزمات وكوارث كبيرة استطعنا التغلب عليها بقدرتنا وتضامننا وتكاتفنا. وسنتمكّن بفضل تضحيات الشعب الصيني مع الحكومة والقيادة والرئيس من تخطي هذه الأزمة.

س. في الختام، لا يمكن انهاء الحديث دون التطرق الى ملف التعاون الاقتصادي بين الصين ولبنان، خصوصاً أن الأخير يعاني من أزمات اقتصادية صعبة. الى اي مدى تبدي الصين استعدادها لمساعدة لبنان؟. 

ج. نحن على استعداد للتشاور مع الحكومة اللبنانية الجديدة بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري فيما بين الطرفين على أساس المنفعة المتبادلة. هذا في إطار مبادرة حزام وطريق الحرير المتفق عليه قبل ثلاث سنوات. الحكومتان كانتا قد اتفقتا قبل ثلاثة أعوام على تكثيف التعاون الثنائي في اطار بناء حزام اقتصادي في طريق الحرير ومنها تنشيط التجارة. كما لا بد من الإشارة الى أنّ الشركات الصينية مهتمة بإجراء المزيد من الدراسة عن السوق اللبنانية لإيجاد الفرص للمشاركة في مشاريع البنية التحتية أو مشاريع انتاجية أخرى كالطاقة وغيرها. مشاريع  تعود بجدوى اقتصادية واجتماعية على البلدين. لهذا فإن الشركات مستعدة للمشاركة لكنها تنتظر  المناقصات الدورية أو أي أفكار وخطط محددة من قبل الحكومة اللبنانية.
 
 

وانغ كيجيان

إقرأ المزيد في: خاص العهد