معركة أولي البأس

خاص العهد

اقتحام حيّ العنود.. هكذا أفرغت المباحث السعودية وحشيّتها
25/12/2019

اقتحام حيّ العنود.. هكذا أفرغت المباحث السعودية وحشيّتها

لطيفة الحسيني

دون سابق إنذار، باغتت قوات الأمن السعودية صباح اليوم أهالي حي العنود في الدمام. لعنةُ المُداهمة الفجائية حلّت، انتشرت المركبات العسكرية في المنطقة، فرقةٌ من المباحث العامة مدعومةٌ بفرقة ٍأخرى من جهاز أمن الدولة افتحمتا الأحياء، وشرعتا في مُهاجمة الآمنين في منازلهم بحجّة تكرّرها عند كلّ عملية أمنية تقرّر القيام بها : البحث عن مطلوبين.

في المعلومات الواردة من داخل المنطقة، لا مبرّر مقنعًا للمداهمة، لا مطلوبين، لا أسماء مُدرجة حديثًا على لائحة تتذرّع بها السلطات لتنفيذ أجنداتها الأمنية حيثُ تشاء. المسألة تتعلّق بنيّة السلطات تأزيم الوضع في عموم المنطقة الشرقية عبر استهداف النشطاء السلميين، خاصة أولئك الذين لم يوضعوا في خانة المطلوبين. الغاية بالنسبة لمن يعرف جيّدا تكتيك وأسلوب القوات الأمنية في تلك البقعة هو ضرب أيّة صورة قد تنقل صوت كلّ مظلومٍ ومقموع ٍومعتقلٍ في الزنازين السوداء لآل سعود.
بتمام العاشرة صباحًا، "أغارت" فرق المباحث و"أمن الدولة" على حيّ العنود، وتمركز قناصوها على أسطح البيوت. أصواتُ الرصاص ملأت المكان وإرهابُ المواطنين تحقّق. الكلّ لازم داره وأصبح أسيره الى أن انتهت المهمّة التي استغرقت ساعات.

اقتحام حيّ العنود.. هكذا أفرغت المباحث السعودية وحشيّتها

مصدر خاصّ بموقع "العهد الإخباري" يرجّح أن تكون العملية حصلت بناءً على وشاية أحد العملاء في المنطقة الذين أوصلوا معلوماتٍ الى المباحث عن نشطاء سلميين، بموازاة عزم السلطات على نشر لائحة جديدة لأسماء أشخاص ستطلب النيابة العامة إعدامهم وقد صدرت بحقهم أحكام ابتدائية.

الواقع الخطير الذي يعيشه أهالي القطيف والاستهداف الدائم لهم، ولو في فترات متقطّعة وغير قريبة زمنيًا أحيانًا، يقود الى قاعدة واحدة: أهالي القطيف هم الشغل الشاغل للسلطات من أجل تصفية المُعارضين والنشطاء إمّا عبر الاغتيالات في المُداهمات المُباغتة أو الإعدامات داخل السجون.

اللافت بعد انتهاء العملية، لم يصدر بيانٌ عن رئاسة أمن الدولة، بعكس حالات سابقة، على الرغم من أن الإعلام الرسمي تبنّى الخبر وروّج لوقوع شهيدين. تقول هنا المصادر إن "رئاسة أمن الدولة" قد تتكتّم أحيانًا وتمتنع عن توضيح ما تفعله من اعتداءات بحقّ المواطنين العزّل في القطيف ولاسيّما عند قتل النشطاء، ولا تفصح عن جرائمها كلّها، وقد تعمد في أحيانٍ أخرى الى إبلاغ أهالي المغدورين الذين بدورهم يُعلنون عن ارتقاء أبنائهم جراء الهجمة الوحشية عليهم.

الأبواق الرسمية، إعلامًا وذبابًا الكترونيًا، عملت مع بدء العملية على إشاعة خبر وقوع اشتباك وإطلاق رصاص مُتبادل، في تكتيكٍ مقصود لتعزيز فكرة أن من قُتلوا هم إرهابيون خطيرون، ويهاجمون قوات الأمن ويجب القضاء عليهم. سياسةٌ يعتمدها رجال ولي العهد محمد بن سلمان من أمير المنطقة الشرقية وما يليه من مسؤولين هناك، وتناقض تمامًا مساعي تجميل صورة مملكة الموت والقمع التي رسمتها بنفسها على أراضيها وفي اليمن وحول العالم قمعًا وتعذيبًا وافتراءً وتنكيلًا وجورًا وحرمانًا واضطهادًا وتعسّفًا وطغيانًا وقهرًا.

القطيف

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل