خاص العهد
هل يُهرَّب "جزار الخيام" بحجة مرضٍ مفبرك؟
ياسمين مصطفى
تُقاوم قاضية التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا الضغوط الأميركية المتزايدة في قضية العميل عامر الياس الفاخوري. مساعي واشنطن الخبيثة لتهريب جزار الخيام تمثلت مؤخرًا بنقله إلى مستشفى "أوتيل ديو" حيث يعيش وكأنه في فندق "خمس نجوم"، بعدما تم نقله أولًا من السجن إلى المستشفى العسكري بذريعة إصابته بمرض عضال، كمقدمة لعملية تهريبه إلى الولايات المتحدة الأميركية، وفق ما تشير المعلومات.
خطوات فريق الدفاع عن العميل الفاخوري الحثيثة، يرد عليها القضاء اللبناني بقرارات تصعّب على الأميركيين تحقيق هدفهم عبر استغلال ثغرات في قانون العقوبات اللبناني. آخر النجاحات التي تسجل للقضاء إصدار محكمة التمييز العسكرية قرارًا ردت بموجبه استئناف وكلاء الدفاع عن الفاخوري لقرار أبو شقرا، إذ ردّت طلب اعتبار الجرائم المنسوبة إلى العميل ساقطة بمرور الزمن، وذلك استنادا إلى دعوى رفعها المحامي معن الأسعد تتعلق بجرم متمادٍ للفاخوري في إخفاء أحد أسرى معتقل الخيام ويدعى علي عبد الله حمزة.
وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، أوضح الأسعد أنه حذر من اليوم الأول لاعتقال الفاخوري من خطة فريق دفاعه لتهريبه عبر إخلاء سبيله في مرحلة ما، مبيّنًا أن وكلاء الأسرى من المحامين تقدموا بإخبار في 16 أيلول/سبتمبر لقاضية التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا، يتضمن جرما يتعلق بـ"خطف" أو "حجز حرية" الأسير حمزة.
وأشار الأسعد إلى أن المحامين اعتمدوا على معلومات ومعطيات أكيدة تفيد بأن الأسير الذي لا يزال مصيره مجهولاً حتى اليوم، كما أنه لا يزال حيا في سجلات الدولة اللبنانية، وحتى اليوم لم يتسلم أي من الصليب الأحمر أو عائلته جثمانه، وحتى عام 2000 كان اسمه لا يزال موجودا في سجلات جيش أنطوان لحد، وكان أهله يرسلون له الطعام واللباس.
ولفت الأسعد هنا إلى أن فريق الدفاع عن الفاخوري ومن خلفه الأميركيون بدأوا بشراء الوقت، فقدموا دفاعا شكليا للقاضية أبو شقرا، لكنها ردّته، وحين لجؤوا إلى محكمة التمييز قامت الأخيرة برفضه مؤكدة أن لا مرور زمن على جرم "الخطف".
ما خطوات محامي الأسرى المقبلة؟
الأسعد قال لـ"العهد" إن الكرة اليوم عادت الى ملعب القاضية أبو شقرا، مشددا على ضرورة أن تبادر لتحديد جلسة لاستجواب الفاخوري في القادم من أيام هذا الأسبوع وأضاف "على القاضية نجاة أبو شقرا إصدار مذكرة توقيف جديدة بحق الفاخوري يليها إصدار قرار ظني بحقه تمهيدا لإرساله إلى المحكمة العسكرية الدائمة"، وهو حقنا القانوني في استجوابه". وتابع "خطتنا هي الإصرار على استجوابه، وفي حال لم يحصل هذا الأمر في الأيام الأربعة القادمة فإنني سأتقدم بطلب إلى القاضية أبو شقرا لاستجوابه حيث هو في "أوتيل ديو"، إذ بحسب نص أصول المحاكمات الجزائية لقاضي التحقيق صلاحية الانتقال إلى مكان وجود المدعى عليه المطلوب استجوابه هناك، ولا شيء يمنع أن يحصل ذلك في أوتيل ديو وإجراء المقتضى القانوني بحقه وهذا أضعف الإيمان".
وأكد الأسعد أن لا مجال للمساومة لدى محامي الأسرى في قضية الفاخوري، وأن المحامين لن يسكتوا ولن يوفروا جهدا في العمل لإدانته، وأردف: "أفهمنا كل المعنيين بأننا لم نلجأ إلا للقانون والقضاء، ولنا ملء الثقة بهما، ولكن في حال تم من قبل الأميركيين استغلال ثغرات في قانون العقوبات اللبناني لتهريب جزار الخيام فنحن واضحون بأننا لن نساوم، والأمر عندها لن يمرّ على خير. الفاخوري ليس أعلى من القضاء، ولو كان داعمه الكون، وليس فقط الولايات المتحدة، فإننا سنفعل كل ما هو ممكن لمقارعتهم".
ليس مستبعدا قيام الأميركيين بتزوير ملف الفاخوري الطبي وللصهاينة سوابق في هذا الشأن
ومع استعداد وكلاء الفاخوري لتقديم تقارير طبية للقاضية أبو شقرا تتحدث عن إصابته بالسرطان، وتطلب إخلاء سبيله من أجل خضوعه للعلاج في الخارج، يلفت الأسعد إلى إمكانية "تزوير" ملف الفاخوري الطبي، ويؤكد أن لا شيء مستبعدًا على الأميركيين، ويقول "خلال فترة صراعنا مع العدو عاينّا محاولات موثقة وأكيدة من قبل الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية لتزوير ملف صحي لعميل لبناني كبير كان قد جنّده الاحتلال، عبر إعطائه أدوية عكست في التحاليل إصابته بالسرطان، وتم إرسال النتائج وقتها إلى الجامعة الأميركية في بيروت للادعاء بأنه بحاجة للسفر كي يتلقى العلاج في الخارج، ونحن ضمن هذا الشك سنطلب لجنة طبية متخصصة للتأكد من هذه الادعاءات".
في قضية العميل الفاخوري، يقاتل محامو الأسرى دولًا وليس أشخاصاً، يقاتلون-بحسب الأسعد- الولايات المتحدة والعدو الصهيوني ومن يقف خلفهما، ويؤكدون أن "المطلوب أولا استجواب العميل الفاخوري ولو اقتضى ذلك انتقال القاضية أبو شقرا إلى أوتيل ديو، وبعد ذلك لكل حادث حديث، لأنه في حال تم إخلاء سبيله وإخراجه من لبنان، سنفقد القدرة على التحقق من صحة ادعاءات فريق الدفاع مرضه".
ويختم الأسعد حديثه لموقعنا قائلًا: "ذاهبون في هذا الملف حتى الرمق الأخير".