معركة أولي البأس

خاص العهد

الصناعيون يصعّدون .. القطاع لن يصمد كثيرا
12/12/2019

الصناعيون يصعّدون .. القطاع لن يصمد كثيرا

هبة العنان

نالت الأزمة من "شقا عُمر" أصحاب المصانع وقيدت أيديهم دون اي قدرة على الإنتاج، منذرة القطاع الصناعي بالانهيار الوشيك. جمعية الصناعيين التي اطلقت أمس صافرات الإنذار امام هذا الواقع،  اختارت ان تصعد خطابها مطالبة المسؤولين بالإسراع في إيجاد مخرج لمشاكلهم مع اقتراب نفاد مخزون المواد الأولية.

القطاع الذي يمارس منذ أشهر طويلة ضغوطا شديدة على المعنيين لإقرار إجراءات عاجلة لمساعدة عدد كبير من الشركات الصناعية الكبيرة منها والمتوسطة والصغيرة تجنبا للإغلاق التام، باتت مصانعه اليوم على مشارف الإغلاق بسبب الأزمات المتفاقمة.

وفي هذا السياق، يؤكد رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل في حديث لموقع "العهد الإخباري" ان "الصناعة تواجه تحديا مصيريا يتعلق بحرمانها من المواد الأولية"، مضيفا أن "القضية هي قضية حياة أو موت، وحرماننا من المواد الأولية جريمة موصوفة".

يعتبر الجميل ان القضية لا تتعلق فقط بمصالح الصناعيين، بل تمس كل فئات المجتمع اللبناني"، مشيرا إلى ان "القطاع الصناعي في لبنان يمكن ان يكون جزءا من حل هذه الأزمة"، وأوضح ان "هذا القطاع يساهم بإدخال النقد النادر (الدولار) عبر التصدير والمحافظة على هذا النقد عبر تخفيف حجم الاستيراد".

ويضيف الجميل لـ"العهد" أن "الصناعيين باتوا على مشارف إغلاق شركاتهم بسبب الأزمات المتفاقمة يوميا، ما يعني ان الصناعة اللبنانية باتت اليوم مهددة".

الجميل يوضح ان أزمة تأمين المواد الاولية ستؤدي إلى توقف عمل أغلبية المصانع، خصوصا تلك التي تعتمد على مواد مصنعة اخرى (كالمواد الغذائية المعلبة التي يتطلب تغليفها علبًا من تنك)".

ويلفت إلى ان "القطاع الصناعي في لبنان يتطلب ما بين 10 و40 % من المواد الأولية المستوردة، لمواصلة عمله الانتاجي، ما يعني ان قدرة هذا القطاع على الصمود ليست كبيرة".

وقال الجميل لـ"العهد" "في هذه الأوضاع الصعبة طريقنا الوحيد هو التصعيد، وسننفذ خطوتنا الأولى خلال 10 أيام على أبعد تقدير"، مضيفا ان الجمعية تتواصل مع المعنيين في هذا السياق لتفادي الوصول إلى اي اجراء يمكن ان يمس المستهلك اللبناني"، مشددا على ان قطاع الصناعة يجب ان يكون جزءا من الحل وليس الأزمة، باعتباره ابرز المساهمين بادخال العملات النادرة إلى البلد".

من جهته، يؤكد مدير مصنع الكونسروة الحديثة شتورة ش.م.ل. عبد خضر لموقع "العهد" ان "القيود النقدية والمصرفية التي فرضتها المصارف، أوقفت التحويلات وادت إلى توقف عملية شراء  المواد الاولية المستوردة، التي تشكل أساس صناعاتنا"، مضيفا ان بداية الأزمة تزامنت مع موعد استيرادنا للمواد الغذائية الموسمية (الحبوب) ما شكل ازمة حقيقية لدينا".

خضر يشدد على ان "المواد الأولية في المصنع بدأت تنفد، مع توقف الاستيراد من شهرين ونصف"، مشيرا إلى ان "المصنع سيلجأ إلى الإقفال إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن، إذ لا حل أمامنا سوى ذلك".

ويلفت خضر لـ"العهد" إلى ان "الأزمة افقدت الموردين ثقتهم بالمصنع اللبناني، خاصة في مجال الصناعات الغذائية"، مضيفا انه "يجري التواصل مع المعنيين في هذا السياق من أجل تطبيق سلسلة اجراءات لحل الأزمة".

إقرأ المزيد في: خاص العهد