خاص العهد
إضراب شامل الجمعة.. والأسمر لـ"العهد": تحركنا صرخة ستُستكمل بخطوات لاحقة
فاطمة سلامة
كثيراً ما يهتم السياسيون في لبنان بـ"الإتيكيت" ومظاهر الترف والرفاهية. يستعد هؤلاء لتكبيد خزينة لبنان "ما فوقها وما تحتها" من أجل أمور لا تعد في خانة الكماليات فحسب، بل لا يمكن فصلها عن الأمور الثانوية، إذا ما جرت مقارنتها بحقيقة الوضع الإقتصادي والمادي للبنانيين. ففي الوقت الذي يرزح فيه لبنان تحت وطأة الأوضاع "الخانقة"، تُصرف الكثير من الأموال العامة يُمنة ويسرةً وبلا وجه حق. ولعلّ أكثر ما يُثير العجب في هذا البلد يتجلى بعقلية الاستخفاف واللامبالاة التي يحملها بعض المسؤولين الذين لا يكبدون أنفسهم عناء لتقييم أوضاع اللبنانيين المزرية، أو لإجراء جردة حساب بما عليهم فعله على أبواب السنة الجديدة. وللأسف، فإنّ كل المؤشرات الإقتصادية تنذر بما هو أسوأ إذا لم يتم تدارك الأمر، واتخاذ الخطوات اللازمة، وعلى رأسها تشكيل حكومة، بعيداً عن سياسة تقسيم الكعكة. تأليف الحكومة لن يأتي بالمعجزات حُكماً، لكنه بالتأكيد سيُنقذ الوضع الإقتصادي من الانحدار أكثر فأكثر. وفي هذا السياق، تأتي التوصية التي وجّهها رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر الى المجلس التنفيذي للاتحاد لاتخاذ قرار بالإضراب يوم الجمعة في المؤسسات العامة والخاصة تحت عنوان: "أسرعوا بتأليف الحكومة للحفاظ على الشعب اللبناني".
يُشدد الأسمر في حديث لـ"موقع العهد الإخباري" على أنّ "الاتحاد سيدعو الى الإضراب الحضاري وليس النزول الى الشارع، بحيث يكون إضراباً شاملاَ في كافة المؤسسات العامة والخاصة لحث المسؤولين على الاسراع في تشكيل الحكومة رأفة بالشعب اللبناني". بالنسبة للمتحدّث، فإنّ "الوضع لم يعد مقبولاً والأزمة الاقتصادية تشتد، وهناك العديد من الملفات الملحة لا تزال على قائمة الانتظار، فضلاً عن تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين، ما يجعل تشكيل الحكومة أكثر من ضرورة". يؤكّد الأسمر أنّ "التأليف لن يُقدّم وصفة سحرية للأوضاع لكنّه يضع الملفات على السكة الصحيحة للبدء بمعالجتها". يُشدّد رئيس الاتحاد العمالي العام على أنّ "الواقع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون دفعنا الى إطلاق صرخة عسى ولعلّ يسمعها المسؤولون، فيسهّلوا التأليف بعيداً عن سياسة "التناتش" والمحاصصة".
لا يفصل الأسمر تشكيل الحكومة عن معالجة الكثير من الملفات العالقة. وفق حساباته، فإنّ عام 2019 هو عام التحديات للطبقة السياسية القائمة، من ملف الكهرباء، المياه، النفايات، المدارس الرسمية، المستشفيات الحكومية، احتكار الأسعار، التهرب الضريبي، الضمان الاجتماعي، زيادة الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص، السطو على الأملاك العامة، ضرورة تفعيل الهيئات الرقابية، العمالة الأجنبية، الصرف التعسفي من المؤسسات، وغيرها الكثير من الملفات المتراكمة منذ سنوات، والتي ازدادت تفاقماً مع تعطيل تأليف الحكومة.
يُعوّل رئيس الاتحاد العمالي العام على إرادة الشعب اللبناني والعمال بالمشاركة في الإضراب، فما يجمع هذه الطبقة الكادحة أكثر مما يفرقها، لافتاً الى أنّ "الإضراب ليس موجهاً ضد أحد. إنه رسالة واضحة وصريحة بضرورة تأليف الحكومة لمعالجة قضايا ملحة للبنان داخلياً وخارجياً، ولمواكبة التطورات في المنطقة خصوصاً في سوريا". فالملفات الخارجية بالنسبة للأسمر لا تقل أهمية عن الملفات الداخلية. برأيه لا بد من تشكيل الحكومة لمحاورة الحكومة السورية، خصوصاً أنّ الاقتصاد اللبناني على موعد مع الانتعاش في ظل بداية انتهاء الحرب السورية، فالحوار بالنسبة اليه يعبّد الطريق أمام التعاون المربح للبنان في الكثير من المجالات.
يختم المتحدّث كلامه بالإشارة الى أنّ الإضراب يشكّل صرخة، سيُصار بعدها الى إجراء جردة تقييميه للنتيجة التي حققها لتقرير الخطوات اللاحقة، كي لا ينجر البلد باتجاه الهاوية.