خاص العهد
الوساطتان العراقية والباكستانية: فرصة جديّة أو مضيعة للوقت؟
هبة العنان
في خطوة لا تُفسّر سوى أنها تراجع عن السلوك التصعيدي الذي اعتمداه في الفترة الأخيرة، طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحليفه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من باكستان والعراق التوسّط لدى الجمهورية الإسلامية علّهما تقنعانها بالجلوس الى طاولة التفاوض، ولا سيّما بعد أن فشل الرئيس الفرنسي في تحقيق أيّة إيجابية في هذا السياق.
الدبلوماسي الإيراني السابق ومدير مركز الدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية أمير موسوي تحدّث لموقع العهد الإخباري عمّا يُطرح في كواليس المسعيَيْن، فأشار إلى أن الوسيط العراقي المتمثل برئيس الحكومة عادل عبد المهدي عرض أمس أمام المسؤولين السعوديين الأمور التي يحرص الجانب الإيراني على تحقيقها، وهي كالآتي: فتح ملف العلاقات الثنائية وخفض التوتر القائم بين الجانبين، وإنهاء العدوان السعودي على اليمن وإجراء حوار بنّاء لإنهاء الأزمة ما يمهّد لإطلاق حوار يمني يمني يُرسي الاستقرار في اليمن، وتحقيق تقدم في ما يتعلق بالمنطومة الأمنية لمنطقة الخليج وتصحيح الهواجس والمزاعم السعودية حول ما تعتبره "تهديدًا إيرانيًا للمنطقة".
وبتقدير موسوي، يُمكن لجهود عبد المهدي أن تُدخل المنطقة في مرحلة جديدة خصوصا ان المساعي السعودية جادة هذه المرة، فيما أعلنت إيران عن استعدادها لإجراء حوار شامل وبناء ينهي التصعيد".
موسوي لفت الى أن "عدم فرض أيّة شروط تعجيزية من الجانب السعودي وعدم تدخل أطراف خارجية سيؤدي إلى إجراء حوار هادئ يوصل الطرفين إلى نتيجة إيجابية، خاصة أن الرئيس الإيراني حسن روحاني مطمئن ودعا الجميع للعودة إلى الحوار لإنهاء التصعيد الحاصل في المنطقة".
وحول الوساطة الباكستانية، أوضح موسوي أن واشنطن لجأت إلى رئيس الوزارء الباكستاني عمران خان باعتباره يقيم علاقات جيّدة مع الأطراف الثلاثة (أميركا والسعودية وإيران)، مبيّنًا أن "خان لا يحمل أجندات مُشابهة لما تحمله الترويكا الأوروبية، خاصة فرنسا، التي أثبتت مرارًا عدم التزامها بالتفاق النووي".
ورجّح موسوي أن يرضخ "الجانب الأميركي للشرطين الإيرانيين المتمثّلين بعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي وإلغاء جميع العقوبات المفروضة على طهران، شارحًا أن الجمهورية الإسلامية اشترطت وجود ضمانات من الكونغرس ودول اخرى (فرنسا وألمانيا وسلطنة عمان) لإبرام أيّ اتفاق مع أميركا"، خصوصًا أن الجانب الإيراني يعتبر أن مجلس الأمن غير قادر على ضمان التزام أميركا بأيّ اتفاق محتمل".