خاص العهد
"حماس" و"الجهاد" في ذكرى أوسلو لـ"العهد": المقاومة هي الحل
هبة العنان
أكثر من ربع قرن مر على توقيع اتفاقية بين كيان العدو الصهيوني والسلطة الفلسطينية في مدينة أوسلو النروجية برعاية أميركية. الاتفاقية التي عملت على تجريد الشعب الفلسطيني من كامل حقوقه مقابل شرعنة الكيان الصهيوني ومشروعه الاستيطاني، يواجهها الفلسطينيون كل يوم عبر مواصلة نهج مقاومة الاحتلال والتمسك بالمواقف السياسية الداعمة للقضية.
وفي هذا السياق، يقول المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم لموقع "العهد" الاخباري إن اتفاقية أوسلو شكلت انتكاسة حقيقية لمسار الشعب الفلسطيني النضالي بمواجهة الاحتلال، معتبرًا أن "الاتفاقية عملت على ضرب الرواية التاريخية الصحيحة التي يتمسك بها الفلسطينيون والتي تؤكد حقهم وملكيتهم لأراضيهم".
ويوضح قاسم في حديث لموقع "العهد" ان "الاتفاقية أسست بشكل أساسي للانقسام الفلسطيني الذي لا نزال نعاني منه حتى اليوم"، لافتًا الى أن "الانقسام بدأ بعد ان اختلف الجانبان بين من رأى أن التسوية هي مسار إعادة الحقوق ومن رأى أن المقاومة الشاملة وحدها قادرة على إعادة الحقوق الفلسطينية".
ويضيف أن الاتفاقية ساهمت في تنامي حركة مصادرة الأراضي الفلسطينية ومشاريع الاستيطان، وفتحت المجال لما سمي بـ"التنسيق الأمني" مع العدو بشكل علني ولمبررات لا أساس لها.
ويشدد قاسم لـ"العهد" على ان الرد العملي للشعب الفلسطيني على هذه الاتفاقية وكل صفقة تفرّط بحقه وقضيته، اتخذ مسارين أساسيين، الأول هو التمسك بالمواقف السياسية الداعمة للقضية ورفض الاعتراف بكل ما جاء في الاتفاقية في جميع بنودها، والثاني هو مواجهة الاحتلال عبر المقاومة ومنع المسار الاحتلالي التصعيدي.
يتابع المتحدث باسم حركة "حماس" ان "مواجهة الاتفاقيات المتخاذلة تكون عبر استمرار المقاومة ووقوف القوى الفلسطينية إلى جانبها، كما يحدث في مسيرات العودة، لمنع الاحتلال من تمرير أي مشروع استيطاني في الضفة أو الأغوار أو أي اتفاق قادم مثل صفقة القرن".
بدوره، يرى القيادي في حركة "الجهاد" الإسلامي الشيخ خضر حبيب في حديث لموقع "العهد" أن "اتفاقية أوسلو حققت لكيان العدو ما عجز عن تحقيق خلال سنوات الصراع مع الفلسطينيين"، مضيفًا أن "الاتفاقية منحت الشرعية للاحتلال وقدمت 78 % من الأراضي الفلسطينية لتكون ملكا لكيان محتل".
ويصف حبيب الاتفاقية بـ"الكارثة السياسية" التي حلت على الساحة الفلسطينية، موضحًا أنها "افرزت انقسامًا فلسطينيًا بدأ بكونه سياسيًا وانتهى ليصبح انقاسمًا جغرافيًا فيما بعد".
القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" يعتبر أن "السلطة الفلسطينية التي أبرمت الاتفاقية لا تزال تلتزم بها في وقت يعلن العدو بشكل صريح عدم خضوعه لأي اتفاقية تتحكم بمشروع الاستيطان الاحتلالي"، مشيرًا إلى ان "الاتفاقية عملت على تحقيق الأحلام الإسرائيلية على حساب حق الفلسطينيين التاريخي".
بحسب حبيب، فإنه "بعد مرور أكثر من 25 عاما، فقدت الاتفاقية اي مبرر لوجودها، والحل المناسب لمواجهة المشروع الصهيوني يكون بالمقاومة السياسية والميدانية من قبل الشعب وجميع الفصائل الفلسطينية".
ويضيف أن "الإدارة الأميركية التي شاركت في العدوان على الشعب الفلسطيني، تسخر كل طاقاتها لفرض المشروع الصهيوني على حساب حق الفلسطينيين وقضيتهم".
ويختم حبيب قائلًا إن "هذه الاتفاقية المشؤومة لم ولن تحقق أي انقسام للشعب الفلسطيني تجاه قضيته وحقه التاريخي بأرضه، ومواصلة المقاومة وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني بمواجهة الاحتلال ومشاريعه هي الطريقة الأمثل لإلغاء فعالية أي اتفاقية أو صفقة تحاول التحكم في مصير الشعب الفلسطيني".