خاص العهد
التجمع الديموقراطي للكرد السوريين لـ"العهد": دخول الجيش السوري لمنبج صفعة للأتراك
محمد عيد
كان الحديث مع السياسية الكردية رئيسة التجمع الديموقراطي للكرد السوريين بروين ابراهيم مناسبة لعرض أبرز المراحل التي مر بها الكرد السوريون منذ اندلاع الأزمة في بلدهم سوريا. ففي حديثها لموقع "العهد" الإخباري لم تتردد ابراهيم في انتقاد الأداء السياسي للكثير من الفصائل والساسة الأكراد الذين لم يقدموا مشروعاً واحداً لخدمة المكون الكردي يمكن دراسته مع الحكومة السورية، بل كانوا على النقيض من ذلك منفذين لأوامر تطلب منهم من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الإقليمية، فيما يبدو الانفتاح على دمشق خيارهم الوحيد والمجدي لا سيما وأنها لم تترد في نجدتهم في منبج، التي ترجو ابراهيم أن تعمم تجربتها على مناطق شرق الفرات برمتها.
الأكراد محبطون من أحزابهم
ابراهيم أبرزت خيبة أمل الشباب الكردي الذي طالب بإصلاحات قبل أن يلاحظ أن هذه الأحزاب المنضوي فيها، قد تخلت عنه وذهب قادتها إلى كردستان العراق وتركيا والسعودية "نحن نعتقد بأن هناك أحزابا كردية ارتكبت أخطاء فادحة بدخولها إلى الائتلاف المعارض خصوصاً أن هذا الائتلاف واجتماع المعارضة في الرياض لم يقبلوا أن يضعوا بنداً واحداً فقط ينص على المطالبة والاعتراف بالحقوق الثقافية للأكراد فيحق لنا أن نسأل: على أي أساس أنتم انضممتم إلى هذا الائتلاف؟".
كان حزب الاتحاد الديمقراطي متحالفاً مع الدولة السورية والجيش السوري وقاتل إلى جانبها وحمى المناطق من "داعش" وكان له وجود على الأرض، لكنه تجاوز اتفاقه مع الدولة السورية، فهو ذهب إلى موضوع تشكيل مجالس محلية وإدارة ذاتية وايضا كانت هناك بعض التصريحات لبعض المسؤولين في هذا الحزب للمطالبة بالفدرالية وهذا الأمر "سبب استياء الدولة السورية"، وخصوصا أنه ومع دخول أمريكا كقوة احتلال أصبح هناك تحالف ضد "داعش". ورغم أنه وصف في بيانات الحزب بأنه تحالف آني من أجل محاربة "داعش" لكن "الوقائع أثبتت أنه كان هناك تحالف وطيد ووعود من أمريكا لمساعدتهم على الحصول على إدارة ذاتية أو إلى أبعد من هذا الشيء"، تقول ابراهيم. وتضيف "رغم الخطاب المعلن الذي يتحدث عن الدولة السورية الواحدة ولكن كان هناك تناقض مقصود في خطابات قادتهم، فالمسؤول العسكري يقول شيئا ومسؤولون سياسيون يقولون شيئا آخر. يجب أن نرحب بدخول الجيش السوري ولا يحتاج ذلك إلى تدخل دول حليفة، والأمر ليس مرهونا بمزاجيتنا أو بحاجتنا واضطرارنا للتنازل واستدعاء الجيش السوري للدفاع عن أرضنا التي هي أرضه بطبيعة الحال".
الأتراك صفعوا في منبج
رئيسة التجمع الأهلي الديموقراطي للكرد السوريين رأت أن "قبول "قسد" بدخول الجيش السوري الى منبج شكل صفعة للأتراك، فبدخول الجيش لن يستطيع التركي الهجوم وخصوصا أن روسيا هي الضامنة لاتفاق الآستانة وسوتشي، ونتمنى بأن يعمم هذا السيناريو على شرق الفرات لأن ذلك سيجعل أردوغان عاجزاً عن فعل أي شيء".
وجزمت ابراهيم بأنه وإلى الآن لا يوجد مشروع كردي يمكن أن يستفيد منه الكرد "لثماني سنوات لم يقدم أي حزب كردي أو حتى حزب الاتحاد الديموقراطي أو الإدارة الذاتية أي مشروع إلى القيادة السورية" لا سيما وأنهم كانوا يستولون على ثلاثين بالمئة من أراضي الدولة ويتحكمون بمناطق ثرية بالنفط والقمح وغيرها من الثروات وأموال طائلة تأتيهم من الخارج "ونحن نسأل: أين استفاد المكون الكردي من هذا الأمر؟ على العكس الأكراد مستاؤون ومنزعجون من أن أهالي المنطقة هناك لم يستفيدوا من كل ذلك، وكل ذلك بسبب السياسات المتبعة من قبل القادة الأكراد". مضيفة أن "ما يجري هو تنفيذ أوامر لجهة ما، هناك قوى خارجية تتحكم بتسيير قسد ونحن نعلم بأن هناك قادة عسكريين في حزب الاتحاد الديموقراطي غير سوريين ويعملون لمصلحة بلدانهم وهذا أمر نرفضه".
ابراهيم أوضحت أن "قسد" وبهذا التوقيت ومن بعد ما فقدت دعم الأمريكيين وانقلب عليها الشارعان الكردي والعربي ستجنح لتسوية أوضاعها ضمن الجيش السوري "وإذا اعتقد أحدهم أن دخول الجيش السوري إلى منبج سيكون مقابل الحصول على الإدارة الذاتية أو فدرالية فأعتقد أنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بالتفاوض أو فرض شروطهم". أضافت "سياسة الرئيس بشار الأسد في أغلب لقاءاته وإطلالاته الإعلامية تجزم بأن الكرد مكون أساسي من مكونات الشعب السوري ونحن رأينا أنه أول ما طلبت منبج دخول الجيش السوري لبى الجيش النداء ولم يكن هناك ردة فعل سلبية ولو أرادوا أن يعاملوا قسد وفق ما تستحقه من معاملة لما دخل الجيش السوري إلى منبج".