معركة أولي البأس

خاص العهد

06/12/2018

"الاشتراكي" في حارة حريك..حزب الله قال كلمته بلا حرج

فاطمة سلامة

ثمّة ارباك يسود كليمنصو هذه الأيام بعد حادثة الجاهلية الشهيرة، والتي أعادت لبنان الى عصر الجاهلية، كما يقولون. النائب وليد جنبلاط كان في غنى عن زج اسمه في ما حصل. والذي جاء بمثابة دعسة ناقصة وناقصة جداً خطتها المختارة بكلامها عن حالات شاذة يجب معالجتها في الجبل. كلام جنبلاط أشار مباشرة الى رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، الذي تلقى ضربة قوية لم "تقتله" بل قوّته  شعبياً عبر التفاف الدروز في الجبل حوله، وسياسياً عبر التضامن الواسع معه، خصوصاً من قبل رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال ارسلان، ما أنتج جبهة درزية  موحّدة نوعاً ما، ووجّه رسالة واضحة وصريحة مفادها أنّ "العبث بالأمن خط أحمر لن يُسمح به".

النتيجة التي خلصت اليها الأمور، والتي بدا فيها البعض كمن يتلو فعل الندامة، بعدما جرت فيها الرياح عكس ما اشتهت سفنه. النتيجة تلك دفعت جنبلاط الى عدم الانتظار للعمل على "تصحيح الموقف"، فبادر بعد أقل من 48 ساعة على أحداث الجاهلية، باتجاه حزب الله، أول الحريصين على السلم الأهلي في لبنان، والذي بيّنت الأحداث الأخيرة أنه جنّب البلد الانزلاق نحو المجهول. اختار جنبلاط حارة حريك أكثر المستائين من "المسرحية" التي تمّت، والتي بيّنت ملابساتها أنها أبعد من عملية تبليغ. فأوعز جنبلاط – وفق معلومات "موقع العهد الإخباري"- للوزير السابق غازي العريضي الاتصال بحزب الله لترتيب لقاء قريب، فهاتف العريضي المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل أمس الإثنين، طالباً منه موعداً لزيارة وفد اشتراكي، فما كان رد الخليل إلا "اهلا وسهلا بكم يوم غد الثلاثاء".

على الموعد، وصل وفد الحزب التقدمي الاشتراكي الذي ضم العريضي  والنائب وائل أبو فاعورالى المكان، فعقد اللقاء مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله و مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا. مصادر مواكبة لأجواء الإجتماع الذي استمر لحوالى الساعة تلفت الى أنّ اللقاء في الشكل جاء بعد أقل من شهر على خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في يوم الشهيد،  والذي أسدى فيه لجنبلاط نصيحة لدى قوله " "زبط انتيناتك يا وليد بك لانها مش زابطة معك"، وهو موقف اعتبره البعض حينها أكثر من قوي بعدما "طفح الكيل" من مواقف جنبلاط. أما في المضمون، فتكشف المصادر أن اللقاء كان واضحاً وصريحاً الى أبعد الحدود. لم يجد ممثلا حزب الله حرجاً في الحديث بلا حدود عن موقف حزب الله من كل ما جرى. أعادا عرض وجهة نظر حزب الله بلا حرج، ورفضه المطلق لأحداث الجاهلية والخطأ الكبير الذي جرى ارتكابه.

كما أكدت المصادر أن اللقاء كان مفيدا، حيث استعرض المجتمعون مختلف الملفات، وجرى سرد لتاريخ العلاقة بين الحزب الاشتراكي وحزب الله، ونقاط الاختلاف في مقاربة الملفات، باحثين في نقاط الالتقاء للعمل عليها وتطويرها، ومؤكدين أن الاستقرار الامني ضرورة وأولوية، فيما جرى ختم اللقاء -وفق المصادر-، بالتشديد على أهمية استمرار اللقاءات الدورية.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل