آراء وتحليلات
تونس: حركة النهضة والمراهنة جدياً على الرئاسة الأولى
تونس ـ روعة قاسم
يتوجه التونسيون للإنتخابات الرئاسية السابقة لأوانها والتي فرضتها الوفاة المفاجئة لرئيس الجمهورية محمد الباجي قائد السبسي، والتي ستجرى في الخامس عشر من شهر أيلول/ سبتمبر. أغلق باب الترشحات لهذا الإستحقاق الرئاسي الهام الذي سيختار من خلاله التونسيون بالإقتراع العام السري و المباشر ساكنا جديدا لقصر قرطاج لمدة خمس سنوات.
وتقدم للإنتخابات الرئاسية مترشحون فيهم "الغث والسمين"، أي أن هناك ترشحات غير جدية هدفها الشهرة ونيل لقب مترشح سابق للإنتخابات الرئاسية، وأخرى يهدف أصحابها إلى الفوز. وتعرضت هذه الترشحات غير الجدية إلى انتقادات واسعة واتهم أصحابها بالإساءة إلى مقام الرئاسة الأولى على مرأى ومسمع من العالم بعد أن تندرت بعض وسائل الإعلام الأجنبية بهذه الترشحات.
الدور الثاني
ويؤكد جل العارفين بالشأن التونسي أن المنافسة على كرسي الرئاسة ستنحصر بين مرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو من جهة و وزير الدفاع الحالي عبد الكريم الزبيدي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة من جهة أخرى. إذ يبدو أن مورو سيمر إلى الدور الثاني وسينال أصوات الإسلاميين في حين أن الثلاثي المذكور سيتنافس على نيل أصوات القوى الوطنية والتقدمية للوصول إلى الدور الثاني.
ويصعب التكهن بالفائز في الدور الثاني باعتبار وأن أي مرشح سيتنافس مع مورو سيوحد القوى الوطنية والتقدمية وسيجعل المنافسة تحتدم إلى الحد الذي يصعب معه الجزم بهوية ساكن قصر قرطاج الجديد. وأيا كان المرشح الذي سيفوز فإنه لن تكون لديه صلاحيات واسعة إذا استثنينا الدفاع والخارجية باعتبار وأن الدستور التونسي الجديد أقر نظاما هجينا لا هو برلماني ولا هو رئاسي ولا هو مجلسي، تمنح فيه أغلب الصلاحيات التنفيذية لرئيس الحكومة الذي نال منصبه بالتعيين وتجرد هذه الصلاحيات من رئيس الجمهورية المنتخب بالإقتراع العام والمباشر من الشعب وعلى دورتين.
حسابات خاطئة
ويشار إلى أن الإنتخابات الرئاسية كان من المقرر أن يجرى دورها الثاني بعد الإنتخابات النيابية، وهو ما جعل حركة تفكر في الفوز بالإنتخابات النيابية ثم دعم مرشح من خارج الحركة وفرض شروطها عليه باعتبارها صاحبة الكتلة النيابية الأكبر. لكن الرياح جرت بما لم تشته الحركة و توفي رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي واضطر التونسيون لتقديم الإنتخابات الرئاسية احتراما للأجال الدستورية وخشيت حركة النهضة أن يكون ساكن قرطاج الجديد خارجا عن سيطرتها فألقت بمرشح رئاسي من الحجم الثقيل.
ولعل السؤال الذي يطرح ماذا لو فشل عبد الفتاح مورو في الفوز بكرسي الرئاسة؟ هل لحركة النهضة مرشح آخر للرئاسة أم أن زمام الأمور ستفلت من يديها مجددا على غرار سنة 2014 حين فاز الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي بمنصب الرئيس.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024
لماذا تعرقل واشنطن و"تل أبيب" تسليح العراق؟
21/11/2024