إنا على العهد

آراء وتحليلات

رسائل تجديد البيعة لمدرسة سيد شهداء الأمة
22/02/2025

رسائل تجديد البيعة لمدرسة سيد شهداء الأمة

تتعدد رسائل تشييع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، ومعه أخيه السيد هاشم صفي الدين، باتجاهات سياسية وثقافية ودينية. فهو حدث استثنائي بلحاظ هوية القائد وموقعه في وجدان الأمة وتاريخها ومستقبلها. فإلى جانب مزاياه القيادية الخاصة فقد أضفى عليها استشهاده في السياق والموقع وهوية القاتل والمعركة التي كان يقودها وجزء منها، خصوصية استثنائية إضافية. فقد أتى أيضاً تتويجاً لمسيرة تظللت بالانتصارات التاريخية التي أحدثت تحولًا جذرياً في مجرى الصراع مع إسرائيل ومعادلاته. وفي سياق معركة نصرة فلسطين وغزة والدفاع عن لبنان، وداخل غرفة العمليات المركزية. وبتعبير آخر في الموقع الذي كان يعلم أنه هدف أول لقدرات العدو الهجومية، فكيف وعندما يكون السيد داخله. وتعاون على استهدافه رأس الاستكبار العالمي الولايات المتحدة وربيبتها الكيان الصهيوني الذي ألقى 85 طنًا من المواد المتفجرة بعد أن ضاعفها وزير الأمن يوآف غالانت كي يتأكد من قتله، كما قال بنفسه.

كان الطموح "الإسرائيلي" الأميركي، أن يكون اغتيال سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هزيمة للمقاومة ونهاية لها في لبنان والمنطقة. وإسقاطًا لها بكل ما تحمله من معاني التحرر وصناعة المستقبل. لكن صمودها ونجاحها في إفشال الحرب الأميركية "الإسرائيلية" منعها من تحقيق هذا الطموح. وكان لصمود شعب المقاومة دوره الرئيسي أيضاً في بلورة هذه النتائج. وأيضاً يُتوقع أن يتحول حشده في التشييع، إلى محطة فاصلة سيكون لها رسائلها التي تتصل برسم مستقبل لبنان، من خلال ما يوفره للمقاومة من قوة دفع متجددة وتحديداً بعد رحيل سماحة السيد، وتعزيزاً لحضورها الفاعل في المعادلة الداخلية. وتجديداً للبيعة لهذا الخيار الذي يُحبط كل الرهانات والأوهام التي يحاول أعداء المقاومة فرضها على الفضاء العام.

لماذا؟

خصوصية هذا الحشد أنه يأتي بعد حرب تدميرية لم يسبق أن شهدها لبنان طوال تاريخه، وفي أعقاب ضربات هائلة تعرضت لها المقاومة في قياداتها وكوادرها ومجاهديها وقدراتها، من دون أن تتمكن من إخضاع إرادتها أو تفكيكها أو القضاء عليها. والميزة الأخرى أن هذا الحشد يأتي في ظل مساعي تطويق بيئة المقاومة والتضييق عليها. لذلك فإن من أهم رسائل هذا الحشد بلحاظ سياقه وظروفه، أنه يُجسد حالة انتماء متجذر ويُعبر عن قناعة راسخة بهذا الخيار، ولذلك لا تصح مقارنته بأي حالات أخرى، لكل منها خصوصيتها وسياقها أيضاً. والرسالة الأخرى، أن هذا الحشد يشكل قاعدة انطلاق جديدة في مواجهة التحديات المرتقبة.

كان ولا يزال شعب المقاومة أحد أهم مراكز ثقلها، بحسب تعبير قادة العدو. لذلك كان ولا يزال التركيز على وعيه وإرادته. ومن أجل ذلك تعرض ويتعرض لعمليات تنكيل وتضييق بهدف ثنيه عن خيار المقاومة، وهو ما سقط مجدداً مع الحشد المرتقب.

في دلالاته المستقبلية، ستثبت الأيام والليالي أنه كلما ازداد استفزاز شعب المقاومة والضغوط عليه من الداخل والخارج، سنشهد تجليات عمق الانتماء لمدرسة السيد حسن نصر الله، واتساعًا مضاعفاً لدائرة الولاء. فالحشد يؤسس لمعادلات جديدة في الداخل وفي مواجهة الخارج. فهو يأتي في سياق سياسي وتجسيداً لموقف سياسي بقالب عاطفي يستند إلى انتماء واع، هذا ما أثبته شعب المقاومة في كل المحطات التي مر بها، وخلال الحرب، والآن مع تجديد البيعة لقائده الذي كان يكرر نداء التلبية فداء له، فإذا بسماحة السيد يتقدم الصفوف ويقدم نفسه فداء لفلسطين وشعب لبنان ومقاومته.

تشييع سيد شهداء الأمةإنا على العهدتشييع السيد الهاشمي

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة