نصر من الله

آراء وتحليلات

مخاضٌ وضغطٌ دولي أنتج الحكومة الأولى للعهد الجديد
09/02/2025

مخاضٌ وضغطٌ دولي أنتج الحكومة الأولى للعهد الجديد

بعد مخاضٍ وأخذٍ و ردٍ، تم تشكيل حكومة مؤلفة من ٢٤ وزيراً جلهم من أصحاب الاختصاصات. 

ضغوطٌ دولية كثيرة مورست على لبنان للسير بتشكيل هذه الحكومة، كان آخرها التصريح الصلف الذي صرحت به جميلةُ أميركا، مرجانة،  من على منبر القصر الجمهوري أثار زوبعةً من الانتقادات، أجبر القصر الجمهوري على التنصل من مضمونه، و حسناً فعل. 

اللعب على الساحة اللبنانية أصبح على المكشوف ودون قفازات وبوقاحة لم يشهدها وطننا منذ تكوينه. 

كان الرجل الوسيم صاحب الوجه البشوش ديبلوماسياً محترفاً وكلامه منمقاً، وكان يمشي بين النقط و يختار عباراته بتأنٍ حين كان يتحدث مع المسؤولين اللبنانيين. 

عرفته حذقاً ممازحاً يمرر رسائله بسلاسة دون تجريح، يداري وضع لبنان المعقد، يعرف مكامن نقاط القوة والضعف في مجتمعنا، لتأتي هذه المرجانة الجميلة وتضرب بسيفٍ أميركيٍ مسنونٍ، كل المعايير الديبلوماسية في التخاطب بين الدول، منصبةً نفسها الآمر الناهي في منطقتنا، وما علينا إلا الخضوع. ليلاقيها بعض الداخل اللبناني من مدَّعي السيادة بالأهازيج والتبريكات، لما تكتنز نفوسهم من كرامة ووطنية صرفة. 

بكل الأحوال شُكِّلت الحكومة حسب معايير فخامة الرئيس ودولة رئيس الحكومة، مع الأخذ بعين الاعتبار ما  يرضي دولة رئيس مجلس النواب ومبادئه التي لم يكن ممكناً تخطيها. 

معارك طاحنة على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. الكل يريد أن يتبنى نصراً زائفاً لا يقدم و لا يؤخر  إلا مزيداً من الشرخ في هذا النظام الطائفي البغيض الذي عاجلاً أم آجلاً يجب التخلص منه والإتيان بنظام ديموقراطي بدلاً منه، يتساوى فيه اللبنانيون، ولا فضل (لعربي على أعجميٍ)فيه إلا بنظافة كفه وكفاءته. 

أمنيةٌ أنادي بها منذ مدة طويلة عسى أن نستيقظ من هذا الكابوس في يومٍ من الأيام ليصبح عندنا وطن يحضن أدمغته على أرضه منعاً لسعيهم للهجرة طلباً لكرامة العيش و الأمان.
 
الحكومة بعد نيلها الثقة ببيان وزاري يرضي الجميع، وضعت على كاهلها مسؤوليات كثيرة و ملحة يجب أن تقوم بها على وجه السرعة:

1- الضغط على المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على الانسحاب في الثامن عشر من الشهر الحالي ومنعها من التحجج بأعذار واهية للبقاء على أرضنا. 

2- البدء الفوري بإعادة إعمار كل ما تهدم وذلك عبر السعي مع الدول المانحة للمساهمة في هذا الموضوع الملح والعاجل، طالما أن هناك رضاً دولياً غربياً وعربياً على العهد الجديد، مستفيدين من مروحة العلاقات الدولية والعربية التي يمتلكها فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة. 

3- البدء الفوري بإعادة تكوين السلطة المهترئة منذ سنوات لتعود عجلة الدولة إلى الدوران، وذلك من أجل الاهتمام بشؤون الناس و مصالح البلد، مع إعطاء أهمية قصوى لتشكيل قضاء مستقل غير مرتهن لأي جهة ومؤلف من قضاة نزيهين و كفوئين ليبدؤوا بمحاسبة المرتكبين وخاصة الفاسدين ومصادرة أموالهم وتأمين إعادة الودائع المنهوبة. و هنا يجب التشديد على (لا عفا الله عما مضى)، هذا المبدأ الذي يلجأ إليه المسؤولون عند كل حقبة في نظامنا البالي و الفاسد. 

4- تشكيل وفد وزاري على أعلى المستويات للذهاب إلى سورية والتنسيق مع النظام الجديد لضبط الحدود ولتأمين العودة الفورية للنازحين السوريين إلى بلدهم في أسرع وقت. 

5- الشروع في وضع قانون انتخابي جديد تكون فيه الدائرة الكبرى مع النسبية هي المعيار، تطبيقاً لاتفاق الطائف كما والشروع في تطبيق هذا الاتفاق ببنوده كافة وخاصة لناحية إلغاء الطائفية السياسية. 

6- الشروع باجتماعات مكثفة برئاسة فخامة رئيس الجمهورية وبحضور فرقاء الوطن كافة ودون كيدية، لوضع إستراتيجية دفاعية يستفاد من قدرات المقاومة فيها، ليبقى لبنان لديه رادع للعدو الإسرائيلي ويكون قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية. 

7- التعيينات الإدارية في مواقع وظائف الفئة الأولى كافة، مع التأكيد على الإتيان بأشخاص كفوئين و نظيفي الكف، فلا مكان للفاسدين أبداً بعد اليوم. 

8- البدء بمحاكمة المسؤولين عن انفجار المرفأ  على أن تكون المحاكمات عادلة وشفافة دون أي كيدية وبدون تسييس وتدخل دولي. 

9- البدء بإعادة إعمار مرفأ بيروت لكي يعود ميناءً بحرياً تجارياً ينافس موانئ الدول المحيطة. 

10- تحسين و توسيع مطار رفيق الحريري الدولي ليصبح مطاراً يليق بهذا الوطن وأبنائه و قاصديه. كفى توهيناً لهذا المرفق الذي يعتبر واجهة وطننا. 

11- سحب سلاح المخيمات الفلسطينية ومنع وجود جزر أمنية فيها، تكون ملجأً لكل فار من وجه العدالة. 

12- إصدار قانون عفو عام يكون عادلاً، يستثني كل من اعتدى على الجيش اللبناني من أي جهة كانت. 

13- (نفض) سجن رومية من أساساته بناءً و عناصراً وقيمين عليه، وحتى سحب الهواء الفاسد منه واستبداله بهواء جديد. 

14- الاهتمام بالقطاع المصرفي وإعادة الثقة له، لاعتماد لبنان على هذا القطاع في اقتصاده ونموه بجلب الاستثمارات من الخارج. 

هناك مواضيع كثيرة ولكن هذه أهمها. أخيراً أوجه ندائي لكل أطياف الشعب اللبناني حتى يتوحدوا ويكونوا داعمين لهذا العهد، لكي نربح وطننا في خضم العواصف التي تحيط بنا، لنحميه منها ومن كل المؤامرات التي تحاك ضدنا. 

لبنان ضحى كثيراً و عانى كثيراً. آن الأوان لنا أن نهتم بوطننا ونورث أبناءنا بلداً يستطيعون العيش فيه بكرامة.

نبيه بريالحكومة اللبنانيةجوزاف عون

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة