معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

محور المقاومة يتجند خلف لبنان لمواجهة حرب "إسرائيلية" محتملة
25/06/2024

محور المقاومة يتجند خلف لبنان لمواجهة حرب "إسرائيلية" محتملة

المقاومة في لبنان ليست وحيدة، دول وقوى محور المقاومة تعلن تباعًا اصطفافها خلف حزب الله حال تعرض لبنان لحرب "إسرائيلية" محتملة.


لم يكد يعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله جاهزية المقاومة لاحتمال تنفيذ الكيان "الإسرائيلي" عدوانًا على لبنان، مؤكدًا أن المقاومة ستقاتل بلا سقوف ولا ضوابط ولا قواعد، وموعدًا "الإسرائيليين" برًّا وبحرًا وجوًّا، ومحذرًا قبرص من فتح البلاد للكيان، حتّى بدأت قوى ودول محور المقاومة تعلن تباعًا عن اصطفافها خلف لبنان حال وقوع عدوان عليه، وهو ما يعني أن الحرب على لبنان ستأخذ طابعًا إقليميًّا سيدفع ثمنه "الإسرائيليون" وكذا الأميركيون وكلّ  من يوفر الدعم لهم.

 

فبعدما أعلن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني عن أن محور المقاومة لن يبقى صامتًا أمام أي هجوم "إسرائيلي" على حزب الله في لبنان، خرج أيضًا الأمين العام لعصائب أهل الحق في العراق الشيخ قيس الخزعلي بمقطع مصور أعلن فيه أنه "إذا استمرت واشنطن بدعمها للكيان وهاجم لبنان وحزب الله فلتعلم أنها جعلت كلّ مصالحها في المنطقة والعراق محل استهداف".


سبق هذين الموقفين تنفيذ المقاومة العراقية والقوات المسلحة اليمنية سلسلة عمليات مشتركة ضدّ الكيان "الإسرائيلي"، وهو ما أعطى صورة عن واقع التنسيق والإدارة المشتركة للعمليات، وهي كانت إشارة واضحة عن توجه نحو إدارة عمليات بين مختلف قوى ودول محور المقاومة في حال تطوّر الأحداث، كشن "إسرائيل" عدوانًا على لبنان.


ترسم هذه المواقف بوضوحها صورة المشهد في المنطقة حال دعم إدارة بايدن عدوانًا إسرائيلًّيا على المقاومة في لبنان، خصوصًا أن تنفيذ وإدارة حرب بشكل مشترك جرى الإعداد له منذ زمن.
من شأن هذه المواقف أن تلقى ردًّا كبيرًا لدى صناع القرار في واشنطن أولًا، وهي تتزامن مع مباحثات "إسرائيلية" - أميركية تجري في واشنطن ويتصدر مشهدها من الجانب "الإسرائيلي" وزير الحرب "يوآف غالانت"، وعنوانها بعد غزّة الجبهة الشمالية.


فلا شك أن ما يعلن من قبل أطراف المحور، مرفقًا بما قاله السيد نصر الله، وكذلك ما أفرجت عنه المقاومة من بنك أهداف داخل الكيان، لا يأتي من باب التهويل إنما من باب الإعداد الجاد.
صحيح أن قوى المقاومة لم تكشف عن خططها، لكنّ المؤكد أن كامل المنطقة قد يشتعل، والحديث هنا ليس عن تأثير محدود إنما تأثير قد يطال العالمم، خصوصًا إذا ما قرر الأميركيون دعم وإسناد أي عدوان.
لا شك أيضًا، أن الإعلانات هذه ردعية، وهو ما يعد أيضًا ضربة لواشنطن وتل أبيب لاعتبار أنهما فقدتا جزءًا كبيرًا من الردع، وأن وقف الحرب حاليًّا سيعني الخضوع للوقائع القائمة، وهو ما لا يصب في مصلحتهما، فيما الخيار الآخر قد يكون مدمرًا.


إن ردع "تل أبيب" وواشنطن سيصب في مصلحة الشعب الفلسطيني أولًا وقواه، ودفعمها للانكفاء عن المخاطرة والاعتداء على لبنان سيعيد المشهد إلى قطاع غزّة، ويعطي المقاومة الفلسطينية دفعًا كبيرًا في سبيل انتزاع اتفاق يحقق شروطها.


وعليه، إن قوى ودول محور المقاومة ترمي الكرة في ملعب واشنطن و"تل أبيب"، وتضعهما بين خيارين أحلاهما مر، إما وقف الحرب والتكيف مع الوقائع القائمة، أو المغامرة بحرب اتّجاه لبنان، سيطال شعاعها كامل منطقة غرب آسيا وحتّى عمق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك الممرات الحيوية.

محور المقاومة

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة