آراء وتحليلات
ترحيب تونسي بإعلان الإنسحاب الأمريكي من سوريا
تونس ـ روعة قاسم
" انتصرت سوريا ..انتصرت المقاومة "... ذلك ابرز ما تداوله التونسيون على وسائل التواصل الاجتماعي بعيد اعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من سوريا وسط ترحيب واسع في الشارع التونسي، ورأت شرائح تونسية واسعة في تلك الخطوة انتصارا لسوريا على المؤامرة الصهيو ـ أمريكية المسماة ربيعا عربيا أو فوضى خلاقة. وسخر البعض من تصريحات المسؤولين الأمريكان المتعلقة بعزمهم مواصلة الضغط على سوريا و إيران بعد سحب القوات الأمريكية و اعتبروا ذلك تبريرا للعجز الأمريكي أمام الرأي العام المحلي الذي لم يستسغ هذا الأمر.
واستدل هؤلاء بالإنتقادات الداخلية الواسعة لترامب و حاشيته على الإنسحاب سواء من قبل المعارضة الديمقراطية التي كانت وراء اندلاع هذه الأزمة حين كانت في الحكم، أو من قبل الجمهوريين، للتأكيد على أن الإنسحاب لم يتم عن طيب خاطر و بعد إنجاز المهم مثلما يحاول أن يوهم ترامب. بل أن الصمود السوري هو الذي أجبر الولايات المتحدة على الإعلان ضمنيا عن فشلها في أن تفعل بسوريا ما فعله الناتو بليبيا السائرة نحو التقسيم والتي تحولت إلى محميتين واحدة إيطالية وأخرى فرنسية.
صمود سوري
و في هذا الإطار يرى الناشط الحقوقي والسياسي والنائب السابق في البرلمان التونسي هشام الحاجي في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن هذا الإعلان عن الإنسحاب كان متوقعا بالنظر إلى العجز الأمريكي عن الإنتصار والإجهاز على سوريا طيلة هذه السنوات التي تلت موجة ما يسمى الربيع العربي. فسوريا، وبحسب محدثنا، صمدت شعبا و جيشا و نظاما أمام هذه المؤامرة الإمبريالية الصهيوأمريكية وما زالت قادرة أكثر على الصمود وهو ما انتبهت إليه الإدارة الأمريكية وشعرت بعجزها وعجز تكفيرييها على الذهاب أبعد في عملية تخريبهم للدولة السورية.
و يضيف الحاجي قائلا: "الأمريكان لا يتصرفون وفقا للأهواء و انسحابهم لم يكن اعتباطيا بل تمت دراسة الأمر و توصل المختصون في الإدارة البيضاوية إلى قناعة مفادها أنهم عاجزون عن تنفيذ مهمتهم في سوريا بفعل الصمود الأسطوري لسوريا وحلفائها و لم يكن هناك مفر من الإنسحاب. نعم سينسحبون و سيعجلون بالإنسحاب في أقل من المدة التي أعلنوا عنها وهي قرابة المئة يوم وسيتركون كلابهم التكفيرية دون غطاء يقيهم ضربات الجيش العربي السوري الذي سيحسم في قادم الأيام".
مهزلة أردوغان
من جهته، يعتبر الناشط الحقوقي ماجد البرهومي أن الحديث عن حلول قوات تركية مكان نظيرتها الأمريكية مهزلة بكل ما للكلمة من معنى تثير السخرية والإستهزاء، فكيف يفكر البعض أن الأتراك قد ينجحون فيما عجز عنه أسيادهم الأكثر قوة وسطوة وجبروتا والمدججين بأحدث و أعتى أنواع الأسلحة. فالمسمى أردوغان، وبحسب محدثنا، سيعجل بنهايته في حال استجاب للطلب الأمريكي وحلت قواته مكان القوات الأمريكية، ستتحول سوريا، بحسب النائب التونسي السابق، إلى مقبرة للغزاة الأتراك.
ويضيف محدثنا قائلا: "نتمنى أن يحضر الأسد القمة العربية القادمة التي ستحتضنها تونس فمن خلاله سيعبر التونسيون عن فرحهم بصمود سوريا وسيستقبل الرئيس السوري استقبال الأبطال من قبل شعب أنهكته محاولات تفكيك دولته وتحاول قواه الحية الصمود. فهناك رغبة حقيقية لدى طيف واسع من التونسيين في أن يحضر الأسد شخصيا هذه القمة و يعود من جديد إلى الجلوس على مقعده في القمم العربية خاصة وأن محاولات عزله فشلت فشلا ذريعا".
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024
لماذا تعرقل واشنطن و"تل أبيب" تسليح العراق؟
21/11/2024