موقع طوفان الأقصى الجبهة اللبنانية

آراء وتحليلات

عن المُشاركة الدنيئة.. آل خليفة يُلازمون خدمة المُعتدين
12/01/2024

عن المُشاركة الدنيئة.. آل خليفة يُلازمون خدمة المُعتدين

لطيفة الحسيني

عند ورود اسم البحرين ضمن قائمة الدول المشاركة في العدوان الأميركي على اليمن، سارع الكثير إلى إبداء غضبهم وسخطهم جراء هذا الخذلان الوقح لبلد عربي شقيق قرّر أن ينصر فلسطين وشعبها، لكنّ آخرين توقّفوا عند حجمها وفعاليّتها وسألوا عن سرّ هذا التهافت من أجل تأكيد مؤازرة الأعداء في تنفيذ الغارات الثلاثة والسبعين على الأهداف العسكرية المُختلفة لقوات صنعاء المسلّحة.

يوم اختار الملك البحريني حمد بن عيسى أن يُطبّع كان يدرك في قرارة نفسه أنه سيُنبذ أكثر من شعبه وستكبر الفجوة معه، لكنّه مضى في فعلته. وقّع اتفاقية "أبراهام" واختصر كلّ الآليّات المتّبعة في المملكة لإبرام المعاهدات مع الدول، ظلّ على رأيه واحتضن "الموساد" وخصّص لسفارة الاحتلال مقرًّا قريبًا من قصره. لم يكتفِ بذلك، بل عمل على إظهار أقصى ما يمكن من تودّد وانبطاح في حضن الصهاينة، فندّد بعملية المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكوبر 2023، حتّى كلّل هذا النهج بالانضمام إلى تحالف دولي هدفه التصدّي للعمليات اليمنية في البحر الأحمر التي تحصل تحت شعار دعم غزّة.

الإسناد اليمني المؤثّر في باب المندب استدعى رفع مستوى المواجهة ولا سيّما  من جانب الولايات المتحدة. حضر وزير خارجيتها أنطوني بلينكين إلى المنامة في زيارة لم تكن مُعلنة أو مُدرجة في جدول جولته الشرق أوسطية الأخيرة. سريعًا، ظهرت نتائج لقائه بالملك حمد، وبعد أن هدّد اليمنيين بـ"عواقب وخيمة" بسبب استمرار هجماتهم على السفن المرتبطة بالعدو بالبحر الأحمر، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن البحرين شاركت في العدوان على اليمن.

في كلّ هذا المشهد، لم يخرج موقف واحد أو نشاط واحد عن قوة دفاع البحرين، التي بدت في كوكب آخر غير معنية بإعلان السلطات عن الدخول في تحالف بحري عسكري. الاطلاع على نشاطاتها يُظهرها في روتين يومي طبيعي غير استثنائي. لقاءات ومسابقات ومحاضرات واستقبالات، وغياب تامّ لأيّ تحرّك عسكري برّي أو بحري على حدود المملكة. 

البعض يسأل كيف لدولة تُعلن مؤازرتها لدولة أخرى في تحالف عسكري، أن تبقي قوّتها الدفاعية بمنأى عن كلّ ما يجري؟ أين كانت تُصرف كلّ البيانات والخطابات السامية التي تُشيد بالتضحيات الوطنية بقوّة البحرين الدفاعية؟ أين هي البطولات التي كان يتعهّد أصحاب المعالي وطوال العمر بتجسيدها؟ أين هي الملاحم التي هدّدوا بتنفيذها؟ ماذا عن الأسلحة التي كانت تُجلب لهذا الغرض ويُزوّد بها الجيش وعناصره؟ 

إضافة لذلك، لماذا لم تتنقل وكالة البحرين الرسمية وصفحات الملك والهيئات والجهات المختصّة في الحكم شيئًا عن المشاركة العسكرية المفترضة في تحالف"حامي الازدهار"؟

كان حريًّا بالسلطة أن تقول إنها لن تكون يومًا عائقًا أمام أيّ نشاط عدواني تنفذه الولايات المتحدة عبر قاعدتها البحرية المتمركزة في أصغر الممالك الخليجية، لهذا سخّرت أراضيها لسنوات وما تزال لآلة القتل الأميركية في المنطقة، حتّى ينعم الأسطول الخامس وطائراته وغوّاصاته ومدمّراته بما يُتيح له التحرّك كيفما شاء وأين ما أراد، مهما كان المقتول، عربيًا، مظلومًا، محقًّا، وصاحب أرض وقضية. 

يُثبت نظام الحكم في البحرين أنه سيبقى أداةً بيد الأميركيين تارةً والبريطانيين تارةً أخرى، يُنسّق مع السعوديين ما يُطلب منه، ويأتمر بما توعز إليه الإمارات. لا يعرف اتخاذ قرار بملء إرادته يُعيد ثقة الشعب له. لا ينكبّ على حلّ أزمته الداخلية المتجذّرة منذ 12 سنة، بل يزيدها عُمقًا، ويوسّع عزلته عن أبناء الديرة.
 

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات