معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

تقدير موقف ميداني للمواجهة في غزة (1) 
15/10/2023

تقدير موقف ميداني للمواجهة في غزة (1) 

عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية 
اصبح واضحاً ومعلوماً كيف سارت الأمور خلال تنفيذ المقاومة الفلسطينية لأكبر عملية إغارة خلال القرنين الـ 20 والـ 21 على المواقع الإسرائيلية في منطقة غلاف غزة، حيث استطاع قرابة 1200 مقاتل من السيطرة على مناطق واسعة على امتداد قطاع غزة بعمق يتراوح بين 2 الى 10 كلم في المرحلة الأولى، في حين وصلت بعض مفارز المقاومة الى عمق 30 كلم.

الوضعية الحالية :
- في الجانب الإسرائيلي تستمر عمليات القصف الجوي والمدفعي حيث وصل مجموع ما تم صبّه على القطاع 6000 طن من الذخائر أي ما يعادل ربع تأثير القنبلة النووية التي القيت على مدينة هيروشيما اليابانية حيث بلغت قوة الموجات الإنفجارية درجة (pis 5 )، وفي التقديرات ان مجموع قوة الموجات الإنفجارية التي بلغه القصف الإسرائيلي على غزة يوازي حتى اللحظة درجة موجة انفجارية تعادل ( pis1.5 ).
علماً بأن اكثر من 5000 طن من القنابل الإسرائيلية تم صبّه على المدنيين بهدف واضح وهو ضرب معنوياتهم وخلق حالة معادية بمواجهة المقاومة ما تعتبره "إسرائيل" خلخلة للجبهة الداخلية الفلسطينية وتراهن على خلق تأثيرلمصلحتها.

- في الجانب الفلسطيني استطاعت المقاومة ان تحقق انتصاراً عملياتياً بابعاد استراتيجية ادخل الكيان الإسرائيلي في حالة الصدمة وحقق انهداماً كبيراً في هيبة الجيش الإسرائيلي وهو انهدام لا يمكن ترميمه الا بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة عبر عملية برية.

وضعية الجيش الإسرائيلي الحالية

تضم التشكيلات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة الجنوبية، والتي يتوقع مشاركتها في الاجتياح البري لقطاع غزة:

ــ لواء ناحال، وهو لواء النخبة في الجيش الإسرائيلي، الذي يجمع صفوة قوات المشاة الإسرائيلية، وتتمركز منطقة تدريبه في قاعدة تل عراد بالنقب. بالإضافة لذلك، يوجد لواء جيفعاتي، وهو لواء مشاة رئيسي في المنطقة الجنوبية، واللواء 215 وهو لواء مدفعية ميدان، ويتبع الفرقة 162 مدرع، التي تضم أيضاً اللواء 401 مدرع. 

وتشمل القوات التابعة للمنطقة الجنوبية أيضاً، الكتيبة 601 مهندسين عسكريين، فضلاً عن الكتيبة 33 كاركال، وكذلك الكتيبة الثانية مختلط، وسرية استطلاع تحمل رقم 401، فضلاً عن السرية رقم 298 من سلاح الإشارة. 

وتعد هذه القوات هي القوة الاعتيادية التي تحشدها "إسرائيل" بشكل مستمر في المنطقة الجنوبية. لكن بعد تعبئة الاحتياط تضخمت أعداد القوات ونوعيتها في المنطقة الجنوبية، لتنضم الفرقة 252 مدرع ثقيل، التي تضم 3 ألوية مدرعة مع لواء مشاة ميكانيكي، ومدعومة بلواء من قوات المظلات، وفوج من مدفعية الميدان. 

أيضاً انضم لتشكيل المنطقة الجنوبية، فرقتين مدرعتين، كل منهما بقوة 3 ألوية مدرعة وفوج من مدفعية ميدان لكل منهما. 

بخلاف ذلك، حشدت "إسرائيل" الفرقة 611 مدرع التي تضم أيضاً ثلاثة ألوية مدرعة. وفي الجنوب تمركزت الفرقة 80 مشاة ميكانيكي، وهي الفرقة المكونة من لواءين: مشاة ميكانيكي مع لواء مشاة وفوج مدفعية ميدان. فضلاً عن فرقة غزة، وهي فرقة مشاة خفيفة، تضم اثنين من ألوية المشاة مع كتيبة استطلاع. 
بالإضافة لهذه القوات انضم إلى المنطقة الجنوبية لواء مشاة ميكانيكي مستقل. 

في مسارات العملية البرية الإفتراضية سنكون امام اقتحام على 3 مراحل (المعلومات ادناه حول عديد القوات الاسرائيلية استنادا لمصادر اسرائيلية واميركية):

1- تطهير وتمهيد نيراني
مع استمرار الحشد والقصف، من المرجح أن تأتي عملية الاقتحام البري للقطاع على 3 مراحل تبدأ بمرحلة "التطهير والتمهيد النيراني"، وهي المرحلة الحالية، إذ يجري تطهير المستوطنات الإسرائيلية في محيط غزة، والتأكد من عدم وجود مقاتلين من الفصائل الفلسطينية داخل أي منها، وإجلاء سكان عدد من المناطق إلى بلدات إسرائيلية أبعد. 

وتضم هذه المرحلة القصف العنيف الذي يجري حالياً بوتيرة متصاعدة على القطاع، وقد تستمر، لمدة تتراوح ما بين 10 إلى 20 يوم ، بهدف مواصلة الضغط العنيف على قيادات حماس والجهاد، ومنعهم من امتلاك زمام المبادرة مرة أخرى، وفي الوقت نفسه، استكمال عمليات الحشد والاستعداد للمرحلة الثانية، بما في ذلك رسم خرائط حية بنظام SAR، لإنشاء صور ثنائية وثلاثية الأبعاد لمسرح العمليات. 

ومن المفترض أنه بنهاية تلك المرحلة، مع فرض حصار كامل على قطاع غزة، أن تتمكن القوات الإسرائيلية من الانتقال إلى المرحلة الثانية بطريقة آمنة، مع دفع مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى مغادرة القطاع، وتدمير البنية التحتية الحيوية والقدرات الصاروخية ومخازن الأسلحة والذخائر التابعة لحماس. 

2- فتح المسارات 

أما المرحلة الثانية، فمن المفترض أن تبدأ فيها عملية تقدم مفارز إسرائيلية مدعومة بعناصر الاستطلاع على محاور الاقتراب من القطاع، لتطهير مسارات يمكن للقوة الرئيسية التقدم من خلالها، وهنا سوف تشكل القوات الخاصة العمود الفقري للمفارز المتقدمة التي من المتوقع أن تشتبك مع قوات الفصائل الفلسطينية في القطاع. 

3- تقدم الدبابات

وفي حال نجحت القوات المتقدمة في المرحلة الثانية في مهامها، ستبدأ المرحلة الثالثة وهي تقدم القوة الرئيسية مدعومة بالدبابات لاستكمال تدمير البنية التحتية العسكرية للفصائل الفلسطينية، وتدمير شبكة الأنفاق التي بنتها حماس في القطاع. مع البدء في فرض المنطقة العازلة بعمق من 2 إلى 3 كيلومترات بطول قطاع غزة، مع إمكانية فرض إجراءات أمنية تمنع عودة النازحين إلى القطاع مرة أخرى.

في الجانب الفلسطيني من المؤكد ان أداء المقاتلين الفلسطينيين في المعركة الدفاعية سيكون اضعاف ما كان في العملية الهجومية إضافة الى ان الجيش الإسرائيلي سيكون في حالة عمى استخباراتي حول وضعية خط الدفاع وخطط المقاومة، وكمثال على ذلك كانت المقاومة في العام 2014 تمتلك فقط ثلاث منصات مضاد للدروع في حين انها الآن تمتلك عشرات من هذه المنصات ستكون كافية لإحباط أي عمليات تقدم.

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات