آراء وتحليلات
الفراغ الرئاسي مستمر.. متى تحين اللحظة؟
د. زكريا حمودان
أزمة لبنان الحالية ما زالت تنتظر شيئًا ما يلوح في الأفق. بعض الأفرقاء السياسيين يريدونه نارًا تأكل ما لم تستطع سمومهم المس به، والبعض يريده مجدًا لا يمكن التنازل عنه، والبعض الأخير يبحث عن نفسه بين أروقة البرلمان اللبناني والساحة اللبنانية وهو خسر وكل مشغليه الاقليميين في جميع الساحات.
اليوم يتكرر المشهد داخل البرلمان، فالإشارة الخارجية لم تأت بعد، ولذلك تجنب البعض الذهاب نحو جلسة حوار لأنهم يعرفون حق المعرفة أنها تنتج رئيسًا، غير المطلوب انتاجه من قبل البعض.
في البرلمان حركة باتت شبه عادية وفيها ما فيها من شرذمة لقوى توحي بأنها تملك مشروعًا سياسيًا، تلتقي جميعها مع مشاريع التطبيع والعداء للمقاومة، وتختلف فيما بينها على فئة دم مرشح يتسابق معها على العديد من العناوين الفضفاضة والتي لا تلتقي مع الواقعية السياسية بشيء.
في تعداد الكتل والأصوات باتت الأمور شبه ثابتة، والناخب الوحيد القوي هو الثنائي الشيعي المتماسك وحلفاؤه على امتداد الوطن. تماسك لا ينقصه سوى تثبيت معادلة واحدة "هيا لننتخب رئيسًا"، ومن هنا كان الحرص الشديد لديهم على ضرورة الحوار لانتخاب رئيس للجمهورية.
أما في المضمون فينقسم البرلمان بشكل أو بآخر على الشكل التالي:
١- تحالف الثنائي المتّحد والمتفق على الذهاب معًا نحو المعركة بثبات.
٢- كتلة "الحزب التقدمي الاشتراكي" غير الثابتة على اسم مرشح ولديها من الليونة ما لا يوجد لدى أي فريق آخر.
٣- كتلة "القوات اللبنانية" التي بحسب التصاريح الأخيرة لرئيس الحزب وبعض من يدورون في الفلك القواتي الخاص بهم لديهم رغبة بالتفاهم على انتخاب للرئيس ولكن حتى الآن "ما بدهم".
٤- كتلة "التيار الوطني الحر" المتماسكة والملتفّة حتى اللحظة حول ترشيح من هم ليسوا في عداد المرشحين، ويعتبر رئيس التيار جبران باسيل أنه ممر نحو رئاسة الجمهورية.
٥- مجموعة من النواب السنّة الذين يدورون في فلك القرار السعودي، وربما ستكون لهم مكاسب لا بأس بها عندما يصوّتون كما يحلو للمرجعية السعودية.
٦- مجموعة من النواب السنّة ضمن الخط الوطني الحليف للمقاومة، وهم يعملون في اطار التنسيق مع المقاومة من أجل الاتفاق على شخصية وطنية لا تطعن بالمقاومة.
٧- مجموعات ذات نقطة عمل مشتركة ومرتبطة بسفارات ساهمت بتحريك الشارع وعلى رأسها السفيرة الأمريكية، بالتالي وبالرغم من تفرقهم حاليًا لكن يبقى قرارهم موحدا عند من يترأسهم.
كما لا بد من التوقف عند تكتلات من النواب المسيحيين الذين يعول جدًا على موقفهم وقراراتهم في المرحلة المقبلة ككتلة الطاشناق، وكتلة المردة، وكتلة الكتائب، وبعض النواب المسيحيين المستقلين.
هذه التكتلات قد يؤثر موقفها في الانتخابات الرئاسية لأنها تشكل جزءًا من أصوات النواب المسيحيين، بالتالي تعتبر أصواتها مجتمعة لها حيثيّة مهمة إن لم تكن أساسية.
ما تم استعراضه أعلاه يؤكد بشكل واضح أنَّ الكتل الموجودة في البرلمان اللبناني عبارة عن مجموعات متنوعة، سواء التقت أو لم تلتق في خيارات محددة، لكنها تحسم بشكل كامل المعركة الرئيسية في حال تبدلت الهمسات الخارجية لدى البعض وساروا بحسب معايير تم تحديدها بشكل واضح في المرحلة الأخيرة وتستند إلى خطوط حمراء حددتها المقاومة لكي يعيش لبنان مرحلة قادمة مستقرة.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024