معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

الرؤية السياسية في الانتخابات الرئاسية اللبنانية
19/11/2022

الرؤية السياسية في الانتخابات الرئاسية اللبنانية

زكريا حمودان

يعيش لبنان كل أنواع الأزمات حاليًا، ما يحتم على مختلف الأفرقاء السياسيين وضع خلافاتهم جانبًا، استجابة للمواطنة المفترض أن تتقدم على الأنانية التي ترخي في ظلها على الآداء السياسي لبعض الأفرقاء. إنطلاقًا من ذلك، لا بد من تثبيت رؤية سياسية للانتخابات الرئاسية في لبنان، وتحديدًا في هذه المرحلة المفصلية.

لا بد من قراءة معايير متعددة في الداخل اللبناني، على الشكل التالي:

تركيبة البرلمان اللبناني

تعتبر تركيبة البرلمان صورة عن الواقع السياسي في لبنان. ومن الواضح للجميع بأن تركيبة البرلمان الحالية أثبتت أنها ضمن خط المقاومة وحلفائها، على مستوى القرار الاستراتيجي للقوى السياسية في القرارات الأساسية. على سبيل المثال لا الحصر انتخابات رئيس مجلس النواب وهيئة المكتب التي أتت واضحة على مستوى الخط السياسي، وأوضح منها على مستوى التكتيك. فعلى مستوى التكتيك السياسي كانت التوازنات بيّنة بين الأصوات التي نالها رئيس مجلس النواب دولة الرئيس نبيه بري مقابل أصوات نائبه الياس بو صعب والتي تجسد قرارًا سياسيًا متوازنًا تحت عباءة حلفاء المقاومة بقرابة ٧٠ صوتًا قابلة للتمدد بناء لتفاهمات سياسية قابلة للتطبيق بحسب خصوصية المرحلة من جهة، وقدرة بعض الأفرقاء السياسيين على تغيير معادلات سياسية بسبب قدرات محددة كذلك.

انطلاقًا مما تقدم، فإنَّ القرار السياسي على المستوى العملي في البرلمان اللبناني بات محسومًا لجهة حلفاء المقاومة الذين أثبتوا أن القرار السياسي عند الاستحقاقات المفصلية لا يخرج عن إطار الخط العريض للمشروع السياسي.

حماية ظهر المقاومة

يختلف بعض الأفرقاء السياسيين في لبنان مع حلفاء للمقاومة، لكن عندما يأتي الحديث في الصالونات السياسية عن شرعية المقاومة السياسية تجدهم يسارعون للوقوف في الخطوط الأمامية دائمًا. هذا الغطاء السياسي الوطني للمقاومة يشكل جزءًا رئيسيًا من معركة رئاسة الجمهورية التي تحددت بشكل واضح من خلال سقف سياسي واحد لا ثاني له، ألا وهو حماية ظهر المقاومة. هذا السقف السياسي ذو البعد الوطني يجب أن يكون العنوان العريض لكل مرشح لرئاسة الجمهورية.

ايضاح الموقف السياسي من القضايا المحلية والاقليمية والدولية في المحافل الدولية

في تركيبة لبنان ذات الطبيعة الطائفية، يعلم كل مرشح لرئاسة الجمهورية بأن موقفه الرسمي والواضح من سلاح المقاومة في مختلف المحافل السياسية الدولية، والإقليمية، والمحلية هو سبيل الوصول ويقوم على ورقة عمل في الاتجاهين:

١- جدول أعمال كامل حول مختلف القضايا على الساحة الدولية وماهية المواقف الممكن اتخاذها من هذه القضايا أو خلال هذه اللقاءات. من أهم هذه القضايا تلك التي تتعلق بالعلاقة مع سوريا، الموقف من العدوان على اليمن، الموقف من أي حصار غربي للمقاومة، وأي موقف مرتبط بالموقف اللبناني في المحافل الدولية.

٢- تقديم مواقف صريحة حول برنامجه السياسي في ملف العلاقات الدولية والاقليمية من دون أي استثناء، بدءًا من روسيا والصين وايران، وصولًا الى الولايات المتحدة الامريكية واوروبا ودول الخليج.

قد تكون الرؤية السياسية متقدمة في الملفات السيادية، وهي حكمًا بأهمية الملفات الاقتصادية مع تقدم للرؤية السياسية خطوات قليلة، فالمقاومة في السياسة تشكل أهمية كبيرة ورئيسية، كما أنَّ المقاومة الاقتصادية لها أهميتها.

أما اذا أردنا جِدية سياسية في الانتخابات الرئاسية، فعلينا في بادئ الأمر الانطلاق من المبادئ الاساسية للرؤية السياسية في الانتخابات الرئاسية والمذكورة اعلاه، لنلغي مباشرة ترشيحات عديدة أتت مضيعة للوقت وغير مطابقة للمواصفات، ولننطلق نحو انتخابات رئيس مطابق للمواصفات المقبولة ضمن اطار الواقعية السياسية.

 

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات