معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

هل تحتاج روسيا طائرات مسيّرة ؟
29/09/2022

هل تحتاج روسيا طائرات مسيّرة ؟

عمر معربوني | باحث في الشؤون السياسية والعسكرية 

كثيرة هي الأقاويل والإدعاءات وتحديداً منها الغربية التي تؤكد ان روسيا اشترت عشرات الطائرات المسيّرة الإيرانية وانها تنوي شراء مئات من هذه الطائرات.

وعلى الرغم من نفي كبار المسؤولين في روسيا وإيران لهذه الإدعاءات لا تزال الحملة الإعلامية مستمرة منذ شهرين تقريباً في ظل حالة من "البروباغندا" الغير مسبوقة.

وقد جاء النفي الروسي على لسان الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف والناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اللذين اكدّا ان الأنباء التي يتم تداولها تم طرحها بشكل مصطنع في وسائل الإعلام الغربية، كما أنّ "هذا النوع من التضليل من قبل واشنطن أصبح مألوفاً، وهو بيان آخر محير  ومثير للسخرية أدلى به ممثل أميركي رفيع المستوى، لكننا نتركه على ذمة جيك سوليفان (مستشار الأمن القومي الأميركي)".

إضافة إلى أنّ هذا التضليل "يهدف إلى زيادة تسخين المشاعر المعادية لإيران في الدول العربية، من خلال النشر المتعمّد للمعلومات المضللة حول التعاون بين الاتحاد الروسي وجمهورية إيران الإسلامية في المجال العسكري التقني الحساس".

المصادر الروسية أكدّت "انه وعلى الرغم من أنّ الممثل الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني دحض بالفعل هذا التضليل، لا بد من الإشارة إلى أنّ المناسبة الإعلامية نفسها تم اختيارها دون جدوى، وأنّ منطق جيك سوليفان غير مقنع، وخالٍ تماماً من المنطق".

كذلك قال وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان: "لدينا مختلف أنواع التعاون مع روسيا ومنها التعاون الدفاعي، لكنّنا لا نقدم الدعم لكلا الطرفين المتنازعين؛ لأننا نؤكد ضرورة توقف الحرب، ونعمل على ذلك".

في المقابل لا احد يستطيع ان ينفي المستوى الذي وصلت اليه إيران في مجال تصنيع الطائرات المسيّرة ولكن تداول هذه الأخبار يهدف الى ترويج مسألتين:

1- ان الجيش الروسي ضعيف ويعاني من نقص في الأسلحة والإمداد وهو الأمر المستمر منذ بدء العملية الروسية.
2- ان ايران تقف الى جانب روسيا وانها شريك مباشر في العملية العسكرية الروسية، وهنا من المهم الإشارة الى تصريح المتحدث باسم البنتاغون الجنرال "بات رايدر" الذي قال ان المسيرات الإيرانية تعاني الكثير من الخلل وفي هذا التصريح ما يشير الى تسويق عدم فعالية المسيرات الإيرانية.

في مقاربة هذه المسألة لا بد من توضيح أمر مهم جداً وهو التركيز على شراء روسيا لمسيّرة "شاهد ـ 136" الإنتحارية نظراً للشبه الكبير بينها وبين المسيّرة الروسية الإنتحارية "KUB- BLA" والتي تعتبر من المسيرات الإنتحارية المهمّة في الترسانة الروسية وتمّ استخدامها بنجاح في سورية وتستخدم على نطاق واسع في العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا.

وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى الخصائص التقنية والقتالية لبعض اهم أنواع الطائرات الروسية المسيّرة علماً بأن روسيا تمتلك ما بين 2000 الى 2500 طائرة مسيّرة مختلفة الطرازات. وعلى رأس القائمة تتربع: 
 

هل تحتاج روسيا طائرات مسيّرة ؟

1- أوريون  Orion
وهي طائرة مسيّرة استطلاعية لرحلات متوسطة الارتفاع وطويلة الأمد. تم تطويرها للقوات الجوية الروسية والبحرية والقوات الخاصة. وهي مدعومة بمروحة دافعة يديرها محرك نمساوي الصنع، ورغم تخصيصها لمهام الاستطلاع الجوي والدوريات في البداية، فإنه قد تم تطوير نسخ قتالية منها فيما بعد.
وتصل حمولة "أوريون" إلى 440 رطلاً من الأسلحة على نقطتين داخليتين واثنتين خارجيتين، بالإضافة إلى أجهزة الاستشعار والرادار والحرب الإلكترونية، تم اختبار النماذج الأولية من طائرة أوريون للقتال في سوريا في عام 2018.
طائرة مشابهة لـ: Bayraktar TB2 بيرقدار التركية.

2- التيوس RU

المدى: 5,400-6,200 ميل، نصف قطر قتالي يبلغ 2174 ميلاً مع حمولة كاملة.
الحمولة: قد تصل إلى 4400 رطل.
طائرة مشابهة لـ: RQ-4 Global Hawk ،MQ-9 Reaper الأمريكيتين.

يمكن لطائرة Altius، وهي طائرة بدون طيار عالية التحمل طويلة الارتفاع (HALE)، تستطيع الطيران وصولا لارتفاع 39000 قدم لمدة تصل إلى 48 ساعة أثناء مسح كل شيء على الأرض ببرجها الكهروضوئي والرادار الجانبي، ولكن على عكس طائرة RQ-4 الأمريكية، يمكنها حمل أسلحة تتراوح من القنابل الصغيرة الموجهة إلى صواريخ جروم التي يبلغ مداها 75 ميلاً. 
يتكون نظام طائرة Altius الكامل من جناحين مجهزين بروابط أقمار صناعية للتحكم لمسافات طويلة، رغم أنهما يمكنهما أيضاً العمل بشكل مستقل لفترات طويلة.
يمكن لطائرة Altius القيام بأدوار استطلاعية في وقت السلم، بالإضافة إلى مهام الضربة والاستطلاع بعيدة المدى والتحمل، في غياب الدفاعات الجوية على ارتفاعات عالية. 

3- سيريوس Sirius
المدى: 620 ميلاً.
الحمولة الصافية: 1000 رطل.
طائرة مشابهة لـ: MQ-1 Predator الأمريكية


نسخة مكبرة من طائرة Orion، من إنتاج شركة Kronshtadt الروسية بوزن 2.5 طن مع أنظمة اتصالات عبر الأقمار الصناعية، ما يسمح بالتحكم فيها من جميع أنحاء العالم. بالمقارنة مع طائرة Orion، يمكن لـSirius (أو Inokhodets-RU) الطيران بسرعة 110 أميال في الساعة، وحوالي أربع مرات أخرى لتحمل أكثر من ضعف الحمولة.

4- هيليوس Helios
المدى: 1800 ميل
الحمولة: 2200 رطل
طائرة مشابهة لـ: RQ-4 Global Hawk الأمريكية.


الشركة الروسية Kronshtadt كشفت مؤخراً عن نموذج لطائرة بدون طيار من طراز هيليوس- RLD HALE بأجنحة تمتد إلى مسافة 30 متراً. مدفوعة بمحرك دفع توربيني، نظرياً تستطيه هيليوس الطيران على ارتفاع 6000 قدم لمدة تصل إلى 30 ساعة، ومجهزة برادار متعدد الأوضاع ذي مظهر جانبي سفلي مع إمكانية الإنذار المبكر، بالإضافة إلى حمل الأسلحة.

5- غروم ـ نموذج أولي
المدى: 434 ميلاً.
الحمولة: 2200 إلى 4400 رطل، بما في ذلك القنابل الموجهة بالليزر فئة 1100 رطل وصواريخ Kh-38ML.
طائرة مشابهة لـ: XQ-58 فالكيري.


طائرة متخفية تشترك في الأنظمة مع طائرة Orion بدون طيار. ومن المفترض أن مقاتلة واحدة من طراز Su-35 أو Su-57 يمكنها التحكم في ثلاث طائرات جروم تحلق بسرعة تصل إلى 660 ميلاً في الساعة على ارتفاعات تصل إلى 40000 قدم.

6- سوخوي اوختونيك ـ نموذج أولي
المدى: 2500 ميل، 3700 ميل كحد أقصى.
الحمولة: 4400 رطل من الأسلحة.
طائرة مشابهة لـ: الطائرة بدون طيار RQ-170 ومقاتلة شبح F-117.


يتم تشغيل الطائرة S-70 الضخمة التي يبلغ وزنها 22 طناً بواسطة محرك توربوفان، وهي في الأساس قاذفة شبحية ذات جناح طائر بدون طيار. على الرغم من تميزها بهندستها الخفية وأسطحها المصنوعة من مواد مركبة عاكسة للرادار، يبدو أن المحرك النفاث للطائرة بدون طيار S-70 غير منفصل. ومع ذلك فقد ابتكرت شركةSukhoi نموذجاً لـS-70 جديداً مع تصميم محرك أكثر تخفياً.
يُفترض أن يكون الغرض من طائرة S-70 هو الضربات حاسمة الاختراق بأسلحة نووية أو دقيقة، ويمكن أيضاً أن تتعاون مسيّرة S-70 مع مقاتلة الشبح Su-57، وقد تم اختبارها حتى على حمل صواريخ جو-جو. ومع ذلك، يقول الخبراء إنها قد لا تكون قادرة على تنفيذ المهام بشكل مستقل تماماً (أي بدون توجيه بشري) إذا تم تعطيل ارتباط القيادة الخاص بها.
عمليات التسليم المخطط لها لهذا النوع في عام 2024، والإنتاج المتسلسل في عام 2025.

إضافة الى هذه الأنواع من الطائرات المسيّرة الروسية هناك العديد من الأنواع الصغيرة أهمها سلسلة طائرات اورلان المستخدمة على نطاق واسع في مهام الإستطلاع  والتشويش والحرب الإلكترونية .

وبعد اجتماع الرئيس بوتين مع أصحاب مجمع الصناعات العسكرية من المرتقب ان تزيد نسبة تصنيع الأسلحة المختلفة بمقدار ضعفين عما هو عليه الآن وخصوصاً ما يرتبط بالطائرات المسيرة الإستطلاعية والقتالية .

هنا يبرز السؤال الأهم : لماذا تشتري روسيا أسلحة من الخارج وهي تمتلك هذا الكم الهائل والنوعي في ترسانتها وخصوصاً الطائرات المسيّرة ؟ 

كييف

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

خبر عاجل