آراء وتحليلات
تحذير السيد الحوثي وسيناريوهات ما بعد انهيار الهدنة
زين العابدين عثمان ـ خبير عسكري يمني
خلال الخطاب المفصلي الذي ألقاه قائد الثورة سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والأولويات الاستراتيجية التي وضعها أمام الشعب اليمني، قدم بصورة واضحه النصح والتحذير لتحالف العدوان الامريكي السعودي الاماراتي وأدواته بخصوص اغتنام فرصة الهدنة والتوقف عن حصار الشعب اليمني وما يترتب عن استمرار الحصار من سيناريوهات مدمرة في حال انتهت الهدنة.
طبعا تحالف العدوان الى اليوم لم يقدم أي معطيات حقيقية تترجم التزامه بالبنود المشروطة في الهدنة، وما قدم هو جزء بسيط من التزاماته لا ترقى لاثبات نيته للسلام؛ فالخروقات العسكرية متواصلة والحصار الجوي والبحري الذي يفرضه لا زال مستمرًا، ومطار صنعاء وميناء الحديدة لم يفتحا إلا لبضع رحلات محدودة ولم يتم ادخال إلا مجموعة محددة من السفن النفطية، أما في ما يتعلق ببند المرتبات فلم يتم تقديم أي خطوة عدا التنصل والتهرب من الالتزام والتنفيذ.
مع العلم أن عملية نهبه الثروات النفطية من محافظة شبوة وحضرموت ومأرب مستمره وعائداتها التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات تصب في خزائن البنك الاهلي السعودي إلى اليوم.
بالتالي لا معطيات حسنة لتحالف العدو الامريكي السعودي الاماراتي والهدنة التي يفترض أن ينفذها رغم أنها فرصة أخيرة لاخراج نفسه من تداعيات مدمرة ستحصل، إلا أنه حوّلها الى محطة لترتيب وضعه العسكري في الجبهات وتركيز تواجده في البحر الأحمر وباب المندب والمناطق التي يحتلها في الجنوب، وقد أتت التحركات البحرية للأساطيل الأمريكية ومعها الفرنسية والبريطانية والسعودية لتنفيذ خطة اعادة تموضع لتصعيد قادم.
لذلك، تنظر العاصمة صنعاء بالعين الثاقبة لهذه التحركات والمعطيات، ونصيحة قائد الثورة هي تحذير أخير واتمام حجة، فالهدنة المؤقته لن تمدد مجددًا ولن يكون هناك تعاطي دبلوماسي قادم. ملف التفاوض وقضية التمديد ستغلق أبوابها، وتفتح أبواب معركة فاصلة تلهب الساحة. فأي تفاوض ما بعد انتهاء الهدنة سيكون على متن الرؤوس الحربية للصواريخ والطائرات المسيّرة وعلى وقع الضربات الاستراتيجية في قلب الاقتصاد السعودي والاماراتي وفي المقدمة "ارامكو" ومصادر الطاقة التي تتغذى عليها امريكا وأوروبا.
الخيارات مفتوحه وسيناريوهات المواجهة والرد اليمني على استمرار الحصار مبنية على مستويات عاليه من القوة والاقتدار العسكري وعلى معطيات ودراسات استراتيجية دقيقة ستقلب بعون الله تعالى قواعد المواجهة وتضع تحالف العدوان في أسوأ مأزق استراتيجي. فمثلًا أزمة الطاقة التي تعاني منها أمريكا حاليًا جراء أحداث حرب روسيا ـ أوكرانيا ستدخل خط الكارثة؛ فـ"النفط البديل" الذي تعتمد عليه من السعودية ومنظومة أمن الطاقة التي وضعتها ستنسف بمعركة فاصلة عابرة للحدود والحسابات.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024
لماذا تعرقل واشنطن و"تل أبيب" تسليح العراق؟
21/11/2024