معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

قمة تونس: تطلعات بأن تكون قمة انهاء الخلافات العربية
23/03/2019

قمة تونس: تطلعات بأن تكون قمة انهاء الخلافات العربية

تونس ـ روعة قاسم

تستعد تونس لاحتضان قمة عربية جديدة خلال الأيام القادمة وذلك بعد اعتذار مملكة البحرين عن عدم احتضان هذه القمة التي تأتي في وقت حساس تشهده المنطقة العربية.
وتستعد الخضراء لإنجاح هذا اللقاء العربي تنظيميا وسط آمال بأن تكون قمة تنفيذ القرارات التي ظلت حبرا على ورق طوال الاعوام الماضية، وان لا تكون كسابقاتها مخيبة للآمال ودون سقف التوقعات. فالجامعة العربية برمتها لم تعد تحظى بالمصداقية لدى السواد الأعظم من التونسيين بعد الفشل الذريع في اتخاذ المواقف اللازمة في العديد من الملفات الهامة على الساحة العربية وبخاصة امام الحرب الدائرة في اليمن والعدوان السعودي الذي حوّل اليمن السعيد الى يمن منكوب بمآسيه. وليس التونسيون وحدهم من لديهم هذه القناعة بل الكثير من العرب من المحيط إلى الخليج ممن ملوا صدور قرارات دون المأمول عن هذه الجامعة دون ان تجد طريقها إلى التطبيق باقيةً حبرا على ورق.

قمة مصيرية

اكثر من 5000 شخص تتحضر تونس لاستقبالهم من رؤساء أو ملوك ووزراء خارجية أو ممثلين عن المنظمات الاقليمية والدولية وبينها المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة و الاتحاد الافريقي والاتحاد المغاربي وممثلين عن الاتحاد الاوروبي. وترى الصحفية في صحيفة "الصباح" التونسية آسيا العتروس في حديثها لـ" العهد الاخباري"  ان هذا الموعد لم يعد مثيرا للاهتمام بالنظر الى ان حجم التوقعات المرتبطة به تراجع مع تردي اداء هذا الهيكل العربي الجامع وتنامي الخلافات العربية.

وتضيف العتروس: "قمة تونس 2019 ستكون محطة مصيرية وسيتعين معها الخروج بأقل الاضرار الممكنة حتى لا نقول باكبر قدر من المكاسب والانجازات لان الحديث عن انجازات عربية عربية في هذه المرحلة مسألة معقدة وغير مضمونة بالمرة. بل ان مجرد الحديث عن مصالحة عربية ـ عربية خلال قمة تونس سيكون أشبه بالخيال في مثل هذه المرحلة التي يجمع الملاحظون على أنها الاسوأ والاخطر في المشهد العربي منذ معركة التحرير ضد الاستعمار في خمسينات القرن الماضي.. وقالت "العتروس" ان "اهم التحديات اليوم هو إزالة الجمود في أكثر من ملف لا سيما الملف الليبي والسوري، وبالتالي فإن تونس مؤهلة لتكون أرض المصارحة والمصالحة ويمكن ان تمهد لاجتماعات ثنائية خلف الكواليس بين الاخوة الفرقاء وتمهد لاعادة بناء الجسور المنقطعة بين اطراف عديدة واعادة الثقة المفقودة لا سيما مع ظهور بعض المؤشرات على تحولات في المواقف المتصلبة ازاء الملف السوري واليمني وحتى الملف الفلسطيني الذي كنا نخال انه الملف الذي لا يمكن للعرب ان يختلفوا بشأنه  فبلغ بهم الامر الى حد اسقاطه من اولوياتهم ..".

وتختم "العتروس" ان "المطلوب من قمة تونس هو الخروج بما يمكن ان يحسب لتونس اذا تحققت المصالحة العربية العربية وقبلها المصالحة الفلسطينية الفلسطينية التي بدونها لا تغيير في المشهد".

غياب الجرأة

وترى الناشطة الحقوقية والمدنية التونسية آمنة الشابي في حديثها لموقع "العهد" الإخباري أنها لا تنتظر شيئا يذكر من قمة تونس التي ستكون كسابقاتها من القمم، أي مضيعة للجهد والمال. وتتساءل محدثتنا عن الفائدة من عقد قمة ستبقى قراراتها حبرا على ورق وعن الفائدة من إنفاق كل هذه الأموال الطائلة على هذه اللقاءات البروتوكولية.

وتضيف الشابي: "ليت هذه القرارات التي لا تنفذ تكون على الأقل قرارات هامة تليق بمستوى التحديات التي تعيشها المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج، لأنها قرارات تفتقد إلى الجرأة وتنم عن خوف وخشية من سطوة طرف ما يقرأ له حكام العرب ألف حساب قبل شعوبهم. ولعل مقارنة بسيطة مع الاتحاد الإفريقي تبين مدى تخلف الجامعة العربية مقارنة بهذا التجمع الإقليمي، فاتحاد أديس أبابا لديه مجلس للسلم والأمن ويتدخل عسكريا وبقوات لحفظ السلام لفض النزاعات في القارة السمراء ويتحدى القوى الكبرى في كثير من القضايا ويطور مؤسساته نحو الأفضل وهو ما لا يتوفر في جامعة القاهرة".

ويرى مروان السراي الباحث في المركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن تحكم بعض الدول الخليجية في الجامعة العربية وقراراتها يجعل هذه القرارات غير ذات مصداقية. فلا أحد ينتظر مثلا، وبحسب السراي، أن تدين السعودية نفسها في عدوانها على اليمن أو في مشاركتها في تخريب سوريا الدولة الرئيسية المغيبة عن لعب دورها عربيا وتصويب بوصلة الجامعة.

يشار الى ان هناك حراكاً مجتمعياً تونسياً يضم نخبة من المثقفين والمفكرين والاعلاميين يدفع في اتجاه اعطاء فلسطين الاولوية في هذه القمة، اذ تنظم التنسيقية التونسية من اجل فلسطين بالاشتراك مع منظمات المجتمع المدني في تونس وقفة احتجاجية امام مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عشية انعقاد القمة العربية الـ 30 بتونس وستكون هذه التظاهرة دعما للشعب الفلسطيني وردا على "صفقة القرن" التي تهدف إلى تأبيد احتلال فلسطين وعاصمتها القدس العربية.

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

خبر عاجل