معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

قمة دمشق العسكرية: تحصين محور المقاومة ورفع التحدي ضد الاحتلال الاميركي
20/03/2019

قمة دمشق العسكرية: تحصين محور المقاومة ورفع التحدي ضد الاحتلال الاميركي

شارل ابي نادر
ليس بجديد ان تجتمع قيادات عسكرية ايرانية ـ سورية ـ عراقية، في سوريا او في ايران او العراق، بهدف التنسيق العسكري والامني والاستراتيجي، فهذا التواصل كان يتم دائما، وخاصة في كامل مراحل الحرب الارهابية التي شنت على مثلث دول محور المقاومة، وليس بجديد ايضا ان يُصَرِّح القادة العسكريون السوريون ان هدف تحرير كامل الجغرافيا السورية قائم وثابت، بالتفاوض وإلاّ بالعمليات العسكرية، فكلام الرئيس السوري حول هذه النقطة، لم يفارق اياً من خطاباته او تصريحاته، وإجراءات الجيش العربي السوري حتى الان، لم تخرج عن هذا الاطار، بمعزل عن مناورة اختيار الظروف والتوقيتات المناسبة.

الجديد واللافت في اجتماع الامس الثلاثي في دمشق، بين وزير الدفاع السوري ورئيسي اركان القوات المسلحة الايرانية والعراقية، انه جاء في نقطة مفصلية تشهدها سوريا والمنطقة، ميدانيا وعسكريا واستراتيجيا، لناحية قرب انتهاء المعركة ضد داعش، ولناحية إقتراب امكانية تنفيذ الاميركيين لانسحابهم من سوريا، مع التحفظ على تفاصيل ومعطيات وجدية هذا الانسحاب المرتقب.

انطلاقا من استحقاقي : هزيمة "داعش" وإنسحاب الاميركيين ، يمكن استنتاج اهداف هذا الاجتماع  ، وما هي النقاط الاساسية التي من الممكن ان تنتج عنه ويمكن تحديدها بالتالي:

اكمال الربط الميداني لدول المحور

ـ بمجرد اجراء نظرة سريعة على خارطة السيطرة وتمركز الوحدات العسكرية ما بين العراق وسوريا، يمكن التأكيد ان فتح معبر القائم ـ البوكمال هو امر حتمي، فلا وجود عسكريا او مسلحا عليه الا للوحدات العسكرية السورية والعراقية، المدعومة من وحدات الحشد الشعبي في العراق وحلفاء الجيش العربي السوري في سوريا، والوجود الارهابي لـ"داعش" في الباغوز، الذي كان يعتبر الاقرب ميدانيا للمعبر المذكور، يتلاشى يوما بعد يوم، وبمعزل عن توقيت هزيمته بالكامل، فان التنظيم فقد حالياً اي قدرة على تهديد المعبر ومحيطه.
- لا يمكن عزل هذا الاجتماع العسكري الثلاثي عن زيارة الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني الاخيرة الى بغداد، واعلان السلطات العراقية بصراحة كاملة عدم التزامها بالعقوبات الاميركية على طهران، الامر الذي يستدعي حكما، تنفيذ جميع الاجراءات الميدانية والامنية والادارية لتامين التواصل الاقتصادي الايراني مع كل من بغداد ودمشق وصولا الى بيروت ، وهذا الامر يمكن تأمينه بنسبة كبيرة عبر معبر القائم البوكمال.

تامين الحدود العراقية ـ السورية

ـ ايضا بمجرد اجراء نظرة على تمركز وانتشار الوحدات العسكرية على كامل الحدود  العراقية ـ السورية، يمكن تقسيمها الى ثلاث مناطق مختلفة السيطرة، ففي حين تكتمل هذه السيطرة للوحدات العراقية بالكامل في ناحية العراق، تنقسم لناحية سوريا الى سيطرة سورية شرعية ما بين القائم شمالا حتى شمال معبر التنف جنوبا، وتسيطر وحدات الاحتلال الاميركي على منطقة التنف حتى الحدود السورية ـ الاردنية وضمنا مخيم الركبان، وتسيطر وحدات سوريا الديمقراطية مع دعم ووجود اميركي ـ غربي، على الحدود الشمالية من القائم وحتى معبر اليعربية الحدودي مع العراق ، شرق القامشلي والحسكة.

ـ صحيح ان التظيم الارهابي يلفظ انفاسه الاخيرة عسكريا، ولكن لا يمكن عزل او ابعاد ما يزال يملكه من خلايا نائمة وذئاب منفردة، خَبِرَت خلال الحرب عليه بين سوريا والعراق ، معابر ومخابىء وثغرات الحدود والمناطق المتاخمة والمشتركة، في بادية الانبار العراقية او في البادية السورية بين دير الزور والسخنة وتدمر ومعبر التنف، الامر الذي يستدعي تنسيقا امنيا وعسكريا كاملا، وربما يحتاج الى غرفة عمليات عسكرية مشتركة عراقية ـ سورية، لمتابعة هذه الخلايا والذئاب المنفردة بطريقة فعالة.

رفع التحدي ضد الاحتلال الاميركي

لا شك ان بناء هذا التحدي يبدأ بما ذكر اعلاه من اهداف للاجتماع الثلاثي وهي، إكمال الربط الميداني لمحور المقاومة، وتأمين الحدود العراقية ـ السورية، وطبعا ينتهي برفع السقف بوجه الوجود العسكري الاميركي، كونه احتلالا فاقدا اي صفة شرعية او قانونية، يستدعي القيام بجميع الاجراءات المناسبة لانهائه، والتي تنطلق من الضغط الديبلوماسي في المحافل الدولية، لتصل الى اعمال المقاومة العسكرية المشروعة، تماما كما حصل بمواجهة الاحتلال الاميركي للعراق قبل العام 2001، واستكمالا لهذا التحدي بوجه الاميركيين، ستأتي الاجراءات الاقتصادية والادارية بين الدول الثلاث، لتخلق آلية فعالة تتجاوز وتُضعِف مناورة العقوبات الاميركية على كل من ايران وسوريا.

اخيراً، وبمعزل عن الموقفين الايراني والسوري بمواجهة الاميركيين، حيث الاشتباك قائم وحاصل ومفتوح على كافة الاصعدة العسكرية والديبلوماسية والاقتصاية والسياسية، يبقى للموقف العراقي في هذه المواجهة الدور الاساس، وحيث اصبحت كل من ايران او سوريا تملكان الخبرة الكافية للتعامل بمواجهة واشنطن، نظرا للتجارب المريرة في هذا الصراع، سيكون الموقف العراقي الرسمي حجر الزاوية الاكثر تاثيرا في هذه المعركة، وعليه ربما تقوى او تضعف مناورة المواجهة الاستراتيجية ضد الاميركيين.

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

خبر عاجل