معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

التطبيع البحريني وحرب الأفكار: ماذا كسب الكيان المؤقت؟
28/04/2022

التطبيع البحريني وحرب الأفكار: ماذا كسب الكيان المؤقت؟

علي علاء الدين

يعتبر الهدف الرئيسي من اتفاقات "ابراهام" هو انهاء القضية الفلسطينية بشكل تام. ولكن ما يريده الكيان الصهيوني من البحرين اكثر من هذا، فعلى مستوى الوصول الى وعي الشعوب انفرد الكيان المؤقت بتوقيع اتفاقية مع البحرين لم يعلن عن توقيعها مع الدول الاخرى، وهي "اتفاقية محاربة ايران في حرب الافكار"، وقد أعلنت عنها صحيفة "تايمز اوف اسرائيل" حيث ذكرت انه تم توقيع مذكرة تفاهم في فندق بمدينة القدس المحتلة من قبل رئيس مركز القدس للشؤون العامة دور غولد، ووكيل الخارجية البحرينية للشؤون السياسية عبد الله بن احمد آل خليفة تحت عنوان "محاربة ايران في حرب الافكار".

لعل عنوان هذه الاتفاقية يبوح بأهدافها بشكل مباشر. ولكن هذه النظرية ليست وليدة اللحظة بل هي نظرية تبناها وزير الحرب السابق في الولايات المتحدة دونالد رامسفيلد عن الكاتب توماس فريدمان وخلاصتها هي الانتقال من المواجهة العسكرية المباشرة والتي تسبب الكثير من الخسائر الى الحرب بالوكالة، بمعنى آخر دعم مجموعات من داخل المجتمعات لتكوين رأي عام مناهض لمقاومة الاستعمار ولاعطاء مشروعية للاحتلال الصهيوني وليكون رأس الحربة أمام مقاومة الاحتلال.

هذه الاتفاقية بالنسبة للكيان المؤقت تتيح له الوصول للعمل على مستوى المجتمع البحريني بكل راحة وذلك على كافة المستويات، الاجتماعية والثقافية والتربوية وغيرها فتشكل له مدخلًا ليكون كيانًا مقبولًا لدى الشعب البحريني، ويكون الشعب البحريني مدخلًا لانتقال مقبولية الكيان الى ما تبقى من الشعوب العربية. ولكن حتى الآن أثبت الشعب البحريني رفضه القاطع لاتفاقية التطبيع جملة وتفصيلًا وذلك عبر التظاهرات التي جابت جميع أنحاء البحرين رافضة للمسار الذي تتبعه السلطة في ادخال الكيان الصهيوني الى البحرين.

أما الهدف الثاني من الاتفاقية فهو محاولة الكيان المؤقت بناء قاعدة متقدمة للتجسس على ايران في منطقة الخليج وليس هناك أفضل من البحرين لذلك، خاصة بوجود القاعدة البحرية الاميركية على شواطئ البحرين حيث موطن قيادة الاسطول الخامس. وقد بدأ هذه المسار حين تم وضع الكيان الصهيوني تحت اشراف سنتكوم (القيادة الوسطى الاميركية) المسؤولة عن منطقة الشرق الاوسط. وكان هذا الهدف واضحًا على لسان المحللين العسكريين الاسرائيليين الذين ربطوا زيارة رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينيت الى البحرين في 14/02/2022 وقبلها زيارة وزير الامن بني غانتس في 02/02/2022 وطبيعة الوفد المرافق له كقائد سلاح البحر في الجيش الصهيوني اللواء "دافيد ساعر سلما"، وذكر الكثير من المحللين ان هذه الزيارات مرتبطة بسعي الكيان الصهيوني لنشر قوة بحرية في الخليج الفارسي، بحيث تشكل البحرين ميناء فرعيا للبحرية الاسرائيلية تصل اليه من حين لآخر، في رسالة صهيونية مباشرة لايران مفادها أنه كما شكلت ايران محورًا ممتدًا من ايران للعراق لسوريا وصولًا إلى لبنان على الحدود الفلسطينية فإن الكيان قادر على الوصول الى الحدود الايرانية.

في مقابل هذه الأهداف الصهيونية من الاتفاقية فإن أهداف السلطات البحرينية منها تتخلص بثلاثة بسيطة أولها محاولات السلطات البحرينية ارضاء الولايات المتحدة الاميركية وذلك للحفاظ على العرش وعلى السلطة، أما الهدف الثاني فهو تهيئة الأرضية لمحمد بن سلمان في حال أراد الذهاب الى توقيع اتفاق مع الكيان، والسبب الثالث هو "خوف" السلطات البحرينية من الجمهورية الاسلامية الايرانية وزعمها الممجوج أن ايران تريد إعادة السيطرة على البحرين التي كانت تابعة لها منذ العام 1602.

الخليج

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات