معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

‏الدفاعات الجوية اليمنية: تطور استراتيجي يبتر جناح العدوان
20/12/2021

‏الدفاعات الجوية اليمنية: تطور استراتيجي يبتر جناح العدوان

زين العابدين عثمان - باحث عسكري

ما تزال الابداعات العسكرية لوحدات الدفاع الجوي للجيش واللجان الشعبية في صعود متميز وانجازاتها التقنية والعملياتية في حالة توسع دراماتيكي، فقد حققت بفضل الله تعالى قائمة طويلة من الانجازات النوعية في مضمار التصدي لطائرات تحالف العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي وتحييدها بمستويات جيدة ومهمة. خلال الفترة الأخيرة أسقطت هذه الوحدات ما يقارب 20 طائرة دون طيار متعددة المهام ونفذت عددًا من العمليات الاعتراضية لمجموعة من المقاتلات الهجومية الأمريكية والأوروبية على رأسها طائرات "إف 15" و"تورنادو" و"تايفون" وأجبرتها على مغادرة الأجواء.

أثبتت بعض المنظومات قدرتها العالية على تحييد ناجح لجميع الطائرات خصوصًا الطائرات الطوافة وطائرات "درون" بأنواعها منها اسطول طائرات "سكان ايغل" الاسطلاعية، وطائرات "ام كيو 9" و"ام كيو 1" الأمريكية، ونظيراتها الصينية "سي اتش 4" و"وينغ لونغ" وغيرها من الدرونات التي يستخدمها تحالف العدوان بكثافة في العمليات الجوية. وقد تمكنت وحدات الدفاع الجوي اليمنية من اسقاط طائرة بشكل اسبوعي وشبه يومي تقريبًا، فخلال الأسبوع الماضي تم اسقاط 5 طائرات درون منها طائرتان طراز سي اتش 4، و3 طائرات طراز "سكان إيغل"، كما تم اعتراض مقاتلة اف 15 بعملية نوعية.

أما منظومة "فاطر 1"،  فقد وصلت قدراتها الى اعتراضات ناجحة ضد المقاتلات الهجومية التي يعتمد عليها تحالف العدوان على رأسها مقاتلات F15 و16 و"تورنادو" وغيرها، فخلال الاعوام الماضية تم اسقاط واعتراض عدد من الطائرات من هذا الطراز، ونستحضر هنا طائرة "تورنادو" التي أسقطت في العام المنصرم وتم أسر طياريها.

بالتالي، كان لهذه المنظومات المحلية الصنع السبق في تغيير قواعد المعركة الجوية وتفكيك تفوق العدوان فيها، فالمشاهد التي ظهرت في عملية اعتراض مقاتلة F15 قبل ايام أثبتت وبشكل دقيق مستوى القدرات التقنية لهذه المنظومات وفاعليتها في مواجهة هذا الطراز الذي يعد من أحدث مقاتلات الجيل الرابع الامريكية، وتملك هذه المقاتلات مهارات وقدرات قتالية فائقة وأنظمة دفاع ذاتية متطورة منها أجهزة التشويش الالكتروني والحراري المضادة للصواريخ والمناورة والسرعات العالية التي تصل الى 2 ماخ.

لذا، فمجابهة مثل هذه التكنولوجيا المعقدة تعتبر انجازًا كبيرًا في أبعاده العسكرية والتقنية كونه يحتاج الى منظومات متطورة من الأجيال الذكية أمثال "اس ٣٠٠" الروسية ونظيراتها من منظومات الجيل الرابع التي يمكنها التعامل مع أنظمة الحرب الالكترونية والمناورة والسرعة العالية.

ما حققته منظومات الجيش واللجان ضد هذه التكنولوجيا يؤكد مستوى تطورها الذي بات ينافس المنظومات الحديثة عالميًا، ويؤكد أنها فاتحة لمرحلة يمكن من خلالها وضع حد لعربدة طائرات تحالف العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي في أجواء اليمن على المدى القريب.

أخيرًا، إن تحالف العدوان اليوم وهو يتدحرج من السيئ الى الأسوأ عسكريًا وميدانيًا، سيكون أمام معادلات جديدة لا يمكن تجاوزها وبمعنى أدق ستُقَص آخر أجنحته في الحرب، فبامتلاك اليمن قدرات دفاعية فعالة ضد الطائرات سيتلقى تحالف العدوان ضربة قاصمة تنهي أهم ركائز القوة الاساسية التي يعتمد عليها في عدوانه وفي عملياته العسكرية باليمن.

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

خبر عاجل