آراء وتحليلات
تنمية الثروة الحيوانية في لبنان: أهمية كبرى لتوفير الامن الغذائي
د. محمود جباعي
تعتبر الثروة الحيوانية من ضروريات الحياة في كل بلدان العالم لأنها تحدد نسبة الأمن الغذائي المتوفر في هذا البلد، وتشكل مع القطاع الزراعي الركيزة الأساسية لتلبية حاجات السكان الغذائية وصولاً الى تحقيق شبه اكتفاء ذاتي.
بالرغم من أهمية هذه الثروة إلّا أن لبنان بالفترة الأخيرة أصبح يعاني من خلل كبير في هذا الجانب بسبب قلة اهتمام الدولة وغياب الدعم الحقيقي للعاملين في هذا المجال مما أوصلنا الى مرحلة خطيرة تتمثل بتهديد الأمن الغذائي للمواطن اللبناني.
* واقع الثروة الحيوانية في لبنان
1- تعد من أهم مصادر توفير الامن الغذائي.
2- تساهم في زيادة الانتاج الزراعي بنسبة تقدر بحوالي 27%من مجمل الناتج المحلي الزراعي.
3- تؤمن حوالي 27% من مجمل الصادرات الزراعية .
4- تمد الصناعات اللبنانية بالمواد الاولية اللازمة لها (حليب -لحوم - جلود - صوف)
5- تساهم في زيادة الدخل القومي والانتاج المحلي الاجمالي.
6- تساهم في تأمين قسم من حاجات الاستهلاك المحلي من الحليب والدجاج واللحوم.
* البنية الأساسية للثروة الحيوانية في لبنان
1-الابقار: يعتمد لبنان على نوعين من الابقار في تلبية الحاجات المحلية من اللحوم والحليب المشتق منها. تشكل الابقار المحلية حوالي 30% من حاجات السوق المحلي بينما الابقار المستوردة تغطي حوالي 70 % من الحاجات. ويستورد لبنان هذه الابقار من اوروبا واميركا.
2-الاغنام: تؤمن الاغنام الموجودة في لبنان حوالي 20% من حاجة السوق المحلي من اللحوم والحليب المشتق منها بينما يستورد لبنان كل الكمية الباقية وهي 80% من حاجاته.
3-الماعز: تتوفر في لبنان كميات كبيرة من الماعز التي تلبي حوالي 80% من حاجات السوق المحلي وتنتشر بكثرة في معظم المناطق الجبلية.
4-الدواجن: يعتمد لبنان على نوعين من الدجاج وهما الدجاج البلدي والدواجن الصناعية، حيث تلبي الدواجن البلدية 5 % من انتاج لحوم الدجاج و10 % من انتاج البيض بينما توفر الدواجن الصناعية 95% من انتاج لحوم الدجاج و90% من انتاج البيض.
* أبرز المشاكل التي تعاني منها الثروة الحيوانية على مختلف انواعها:
1- قلة الأراضي المخصصة للمراعي الطبيعية والتي تشكل حاليًا فقط 1% من المساحة العامة.
2- كل الطرق المعتمدة هي تقليدية وتفتقد للطرق الحديثة في الانتاج وخاصة في تربية المواشي والابقار.
3- عدم توفر يد عاملة محلية كافية بالاضافة الى عدم وجود يد عاملة مختصة.
4- ضعف كبير في كمية الانتاج ونوعيته فهي تساهم فقط بحوالي 3% من الناتج المحلي الاجمالي.
5- يعاني قطاع صيد الاسماك من عدم وجود مرافىء مجهزة بالوسائل الحديثة وصغر حجم المراكب المستخدمة للصيد والتي تستخدم اساليب بدائية بالاضافة الى تلوث المياه اللبنانية.
6- يتعرض قطاع النحل الى منافسة خارجية شديدة حيث يستورد لبنان كميات كبيرة من العسل الاجنبي على الرغم من توفر العسل المحلي ذي الجودة العالية.
7- ارتفاع كلفة الانتاج المحلي مما يضعف القدرة التنافسية لمعظم انتاج الثروة الحيوانية المحلية.
8- عدم وجود سياسات مدعومة من الدولة تدعم العاملين في الانتاج الحيواني بقروض ميسرة أو مساعدات عينية.
* أبرز الاجراءات التي يمكن أن تساهم في تنمية الثروة الحيوانية في لبنان:
1- وضع خطة عمل مبنية على قواعد استخدام الطرق الحديثة بالتربية الحيوانية.
2- الحد من استخدام المضادات الحيوية في الانتاج الحيواني مما يساهم في تحسين الصحة والتغذية الحيوانية.
3- تقديم قروض ميسرة بفوائد قليلة وآجال طويلة لتشجيع المزارعين على العمل في هذا القطاع.
4- تشجيع الاستثمار في قطاعي اللحوم والدواجن عبر تقديم مساعدات عاجلة وقروض ميسرة.
5- العمل على دعم أسعار العلف من أجل تخفيض كلفة الانتاج.
6- الحد من المنافسة الأجنبية للصناعة الزراعية الوطنية وتقديم الدعم التقني الكافي لها.
الثروة الحيوانية جزء أساسي من الانتاج المحلي لذلك على كل الأطراف العاملة في هذا الشأن التضامن في ما بينها من أجل تنمية هذه الثروة وهذا القطاع مما سينعكس ايجابًا على الامن الغذائي وكذلك سوف تساهم هذه الثروة مع عوامل الانتاج المحلي الاخرى في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024
لماذا تعرقل واشنطن و"تل أبيب" تسليح العراق؟
21/11/2024