آراء وتحليلات
العدالة الاجتماعية في الثورة الاسلامية
العهد - مختار حداد
قبل انتصار الثورة الاسلامية كانت البلاد تشهد عملية نهب من جانب ملوك نظام البهلوي البائد وعائلته وحاشيته ومسؤولي نظامه، وهذا أدى الى فقدان العدالة الاجتماعية وارتفاع نسبة الفقر في ايران.
ولذلك، كانت إحدى أهداف وشعارات الثورة الإسلامية والقائد العظيم الإمام الخميني (قدس سره الشريف) تحقيق العدالة الاجتماعية، وهذا ما تحقق بنسبة كبيرة جدًا بعد انتصار الثورة، واعترفت به المؤسسات الدولية المعنية.
رغم الفقر الكبير الذي كان يعاني منه الشعب والبلد خلال حكم البهلوي الشاه المقبور، كان يذهب في رحلات ترفيهية إلى الخارج دون أي قلق، وفي هذا السياق، كتب أسدالله علم (وزير البلاط الملكي) في مذكراته بتاريخ 20 فبراير 1969: بعد ظهر هذا اليوم، عندما ذهبت إلى الملك، كنت في منتصف جلسة تدليك في الحمام. تحدثنا لمدة ساعتين.. اقترحت مرة أخرى عليه بأننا خارج البلاد (كان في جنيف بسويسرا) لفترة طويلة بما فيه الكفاية والآن أفضل أن نعود. فملك ايران لا يستطيع ان يقضي 45 يوما في خارج البلاد للاسترخاء والتسلية. الناس لن يتسامحوا مع هذه الأمور".
وكتب علم، وكان مقربًا جدًا من الشاه أن الأخبار السيئة تأتي من طهران. إرتفع سعر تذكرة حافلات النقل ثلاثة أضعاف فجأة وقد تسبب ذلك في احتجاج قوي من الناس والطلاب الذين رفضوا الحضور إلى الصفوف الدراسية دعمًا للشعب.
ولتحديد مدى انعدام العدالة في توزيع الدخل والتوزيع المناسب للثروة في المجتمع يستخدم مؤشر المُعامل الجيني. يُعرّف المُعامل الجيني بأنه بين صفر وواحد أو صفر ومائة، فإذاً يجب أن يكون المعامل الجيني صفراً، وإذا انخفض المعامل الجيني لبلد ما خلال فترة زمنية بطيئة، فهذا يدل على زيادة في العدالة الاجتماعية. وعند مراجعة التقارير العالمية نلحظ أن المعامل الجيني كان آخذَا في الارتفاع قبل الثورة الاسلامية، لكن نجحت جمهورية إيران الإسلامية بعد الثورة بمقدار كبير في تحسين معدل المعامل الجيني واليوم وصل الى 39/0 بالمائة، في الوقت الذي نرى أن في أمريكا نسبة المعامل الجيني هي 41.4/0 بالمائة.
كذلك استطاعت الثورة الاسلامية مكافحة الفقر ونجحت في ذلك بشكل الكبير، وحسب تقرير البنك الدولي انخفضت نسبة الفقر في ايران بشكل ملفت للنظر. ففي أيام نظام الشاه البائد كان قرابة 46 ٪ من إجمالي سكان إيران في عام 1977 كانوا تحت خط الفقر.
كما شهدت ايران بعد انتصار الثورة تحقيق هدف مهم وهو استفادة الجميع من المنافع العامة، في هذا المجال حققت الجمهورية الاسلامية الأمن الغذائي بشكل كبير لجميع أبناء الشعب، وأمنت للجميع فرصًا متساوية للدراسة من مراحل ما قبل الابتدائية حتى أعلى المراحل الدراسية ومنها الدراسة المجانية في الوقت الذي كان لا يوجد في ايران قبل انتصار الثورة الاسلامية إلا أقل من عشرة جامعات، أما اليوم فالجامعات موجودة حتى في أصغر مدن البلاد مساحةً.
كما شهدت البلاد بعد انتصار الثورة ارتفاعًا بنسبة الأمل بالحياة من 50 عاماً إلى 75 عاماً. ومن المؤشرات المهمة الأخرى هو حصول أكثر من 96٪ من الناس في ايران على مياه شرب آمنة وصافية حتى في أبعد القرى، في الوقت الذي كانت هذه النسبة قبل انتصار الثورة الاسلامية تصل الى 51% .
أما في مجال الكهرباء بعد انتصار الثورة الاسلامية، وصلت نسبة حصول الناس على الكهرباء على مدار 24 ساعة الى نسبة 100% فجميع المدن والقرى الايرانية وصلت اليها شبكة الكهرباء وهي تعمل على مدار 24%، ولكن في أيام الشاه كانت نسبة حصول القرى على الكهرباء فقط 16%.
وايران هي في المرتبة السابعة عالمياً من ناحية أرخص سعر للمياه الصالحة للشرب وكذلك المرتبة الثالثة عالمياً في مجال أرخص أسعار الكهرباء والمرتبة الثانية عالمياً في مجال أسعار الغاز التي تقدم للمواطنين.
أما في مجال التنمية البشرية، فبعد انتصار الثورة الاسلامية أصبحت ايران ضمن الدول الأوائل في العالم.
هذه هي نماذج فقط لما شهدته ايران الثورة بعد رحيل نظام الشاه التابع للغرب وأمريكا، فاليوم ايران المستقلة ومن دون الاتكال على الخارج و بعون الله سبحانه وتعالى وسواعد أبنائها والقيادة الحكيمة للامام الخامنئي تمضي قدماً في مسيرة التطور والنمو.
ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024
لماذا تعرقل واشنطن و"تل أبيب" تسليح العراق؟
21/11/2024