آراء وتحليلات
بين الدومينو والانهيار.. ماذا حقق كيان العدو من اتفاقه مع الامارات؟
جهاد حيدر
ينطوي اتفاق "السلام" الذي عقده النظام الاماراتي مع كيان العدو على أكثر من بعد يتصل بكل من الطرفين في أكثر من عنوان، وبما شهدته وتشهده البيئة الاقليمية من تطورات، أضف إلى ذلك أبعاداً خاصة مرتبطة حصراً بتوقيت ترامب السياسي والانتخابي. وبعيدًا عن الاتجاه العام لمسار الصراع بين محور المقاومة والمعسكر الغربي في المنطقة، وعلى رأسه كيان العدو، يمكن رصد أكثر من انجاز سجله كيان العدو بفعل سخاء أمراء الامارات وعلى رأسهم محمد بن زايد، على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته.
- نَجَحَ كيان العدو في تحقيق انجاز تطبيعي جديد من البوابة الاماراتية يشكل مطلباً قائما بذاته ومدخلا إلى انجازات سياسية وامنية واقتصادية أخرى. ومع أن ما هو قائم بين الطرفين يتجاوز التطبيع إلى مستوى التقاطع الاقليمي والتحالف في أكثر من مسار إلا أن امراء الامارات مكَّنوا العدو من احداث اختراق جديد في معادلة التسوية التي كان يفترض أنها تقوم على أساس الأرض مقابل السلام. أما الاتفاق الجديد فهو يقوم على قاعدة "السلام مقابل السلام"، الأمر الذي دفع نتنياهو للتباهي بهذا البعد ويضيف على هذا الشعار السلام من موقع القوة، وبذلك هدف إلى أن يقدم "إسرائيل" في موقع من يملي هذه الاتفاقيات على الطرف العربي.
- في نفس السياق،
- في السياق التطبيعي ذاته، شكَّل الاتفاق مدخلًا للنظام السعودي من أجل الارتقاء بالعلاقات السرية مع كيان العدو، وأقدم على خطوة غير مسبوقة بالسماح للطائرات الإسرائيلية بعبور أجواء المملكة، والطائرات الأخرى في طريقها إلى فلسطين المحتلة. ومن الواضح أن هذه الخطوة تأتي كمقدمة لمزيد من الخطوات السعودية في نفس الاتجاه الذي سلكته الامارات.
-
-
-
-
-
في ضوء هذه المعطيات، فإن آفاق هذا الاتفاق مفتوحة على أكثر من سيناريو. إما أن يكون له تأثير الدومينو، أو بعبارة أدق تحوّله إلى بوابة يعبر منها من يقفون في الصف، أو انهيار الاتفاق لاحقا أو تموضع ما بين الحدين السابقين.
-
- فيما يتعلق بسيناريو انهيار الاتفاق، فهو مرهون بما ستشهده المنطقة من تطورات، وتحديدا منطقة الخليج. ومن الواضح أن من قد يتخلى عن هذا الاتفاق هو الامارات وليس كيان العدو، وإن تم ذلك فسيكون على قاعدة الكلفة والجدوى. مثلًا في حال دفعت الامارات أثمانا نتيجة استغلال كيان العدو للاتفاق عبر الاقدام على خطوة متسرعة ضد ايران، عندها لن تتمكن "تل ابيب" من حماية النظام الاماراتي وسيجد نفسه امام خيارين إما دفع أثمان لا تطاق، أو التخلي عن الاتفاق.
مع ذلك، قد تختار الامارات في مرحلة لاحقة، بحسب التطورات، خيارًا بين الحدين، فتواصل علاقاتها التطبيعية مع كيان العدو على مستوى التكنولوجيا المتقدمة والحرب السيبرانية وشراء الأسلحة المتطورة والتعاون الاستخباراتي والزراعة والصحة...لكن تتفادى الخطوط الحمراء التي تستفز طهران، من قبيل القواعد العسكرية أو اتفاقيات الدفاع المشترك.
في كل الأحوال، فإن الكلمة الفصل تبقى دائما للشعب الفلسطيني على أرضه، وعلى المستوى الاقليمي تبقى كلمة الفصل لمحور المقاومة والمسار التصاعدي الذي يسلكه في بناء وتطوير قدراته التي تتوإلى نتائجها ومن ضمنها، تحالف الانظمة والقوى السياسية التي تشعر أنها مهدَّدة، وما اتفاق ابو ظبي - "تل ابيب"، إلا ترجمة لهذا المسار التصاعدي.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024
لماذا تعرقل واشنطن و"تل أبيب" تسليح العراق؟
21/11/2024