آراء وتحليلات
مشهد سياسي جديد في تونس بعد منح الثقة لحكومة المشيشي
تونس - روعة قاسم
صباح الأربعاء 2 أيلول، منح البرلمان التونسي ثقته لحكومة التكنوقراط برئاسة هشام المشيشي بغالبية 134 صوتا في جلسة استثنائية كشفت عن مشهد سياسي جديد بصدد التشكل وعن تغير كبير في التحالفات والتموضعات السياسية والبرلمانية.
ولئن كانت مسارعة 134 نائبا الى منح أصواتهم للحكومة يجنب البلاد المرور الى خيار الانتخابات المبكرة مع كل ما يحمله من هواجس الفشل والتعثر بالنسبة لقطاعات حزبية عديدة، الا أن التصويت البرلماني كشف أيضًا عن حجم التغيرات الجديدة في الحكم والمعارضة على السواء. فالأحزاب أو الكتل البرلمانية التي كانت تتخندق في المعارضة انضمت الى داعمي الحكومة وصوتت لصالحها الى جانب "حركة النهضة" و"تحيا تونس" مثل حزب "قلب تونس". في حين انضمت الكتلة الديمقراطية التي كانت مشاركة في حكومة الفخفاخ الى المعارضة وقررت عدم التصويت لحكومة المشيشي الى جانب الحزب الدستوري الحر وائتلاف الكرامة.
ف
في الواقع، فان
ويُحمّل عدد كبير من المتخصصين النظام السياسي نفسه سبب الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد وحالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي طوال السنوات الماضية. فهي أزمة هيكلية بالأساس، باعتبار ـن هذا النظام السياسي هو هجين ويجمع بين النظامين البرلماني والرئاسي بكل تناقضاتهما. كما أن القانون الانتخابي نفسه هو محل انتقادات كبيرة من قبل الأحزاب الكبرى مثل حركة النهضة التي دعا رئيسها في أكثر من مناسبة الى ضرورة تعديله. محملًا إياه مسؤولية المجيئ ببرلمان فسيفسائي مشتت باعتباره يشجع على صعود الأحزاب الصغرى او القائمات التي لم تحصل على عدد كبير من الأصوات من خلال معادلة "أفضل البقايا". مما يصعب من إمكانية أن يحكم الحزب الذي يحصل على أغلبية الأصوات بمفرده وبالتالي يكون مسؤولًا أمام ناخبيه عن برنامجه السياسي والاقتصادي لعهدته الانتخابية. وهذا ما يفسر ظاهرة تغيّر الحكومات وعدم استقرارها وهي لا تعمر أكثر من ستة أشهر على غرار حكومة الفخفاخ.
ومهما يكن من أمر، ف
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024
لماذا تعرقل واشنطن و"تل أبيب" تسليح العراق؟
21/11/2024