آراء وتحليلات
حول انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وبناء ركائز قوة الدولة
محمد علي جعفر
في الحديث عن انتصار الثورة الإسلامية في إيران يطغى النقاش حول التحوُّل الأيديولوجي الذي أحدثته الثورة على الصعيدين الداخلي والخارجي. دون إيلاء الإهتمام للركائز التي أنتجتها الثورة والمرتبطة ببناء مقومات الدولة الإيرانية وقدرتها على التأثير. وهو الأمر الذي لا ينفصل عن البُعد الأيديلوجي، لكنه بات يُشكل نموذجاً على صعيد الفعالية السياسية المتكاملة بين النظام والدولة.
وقد بات ذلك اليوم محط اهتمام مراكز الدراسات في محاولة منها لفهم نموذجية الحكم في إيران. وتعزَّز هذا التوجه مع الإنجازات التي حققتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الصُعد كافة وفي فترة تُعتبر قصيرة في عمر الدول. سنسعى في هذا المقال لتسليط الضوء وبشكلٍ موجز عم التحوُّل الذي صنعته الثورة في قوة وتأثير الدولة الإيرانية.
عند النقاش في نموذجية الحكم وقوة الدولة يتبادر الى الأذهان مفهوم الأمن القومي، لما يشكله من دلالة خاصة على قوة وضعف الدول. ولإعتباره بشموليته يُعبِّر عن إمكانات الدولة وقدرتها على الإستمرار. وهو ما بات محور الإهتمام في الدول التي تسعى لبناء قدراتها. الأمر الذي نجحت فيه إيران خلال 41 عاماً بعد الإنتصار.
في الجانب المتعلق بالحكم في إيران، يمكن لحاظ قوة الدولة من خلال التكامل الجلي بين الشعب والحكومة. وهو ما يُؤمنه النظام السياسي الذي يتولى إدارة فعالية العمل السياسي محلياً ودولياً انطلاقاً من المفهوم الإسلامي للقيادة. الأمر الذي يُحقق ميزة في عملية صُنع القرار في ظل مؤسسات وأجهزة عديدة تتولى صياغته وتتكامل فيما بينها من أهمها البرلمان (مجلس الشورى) ومجلس صيانة الدستور ومجمع تشخيص مصلحة النظام والحكومة. يجري ذلك ضمن إطار قومي يخدم مصالح الدولة إنطلاقاً من مصالح المواطن.
وهنا
في الجانب العلمي ساهمت الثورة في بناء النهضة العلمية. لذلك تحتل إيران اليوم المرتبة الاولى في غرب آسيا على الصعيد العلمي وفق أحدث تصنيف مؤسسات البحث العلمي (نشر أكثر من 54388 مقالة علمية خلال العام 2017). وهو ما يُبرز حجم التطور في مجال البحث العلمي، الأمر الذي ترتكز عليه الدول الحديثة في صناعة القرار. وقد ساهم ذلك بالنتيجة في تحقيق نقلة نوعية في الإقتصاد الإيراني.
ف
وتشير الإحصاءات الى تطورٍ في التبادل بين ايران وهذه الدول رغم العقوبات ضدها، وتحديداً في الموارد الطبيعة. و
ولم تكتف إيران بذلك بل استثمرت قدراتها العلمية والإقتصادية في بناء مقومات القوة العسكرية. ف
بالنتيجة تكفي نقاط القوة هذه لإظهار قوة التأثير والذي لا يمكن فصله عن معادلات الصراع الدولي. وهو ما يُظهر حجم قوة الدولة الإيرانية في صناعة القرار السياسي على صعيد المنطقة والصعيد الدولي، لا سيما قدرتها على التأثير في شعوب في المنطقة والعالم. ولعل المشروع الأبرز والذي أنتجته الثورة الإسلامية كان دعم حركات التحرر. وهو المشروع الذي يُعبِّر عن البعد الخاص للثورة الإسلامية. وفي حين استطاعت عالمية المفاهيم التي جاءت بها الثورة أن تلقى مقبولية لدى عددٍ من الشعوب في العالم، ساهمت هذه المقبولية في تأمين الشرعية التي أمنتها أفكار الثورة الإسلامية للشعوب المستضعفة.
اليوم يعيش العالم مرحلة من التحول والتي تقع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في صلبها. ليس فقط من ناحية الإستهداف بل من ناحية الأثر. وقد انتقلت إيران بعد الثورة لتكون دولة فاعلة ومؤثرة وبشكل يتماشى مع مصالح وأفكار الشعوب المستضعفة. اليوم تحتفل الجمهورية الإسلامية بالذكرى 41 على انتصارها، وبشكلٍ يُعبر فيه الشعب الإيراني عن فخرٍ واعتزاز تغبُطه عليه حتماً شعوبٌ أخرى في دولها.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024
لماذا تعرقل واشنطن و"تل أبيب" تسليح العراق؟
21/11/2024