آراء وتحليلات
الموقف الداخلي اللبناني المتماسك وانعكاساته على مشاريع العدو
إيهاب شوقي
فوجئ العدو الاسرائيلي بعنصرين صادمين عطلا مشروعه العدواني على لبنان. وقبل الحديث عنهما، يجدر إلقاء الضوء على الوضع الراهن ومحاولة وضع توصيف له:
اولا: هناك معادلة جديدة للردع ازدادت قوة، وقواعد جديدة للاشتباك زادت لبنان منعة وزادت سيادته احترامًا.
ثانيا: هناك انكشاف استراتيجي لدى العدو الاسرائيلي ومعسكره من صهاينة العرب، وهذا المعسكر يتسع ليشمل حكامًا هادنوا العدوان وأدانوا المقاومة، و"كتابًا" و"اعلاميين" وأدعياء ثقافة ومدعي تحليل وخبرة استراتيجية.
ثالثا: ليس أمام المعسكر الصهيوني الا تشويه المقاومة وتسفيه انجازها والقاء الشبهات الساذجة والمتهافتة عليها، أملًا في حفظ ماء الوجه وتغطية ما يمكن تغطيته من هذا الانكشاف الاستراتيجي غير المسبوق في تاريخ الصراع.
بعد العدوان الاسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية وسوريا، فوجئ العدو بالموقف الصلب للمقاومة وعدم ابتلاع الاعتداء الذي أراد تكريس مسار جديد، والتوعد بالرد وخاصة استهداف المسيرات، لأن العدو كانت ورقته التي يظنها رابحة هي اللعب على التناقضات الداخلية في لبنان والضغط على الدولة لعدم تشكيل غطاء للمقاومة، وبالتالي تفجير الأوضاع الداخلية لفتح جبهة مضافة للمقاومة. وهنا كان الاعلان عن استهداف المسيرات بمثابة ارباك أولي للعدو والذي لم يتصور أن المقاومة ستجرؤ على الالتزام بهذا الوعد.
المفاجأة الثانية للعدو، كانت وحدة لبنان وتوفير الغطاء للمقاومة والتصريحات المشرفة التي صدرت من جميع الجهات المسؤولة بالدولة والتي شكلت صدمة لصهاينة "اسرائيل" في الداخل.
كما لا بد من الاشارة إلى أمرين هامين:
الأول، يتعلق بقرار عرض شريط الفيديو الذي أظهر العملية البطولية للمقاومة وتدمير الآلية العسكرية للعدو، مع ما تظهره المشاهد من حرفية وتذكر بوعد المقاومة بإذاعة تدمير آليات العدو على الهواء، فضلًا عن الرسائل السياسية والنفسية التي تعكسها المشاهد على جنود الجيش الصهيوني.
والثاني، يتعلق بمعنويات جمهور المقاومة، حيث إن الاحتفالات بالنصر واجبة، والثقة في المقاومة لازمة، واعلان الفخر واسماع العدو ما يكره مطلوبان، الا أنه من الضروري ابقاء حال اليقظة والجهوزية والحذر من غدر العدو وألاعيبه.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
12/11/2024
حسابات حقول العدوان وبيادر الميدان
11/11/2024