السيد الحوثي: سنواكب مراحل تنفيذ الاتفاق.. أي تراجع "إسرائيلي" سنكون جاهزين مباشرة للإسناد 

 

لفت قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي إلى أن "إعلان الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة تطور مهم"، وأشار إلى أن عمليات القوات المسلحة اليمنية العسكرية "ستستمر إسنادًا للشعب الفلسطيني إذا استمر العدو "الإسرائيلي" في مجازر الإبادة الجماعية والتصعيد قبل تنفيذ الاتفاق"، وأضاف: "سنبقى في مواكبة لمراحل تنفيذ الاتفاق، وأي تراجع "إسرائيلي" أو مجازر وحصار سنكون جاهزين مباشرة للإسناد العسكري للشعب الفلسطيني".

وفي كلمته الأسبوعية حول آخر التطورات، تابع السيد الحوثي القول: "موقفنا في ما يتعلق بالوضع في غزة مرتبط بموقف إخوتنا في حماس والجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية ومستمر معهم من مرحلة تنفيذ الاتفاق الأحد المقبل"، وأكد أن "مسار إسناد الشعب الفلسطيني مستمر"، وشدد على السعي لتطوير القدرات العسكرية من أجل أداء أقوى وأكثر فاعلية في إسناد فلسطين.

وأوضح السيد الحوثي أن "هذه جولة من جولات المواجهة مع العدو "الإسرائيلي"، أما القضية فباقية ومظلومية الشعب الفلسطيني دائمة حتى ينعم بالحرية والاستقلال"، لافتًا إلى أن "العدو "الإسرائيلي" اضطر مع الأميركي للذهاب إلى الاتفاق في غزة بعد أشهر من الجرائم الرهيبة"، ومشيرًا إلى أن "الأميركي اتجه إلى خيار الاتفاق بعد الإخفاق والفشل الكبير، والذي بات واضحًا ألا أفق له".

السيد الحوثي أكد أن "ثبات المجاهدين في غزة في كتائب القسام وسرايا القدس وسائر الفصائل في أصعب الظروف وبأبسط الإمكانات هو شيء كبير"، وأضاف: "قوة الإيمان والإرادة والاستبسال والاستعداد العالي للتضحية والعمل الفدائي البطولي والتكيّف مع مختلف الظروف، كل ذلك أفشل العدو "الإسرائيلي" ومعه الأميركي في غزة"، وأكد "فشل العدو "الإسرائيلي" في غزة رغم امتلاكه الإمكانات الهائلة جدًا ومستوى النشاط الاستخباراتي من أجل إنهاء المقاومة والقضاء على كل المجاهدين، وفشل العدو أيضًا رغم الحصار على المقاومة التي نشأت منذ البداية في ظل حصار من دون امتلاك الإمكانات اللازمة، ورغم استخدام العدو كل التكتيكات التي تمكنه من حسم المعركة بشراكة الأميركي".

ولفت إلى أن "العمليات الجهادية استمرت وتصاعدت بإبداع وتنويع في التكتيك واستمرت عمليات القصف الصاروخي إلى ما يُسمى بغلاف غزة"، وبيّن أن "ثبات الموقف السياسي يتوّج الصورة المتكاملة لثبات وصمود وتماسك المجاهدين والشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

وتابع السيد الحوثي: "كان على الأمم المتحدة في الحد الأدنى أن تتخلص من عار كبير جدًا وهو اعترافها بالعدو "الإسرائيلي" وجعله عضوًا فيها"، وأضاف: "من المفروض في الحد الأدنى أن تقوم الأمم المتحدة بطرد العدو "الإسرائيلي""، ورأى أن "ما يُسمّى بالمجتمع الدولي جمّد عناوين حقوق الطفل والمرأة والإنسان وأطلق للعدو "الإسرائيلي" يده، وأمدّه بالسلاح والقنابل من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا". 

السيد الحوثي أكد أنه "لو تحرّك العرب بالشكل المطلوب في الحد الأدنى بالمقاطعة السياسية والاقتصادية للعدو والإجراءات المساندة للشعب الفلسطيني لتحركت معهم سائر البلدان الإسلامية"، ولفت إلى أن "مواقف بعض الأنظمة العربية متواطئة ومشجعة على الإبادة والجرائم". 

وعن جبهة المساندة من لبنان، قال السيد الحوثي: "التضحية الأعظم في إطار جبهات الإسناد كانت لحزب الله في لبنان، وقد كانت جبهة قوية جدًا ومؤثرة ووصلت إلى حرب شاملة مع العدو "الإسرائيلي""، وأضاف: "حزب الله قدّم في جبهات الإسناد ما لم تقدمه الأمة في أي جبهة من جبهاتها ولا في أي جهة من الجهات"، وتابع: "لا يوجد نظام ولا جماعة قدّمت تضحيات مثل حزب الله وعلى رأسها شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله"، وأوضح أن "حزب الله قدّم شهداء كثرًا من القادة والكوادر والمجاهدين، وكذلك من الحاضنة الشعبية، وأسهم إسهامًا حقيقيًا في المعركة ضد العدو "الإسرائيلي"".

كما لفت السيد الحوثي إلى أن "الجبهة العراقية أسهمت بشكل جيد في إسناد الشعب الفلسطيني"، وأضاف: "الأنشطة الشعبية المساندة لغزة في بلدان عديدة لها أهميتها وقيمتها الإنسانية"، وذكر أن "من المواقف الشجاعة والمهمة على المستوى الرسمي هي المقاطعات الاقتصادية والسياسية لبلدان في أميركا اللاتينية وغيرها".

وحول جبهة الإسناد اليمنية، قال: "جبهة الإسناد في اليمن تميّزت بما فاجأت به العالم"، وأضاف: "الموقف اليمني بمستواه وفاعليته وشموليته وزخمه واستمراريته وثباته كان مفاجئًا للأميركي و"الإسرائيلي" ومعظم البلدان والشعوب"، ورأى أنه "لم يتوقع أحد أن يبرز الموقف اليمني بهذا المستوى من الفعالية والتأثير في العمليات البحرية والقصف إلى عمق فلسطين المحتلة".

وتابع السيد الحوثي "مستوى النشاط الشعبي اليمني كان واسعًا جدًا، والتفاعل كان عظيمًا وكبيرًا ضمن الموقف الشامل"، لافتًا إلى أن العمليات العسكرية إسنادًا لغزة "كانت بسقف عالٍ ضمن عمل استمر للارتقاء إلى ما هو أكبر"، ومشيرًا إلى أن تصاعد العمليات "كان واضحًا في القصف الصاروخي والعمليات البحرية حتى وصلت إلى نتيجة حاسمة".

وأضاف: "نفذنا عمليات بـ1255 صاروخ باليستي ومجنح وفرط صوتي وطائرات مسيّرة علاوة على الزوارق الحربية"، موضحًا أن هذه العمليات نُفّذت "في ظل ظروف صعبة جدًا، يعيشها شعبنا على مستوى الإمكانات والوضع الاقتصادي".

وأردف قائلًا: "دخلنا في تحدّ تقني مع الأميركي بقدراته الكبيرة جدًا مقابل ظروفنا الصعبة جدًا وإمكاناتنا المتواضعة، ووصلنا إلى مرحلة لم يعد فيها أيّ دور يذكر للأميركي في أساطيله من خلال تطوير قدراتنا في الجانب التقني وعلى مستوى التكتيك العملياتي"، وأضاف: "التطوير في القدرات أدى إلى طرد الأساطيل الأميركية من مساحات واسعة في البحار وحيّدت الاعتراض إلى حد كبير". 

ولفت إلى أن "حاملات الطائرات والبوارج الأميركية كانت تعترض في البداية بعض الصواريخ، والآن تكاد لا تحمي نفسها إلا بصعوبة مع الهروب"، وقال: "حاملات الطائرات الأميركية باتت تطور تكتيكاتها في الهرب أكثر من التكتيكات الهجومية، ولذلك تهرب "ترومان" وتبتعد عن سواحلنا بأكثر من 1000 كم"، وأضاف: "الأميركي فشل في حماية السفن "الإسرائيلية" وفي ردع اليمن، لذلك اضطر العدو "الإسرائيلي" إلى التدخل المباشر في العدوان على بلدنا وفشل هو أيضًا".

وحول تأثير العميات اليمنية، أضاف السيد الحوثي: "عملياتنا أثّرت في حركة الطيران إلى مطار "بن غوريون" وبصورة متكررة ما أدى إلى عزوف عدد كبير من الشركات عن العودة إلى العمل، كما أثّرت العلميات اليمنية في الوضع الاقتصادي للعدو "الإسرائيلي" وهذا واضح باعترافهم"، وتابع "كان لعملياتنا تأثيرها الكبير في العدو على نحوٍ واسع، ومن ذلك حالة الرعب والخوف الكبير الذي شمل الصهاينة في مختلف المناطق المحتلة".

ودعا السيد الحوثي "الشعب اليمني العزيز للخروج المليوني المقرر غدًا"، مؤكدًا على أهمية هذه الفعالية التي تأتي تتويجًا للخروج الواسع المستمر على مدى 15 شهرًا.

وأوضح أن هذا الخروج يعكس المواقف الثابتة للشعب اليمني في دعم القضية الفلسطينية، ويؤكد الاستعداد لمواجهة أي تصعيد "إسرائيلي".

وختم بالتأكيد على وعد إلهي بزوال الكيان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أهمية تماسك الشعوب العربية في مواجهة الخطر الصهيوني، وضرورة الاستعداد لدفع الشر الذي يهدد الأمة.

اليمنالعدوان الاميركي السعودي على اليمنطوفان الأقصى

إقرأ المزيد في: اليمن